كثير من الوظائف قد لا تُنمّي قُدراتك الإبداعية ولا تساعدك على زيادة شغفك تجاهها، وبالتالي يصبح الذهاب إلى العمل من أصعب القرارات التي تتخذها كل يوم، خاصة إذا كنت تعمل في وظيفة لا تكتفي بإفقادك الشغف، وإنما تُصيبك أيضًا بالاكتئاب، ومن هذه الوظائف:
1. التدريس
يُعد التدريس من أكثر الوظائف جلبًا للتوتر، لأنه يسبب الاضطرار إلى التعامل مع الأطفال أو المراهقين، مما يتطلّب مجهودًا بدنيًّا وذهنيًّا ضخمًا، ومحاولة شرح كُل التفاصيل إلى أولياء الأمور الذين يغضب بعضهم من طريقة المُدرِّس، وأيضًا التعامل بشكل يومي مع إدارة المدرسة لتحقيق أهدافها، يجتمع كل ذلك مع العودة إلى منازلهم بواجبات وامتحانات لتصحيحها، ومُرتّبات ربما تكون متوسطة أو أقل من متوسطة، كُل هذا قد يصيب المدرس بتوتر، وربما يصل إلى حد الاكتئاب بنسبه تصل إلى 8%.
2. المبيعات
يُقابلك العاملون في مهنة المبيعات، بابتسامة تعلو وجوههم، وكلمات مُرتّبة، لكن خلف هذا المظهر يكمُن القلق المُتمثِّل في محاولة تحقيق هدف ما في المبيعات، فإن لم يستطيعوا فسيحصلون على أقل القليل.
ويزيد من حالة القلق لدى أصحاب تلك المهنة، الوضع الاقتصادي المتردي، والذي أثر بشكل كبير في حركة البيع والشراء، أضِف إلى ذلك تعامُلهم مع زبائن ومُشترين لا يعرفون ماذا يُريدون تحديدًا، ورُبما يتراجعون قبل إتمام الصفقة بدقائق بسيطة.
3. المحاسبة
أرقام كثيرة، والدقّة اللامُتناهية، وضغطة زر خاطئة قد تُساوي مئات الآلاف من الأموال، كُل هذا يُشكِّل عبئًا نفسيًّا على العاملين في مجال المحاسبة، بسبب التوتر الناتج عنها، كل هذا قد يؤدي إلى اكتئاب بنسبة 6%.
4. الأعمال الإبداعية
تتمثل في الكتابة والرسم والتمثيل، لأنها قد تسبب الاكتئاب على المدى الطويل، لأن هذه الوظائف لا تكون مُربِحة ماديًّا بقدر التعب والجُهد الذي يُبذل فيها، وأيضًا لأنها تتطلّب قدرًا كبيرًا من الوحدة والعزلة التي تُسهم بشكل رئيسي في اكتئاب تصل نسبته إلى 9%.
5. الرعاية الصحية
عمل طويل لساعات طويلة، ربما يصل إلى أيام دون الحصول على قسط من النوم، هذا هو حال الأطباء والممرضات.
هذه الوظيفة على الرغم من حياتها الاجتماعية المثيرة، ومظاهرها ورواتبها الجذابة، لكن يقضي الأطباء جميع أوقات العمل بجانب المرضى، إما لتشخيص وإما لإجراء عمليات جراحية، وإما لإبلاغ أحدهم بفقدان ذويه أو أقاربه، وهذا المُناخ يُعطيهم إحساسًا بأن العالم مكانٌ حزين، وينتقل هذا الحزن ويتحول إلى اكتئاب يصل نسبته إلى 9.6%.
6. العمل الاجتماعي
تتمثل في مؤسسات غير ربحية لتعليم أطفال الشوارع، أو إعانة الأسر الفقيرة، أو تقديم العون للمحاصرين في الحروب والكوارث، وهذا يمثل كما من المعاناة التي يلقاها العاملون في هذه المؤسسات، ويعيشون مأساة كل حالة يوميا، لذلك لا عجب أن يكون العاملون في هذه الوظائف من أكثر الناس عُرضة للاكتئاب بنسبة تصل إلى 9.5%.
7. النقل العام
معظم الناس يصيبهم التوتر من الأماكن المزدحمة، مثل أماكن النقل العام، فلا شك في أن يُصبح العاملون في هيئات النقل العام، كالسائقين ومُحصّلي التعريفة، مُعرّضين لنسبة اكتئاب تصل إلى 12%.
كُل ما سبق لا يعني أبدًا أن نُقرر تَرك وظائفنا والبحث عن وظائف أخرى، لأن لكل وظيفة همومها ومتاعبها، لكن كُل ما نستطيع فعله هو أن نضمن أن لا تختلط هموم عملنا بحياتنا الشخصية.