حملات المقاطعة العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص للمنتجات الإسرائيلية، دائمًا ما تؤتي ثمارها في البضائع الخاصة بالمأكولات، وهذا ما أثبتته حملات المقاطعة التي بدأت منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 2001.
راهن العدو الصهيوني، على التكنولوجيا الإسرائيلية، وهو ما لم ينتبه له الكثيرون، حيث أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في أحد خطاباته- عن ثقته في أن الطلب العالمي على تكنولوجيا “إسرائيل” المتطورة سيمكنها من التغلب على الجماعات المؤيدة للفلسطينيين والداعية إلى مقاطعتها اقتصاديا.
لكن نتنياهو استشهد على وجه الخصوص بصناعة الأمن الإلكتروني الإسرائيلية، وقال إن رؤساء شركات التكنولوجيا المتطورة العالمية -الذين التقاهم- كلهم يريدون التكنولوجيا الإسرائيلية، وأضاف: “أن القدرة على الابتكار هي كنز ثمين من القيمة الاقتصادية العظيمة في عالم اليوم وهذا شيء أكبر مما يمكن أن يتصدى له كل هؤلاء المقاطعين”.
تكنولوجيا إسرائيلية
القدرة على الابتكار هي كنز ثمين من القيمة الاقتصادية العظيمة في عالم اليوم، وعلى الرغم من استخدام المقاطعين لتكنولوجيا حديثة للترويج لحملات المقاطعة، فإن هذه التكنولوجيا بالأساس صناعة صهيونية، وفي ما يلي قائمة قصيرة بأعظم 15 اختراعاً إسرائيلياً في ميادين متعددة من قبيل الطب والتقنية النظيفة والطاقة والحواسيب والسلامة على الطرق والزراعة:
(1) برنامج “فايبر Viber” للتراسل الفوري: تم اختراع هذا التطبيق في إسرائيل، وهو قابل للتحميل في أي هاتف ذكي ويسمح بإجراء المكالمات المجانية على نطاق العالم، مستفيدًا من النقاط الساخنة المجانية “Wifi”. ويُعتبر البرنامج من أفضل الابتكارات الإسرائيلية لتأمينه سرعة الاتصال والتواصل مع أي شخص أيًا كان.
(2) الذاكرة الوميضية “ذاكرة الفلاش Disk-on-Key”: هذه القطعة الصغيرة المتنقلة لتخزين المعلومات التي أصبحت واسعة الانتشار قام باختراعها رائد الأعمال الشهير “دوف موران” لتكون ترقية لتقنيات الأقراص الصلبة والمرنة من خلال اعتماد الذاكرة الوميضية ووصلة “USB” لإيصالها بالحواسيب الشخصية، وكانت إسرائيل أيضًا الدولة حيث تم تطوير القرص الوميضي الخاص بوصلة USB.
(3) النافذة الشمسية، وهي من إنتاج شركة “بيثاغوراس” للطاقة الشمسية، حيث تكون أول نافذة تدمج بين ترشيد استهلاك الطاقة وتوليد الكهرباء والشفافية، وتأتي النافذة على شكل وحدة شفافة مصنوعة من الزجاج الضوئي الذي يمكن إدماجها بسهولة في أي تصميم معماري تقليدي أو إجراء خاص بالبناء.
(3) “الكبسولة التنظيرية Pillcam” وهي أشهر علامة تجارية خاصة بشركة “غيفين إميجينغ Given Imaging” الرائدة عالميًا في مجال تطوير وتسويق الحلول المستساغة بالنسبة للمريض لتنظير ورصد الاضطرابات في الجهاز الهضمي، حيث أصبحت الآن هذا الكبسولة التي تضم كاميرا داخلها الآن بمثابة المعيار الذهبي -أي الاختبار التشخيصي الأفضل- للتنظير المعوي.
(4) “بندورة الشيري Cherry” التي اخترعتها شركة “هزيراع” المتخصصة بالهندسة الوراثية في الزراعة ضمن مشروع قاده أستاذان من كلية الزراعة التابعة للجامعة العبرية، وتتميز هذه البندورة ببطء نضوجها وعدم تلفها لدى شحنها.
(5) جهاز “استعادة المشي ReWalk”، ويساعد هذا النظام الآلي على المشي، ويستهدف تمكين المشلولين من الوقوف والمشي وصعود الدرج.
(6) الأجهزة الذكية للري بالتنقيط والري الصغير، وتقوم هذه الأجهزة على أفكار المهندس الإسرائيلي “سيمحا بلاستو لتتيح” الري الدقيق للمحاصيل من خلال التحكم بقطرات الماء، وكانت شركة “نِتافيم” الإسرائيلية قد عرضت النموذج الأول لهذا الحلّ البارع عام 1965.
(7) “العين المتحرِّكة” تحول دون حوادث الطرق: اخترعت شركة “موبايل آي العين المتحركة” هذه المنظومة التي تضم كاميرا رقمية صغيرة يجري تفعيل الخوارزميات الذكية للتحكم بها لمساعدة سائقي السيارات على قيادتها بصورة آمنة، وينذر النظام المتصل بدفة القيادة عندما يعمد السائق إلى تغيير مساره بدون قصد، كما أنه يحذر السائق من خطر الاصطدام الوشيك بالسيارة أمامه ويرصد المشاة السائرين على الطريق.
(8) جهاز إزالة الشعر للنساء “إبي ليدي EpiLady” إنه أول جهاز كهربائي لإزالة الشعر وأصبح يحتلّ بثبات صدارة سوق العلاجات التجميلية حيث بِيع ما يقارب 30 مليون جهاز من هذا النوع منذ عام 1986.
(9) جهاز “استشعار الطفل BabySense”: يقوم هذا الجهاز غير المشعّ على تقنية عدم اللمس، وتم تصميمه لمنع وقوع حالات الموت السريري عند الأطفال، وابتكرت شركة “هاي سنس” هذا الجهاز الذي يراقب تنفّس الطفل وحركاته في سريره خلال النوم، ويعطي الجهاز إنذارًا صوتيًا ومرئيًا إذا توقف التنفس لمدة تزيد على 20 ثانية أو إذا تراجع إيقاع التنفس إلى ما دون 10 مرات في الدقيقة.
(10) نظام “ويز Waze” للملاحة: تم اختراع هذا النظام في إسرائيل، ويقدم النظام المستند إلى نظام التمَوْضُع العالمي “GPS” المعلومات الدقيقة المتوالية لسائق السيارة لإرشاده إلى وجهة سفره بالإضافة إلى الإحصائيات الآنية الخاصة بحركة السير، ويجري استخدام النظام حاليًا في أكثر من 100 دولة مما يجعله برنامجًا تطبيقيًا واسع الانتشار عند السائقين.
(11) الروبوت المساعد في جراحة العمود الفقري “SpineAssist”، وتستخدم هذه الآلة الروبوتية في جراحة الظهر لتساعد الأطباء في عمليات جراحية خاصة بالعمود الفقري، حيث تسهم في خفض مدة العملية وتعرّض المريض للإشعاع.
(12) الكاميرا الفضائية “Space Camera”، وهي من إنتاج دائرة التصوير الفضائي الاستخباري “IMINT” التابعة لشركة “إلبيت Elbit”.
(13) شبكة للسيارات الكهربائية: كان هذا المشروع لشركة “بيتر بلييس (المكان الأفضل)” بقيادة مبتكره رائد الأعمال الإسرائيلي شاي أغاسي -رغم فشله تجاريًا- قد أصبح نموذجًا عالميًا لاستخدام السيارات الكهربائية.
(14) معالِجات البيانات الخاصة بشركة “إنتل”: كانت معالجات البيانات المُحَوْسبة الأولى في العالم وهي معالج 8088 وتقنية MMX وتقنية “سنترينو” للأجهزة المتنقلة من وحي ابتكارات مهندسين إسرائيليين كانوا يعملون في الفرع الإسرائيلي لشركة “إنتل” علمًا بأن هذا الفرع صار مركزاً عالمياً للتطوير الخاص بهذه الشركة.
مقاطعة المنتجات
في 1 يوليو 2015، قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، في تقريره الدوري عن مقاطعة المنتجات الصهيونية: إن حملات مقاطعة بضائع الاحتلال والمستوطنات ما زالت تحقق تقدمًا ملحوظًا، وما زالت تنظم حملات ومبادرات شعبية جماعية وفردية تدعو فيها إلى تعزيز المنتج الوطني ومقاطعة المنتجات الصهيونية، كل هذه الحملات انطلقت وما زالت تؤمن بأهمية هذا السلاح الشعبي في مقاطعة الاحتلال، واليوم تعززت حملات المقاطعة على المستوى الوطني، أكثر من أي وقت مضى حملات مدعومة عربيًّا ودوليًّا تؤمن بنضال الشعب الفلسطيني ضد نظام الفصل العنصري وضد الاحتلال والاستيطان.
فعلى الصعيد الوطني ما زالت مقاطعة المنتجات الصهيونية تتفاعل في أوساط الرأي العام الفلسطيني، حيث بدأ المستهلك الفلسطيني يتكيف مع الاستغناء عن الكثير من المنتجات الصهيونية، التي يجد لها بديلًا وطنيًّا أو عربيًّا أو أجنبيًّا صديقًا في الأسواق، وما زالت تنظم حملات مقاطعة في مختلف المحافظات الفلسطينية.
وعلى الصعيد الدولي والعربي ما زالت حملات المقاطعة تحقق نجاحات متواصلة، ففي بلجيكا وضعت بضائع المستوطنات في قائمة الحظر، حيث أكدت النائبة البلجيكية في البرلمان الأوروبي مارينا أرينا أنه وضمن حملة مقاطعة البضائع المنتجة في المستوطنات فقد تم وضعها في قائمة لأجل حظرها كليًّا في السوق البلجيكية والأوروبية.