ذكرت مصادر دبلوماسية، أن مصر قد ترشح وزير الخارجية الأسبق، أحمد أبو الغيط، لخلافة نبيل العربي في منصب أمين عام الجامعة العربية الذي أعلن، أمس الأحد، أنه لن يترشح لفترة جديدة، بعد انتهاء ولايته في يوليو المقبل.
تقول المصادر، إن أبو الغيط هو المرشح الأوفر حظًا، يليه سامح شكري، وزير الخارجية الحالي، ويظهر في الصورة من بعيد السفير عمرو أبو العطا.
أحمد أبو الغيط
شهدت الدبلوماسية المصرية تراجعًا كبيرًا في عهد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق؛ حيث لم تشهد الدبلوماسية المصرية طوال تاريخها العريق والعتيق دخول مرحلة خريف دبلوماسي مثل تلك التي شهدتها في عهده منذ توليه مقاليد الوزارة في يوليو 2004 خلفاً لأحمد ماهر وحتى رحيله في مارس 2011 بعد ثورة 25 يناير بأيام قليلة.
الموقف من حماس و”إسرائيل”
شهدت فترة ولايته الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، في الفترة من 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009، وهي عملية عسكرية ممتدة شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين.
وجاءت العملية بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر كانت قد تم التوصل إليها بين حركة حماس من جهة، و”إسرائيل” من جهة أخرى، برعاية مصرية في يونيو 2008، وخرقت التهدئة من قبل الجانب الإسرائيلي وعدم التزامه باستحقاقاته من التهدئة من حيث رفع الحصار الذي يفرضه على القطاع ومن ثم عدم قبول حماس لتمديد التهدئة.
وزير الخارجية في حينها، أحمد أبو الغيط، قام بلوم حماس، وحملها مسؤولية ما يحدث في غزة، وقال في تصريحاته: إن “مصر قامت بتحذير حماس منذ فترة طويلة بأن إسرائيل ستقوم بالرد بهذا الأسلوب” مضيفًا “فليتحمل اللوم هؤلاء الذين لم يولوا هذا التنبيه أهمية”، في إشارة إلى حركة حماس.
وهددت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، أثناء وجودها في القاهرة، باجتياح قطاع غزة، وسحق حركة حماس، ولم يعقب أبو الغيط، ما أثار هذا الموقف المتخاذل من أبو الغيط استهجانًا عربيًا كبيرًا.
ملف النيل
لا توجد كلمة سوى الفشل الذريع؛ للتعبير عن سوء الإدارة المصرية لملف مياه النيل في عهد أبو الغيط، وتتجسد قمة الفشل في تعامل مصر مع اتفاقية “عنتيبي” التي وقعتها 8 من دول حوض النيل حتى الآن ولم يتبق من دول الحوض التي لم توقع سوى مصر والسودان وإريتريا، ويرجع الفشل بسبب اعتماد مصر على بعض الدبلوماسيين الذين يتسمون بالعدوانية والعجرفة تجاه دول الحوض لتتصاعد الأزمة ونصل إلى مشكلة سد النهضة.
ثورة 25 يناير 2011
قبيل اندلاع ثورة 25 يناير، وصف أبو الغيط، المخاوف من انتقال ما أطلق عليه العدوى التونسية إلى دول عربية أخرى بأنه “كلام فارغ”، لافتًا إلى أن لكل مجتمع ظروفه التي لا تتشابه مع المجتمع التونسي.
وأثناء الثورة، ظهر أبو الغيط في لقاء على قناة “العربية”، وذكر أن أسباب اندلاع الثورة هي نتائج انتخابات مجلس الشعب التي أجريت في 28 نوفمبر 2010، والتي اتهمها معارضو النظام بأنها انتخابات مزورة، وأيضًا تقدم سن مبارك وعدم معرفة خليفته في الحكم والحديث عن التوريث أو عدمه كان من الأسباب الضاغطة لاندلاعها، حسب ما صرح وقتها.
وحول رده على المطالبات الأميركية للنظام المصري، بتطبيق إصلاحات فورية، قال: إن “ذلك يعني فرض الإرادة الأميركية على مصر”، ولوح بأن القوات المسلحة المصرية قد تضطر إلى التدخل حال حدوث فوضى وذلك لاستعادة زمام الأمور.
أبو الغيط ظهر مضطرب الحديث حاد التصريحات أثناء ثورة 25 يناير؛ حيث لم يكتف بتصريحاته العدائية لثورة الشباب ولم يكتف بسوء تقديره الذي ثبت فشله عندما قال إن مصر ليست تونس واصفًا كل حديث عن ثورة مصر بأنها كلام فارغ، لكنه تعدى ذلك إلى محاولة الاستعداء على المتظاهرين المصريين.
أعيد تعيينه وزيرًا للخارجية في الحكومة الأخيرة لعهد مبارك برئاسة أحمد شفيق، والتي شكلت أثناء اندلاع الثورة، والتي أصبحت حكومة تسيير أعمال بعد تنحي الرئيس مبارك.