شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

السودانيون يغسلون سمعة “الكسل” بالعصيان..هل يكررها المصريون

السودانيون يغسلون سمعة “الكسل” بالعصيان..هل يكررها المصريون
في سابقة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، اتحد جميع الشعب السوداني في عصيان مدني كأحد آليات الحراك الثوري ضد السلطات، وذلك بسبب الإجراءات التقشفية التي طبقتها الحكومة، معتبرين أن العصيان المدني يعد الخطوة الأولى في محاولات

في سابقة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، اتحد جميع الشعب السوداني في عصيان مدني كأحد آليات الحراك الثوري ضد السلطات، وذلك بسبب الإجراءات التقشفية التي طبقتها الحكومة، معتبرين أن العصيان المدني يعد الخطوة الأولى في محاولات إسقاط النظام، ضاربًا بذلك سمعة “الكسل” التي تقال عنه ويسبق المصريين.

وشهدت الأسبوع الماضي ولمدة ثلاثة أيام موجة “عصيان مدني”  دعت إليها المعارضة احتجاجًا على الإجراءات التقشفية التي طبقتها الحكومة، ويعتبر نشطاء سودانيون أن العصيان المدني يعد الخطوة الأولى في محاولة إسقاط النظام.

والعصيان المدني هو ببساطة، تعصي القانون وتطيعه في آن واحد، فهو أرقى صور التمرد والمقاومة والرفض والاحتجاج، ولكن بالشكل السلمي المتحضر، ويعرف بير هيرنجرين العصيان المدني في كتابه “طريق المقاومة .. ممارسة العصيان المدني” بأنه: نشاط شعبي متحضر يعتمد أساساً على مبدأ اللاعنف، وأنشطة العصيان المدني هي عبارة عن تحدٍ لأمر ما أو لقرار ما حتى ولو كانت غير مقيدة بالقانون، وهدف النشاط المباشر هو أن يحافظ على ظاهرة معينة أو أن يغير ظاهرة معينة في المجتمع.

وكان أول من استعمل مصطلح العصيان المدني، وأشار إلى فكرته هو الكاتب الأمريكي “هنري دايفيد ثوراو” في مقالته الشهيرة “العصيان المدني” الذي نشر عام 1849، وقد كتب تلك المقالة عقب امتناعه عن دفع ضرائب الحرب، احتجاجاً على العبودية والقمع والاضطهاد والحرب التي كانت تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد المكسيك، حيث رأى أن الامتناع عن دفع الضرائب كنوع من الاحتجاج، أمر من شأنه إلزام السلطة بتغيير سلوكها ليلائم ما يريده الشعب حقيقة.

كما ينبغي ألا تنشغل حركة العصيان المدني بتوجيه خطابها إلى الحاكم أو النظام وتغفل عن اختيار خطاب مناسب للجماهير يدعوهم للمشاركة في العصيان، ويحرضهم عليه ويربط مستقبلهم بنجاحه، طالما أنها قررت المقاومة وليس الاحتجاج.

وللعصيان المدني أشكال متعددة، مثل رفض الموظفين للذهاب إلى دوائر الدولة، والمدارس والجامعات والمصانع والمعاهد، مع إغلاق كل الأسواق والمحلات التجارية والأفران.

ومثل امتناع سائقي السيارات العامة والخاصة ومحطات الوقود وسيارات الأجرة في داخل المدن وخارجها، أو أن يخرج المعارضون بشكل جماعي وفي أوقات محددة، لإجبار السلطات الحاكمة على الانصياع لمطالب المحتجين الهادئين، ومثل أن يخرج “المدنيون” وهم يرتدون الثياب السود أو البيض رجالاً ونساءً ولكن بهدوء لا شعارات، ولا صراخ، ولا نداءات معادية، ولكن عصيان بهدوء، وكالجلوس في الشوارع الكبرى، وعلى أرصفتها، وفي وسطها، ولكن بصمت دون أي فعل، فالاحتجاج اجتماعيا قبل أن يكون سياسياً.

السودان والعصيان

نجح الشعب السوداني 3 مرات تنفيذ أهدافه من خلال العصيان المدني مرتان منهما نجح في إسقاط ديكتاتوريتين عسكريتين، هما نظام اللواء إبراهيم عبود عام 1964، واللواء جعفر نميري عام 1985 بالتظاهر والإضراب الجماعي السلمي عن العمل، والمرة الثالثة كانت الأسبوع الماضي بعد غياب الأدوية عن السوق وفشل الحكومة في توفير هذا الدواء.

العصيان المدني يُعد واحدًا من أهم أدوات المعارضة السودانية؛ فقد سبق أن نجح في الإطاحة بالرئيس الأسبق جعفر نميري، الذي حكم ما بين عامي 1969م – 1985م.

كما لعب العصيان دورًا محوريًا في المقاومة الشعبية التي أسقطت حكومة الرئيس الأسبق إبراهيم عبود، الذي حكم ما بين 1958 – 1964.

فيما يرى الباحث بالشؤون الإفريقية الدكتور باسم رزق أن السودان أمام نارين إما تكملة خفض الإنفاق الحكومي، وإما مواجهة الشعب ويكون متحملاً أي تبعات لذلك، لافتًا أن اعتماده على القمع لحل المشاكل مع المواطنين.

وأضاف أن :”الشعب السوداني يعاني من سوء الأحوال المعيشية لكنه ذكى لن يدخل في مواجهة مع النظام لأنه سيترتب على ذلك وقوع خسائر كبيرة لذلك لجأ للعصيان”.

ويرى مراقبون أن العصيان المدني الحل الأفضل الآن في مصر، فيما لو تمت الدعوة إليه من كافة قوى الثورة، فهل تلقى تلك الدعوة موجة غضب من ارتفاع الأسعار وانهيار الجنيه أمام الدولار، وأرضية سانحة لإسقاط النظام؟.

“يسقط يسقط حكم العسكر”

في 11 فبراير 2012، بالتزامن مع ذكرى تنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، أعلن ما يزيد عن 117 حركة وحزبًا سياسيًا وقوى عمالية وطلاب جامعات حكومية وخاصة وفنية، مشاركتهم في الإضراب للضغط على المجلس العسكري، بهدف إرغامه على الرحيل عن السلطة، وتسليمها إلى رئيس مجلس الشعب أو انتخاب المجلس رئيسًا مؤقتًا، مع تحقيق القصاص لشهداء 25 يناير، ومحاكمة الرئيس المخلوع وأعوانه محاكمة ثورية، وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد.

ولاقت الدعوة ردود فعل واسعة، بعد استجابة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة لطلب تسريع نقل السلطة، عبر الدعوة إلى انتخابات رئاسية أقيمت الجولة الأولى منها يومي 23 و24 مايو من نفس العام، أسفرت عن وصول محمد مرسي للقصر الرئاسي.

قل للسيسي “مش دافع”

وفي سبتمبر 2016، دعا “المجلس الثوري المصري”، الذي يجتمع في تركيا، الشعب المصري إلى “العصيان المدني”، والامتناع عن دفع الفواتير في البلاد، ضمن حملة بعنوان “مش دافع”، لمناهضة نظام عبد الفتاح السيسي.

وخلال بيان للمجلس، قُرأ في مؤتمر صحفي بإسطنبول، جاء أنه “لم يعد أمامنا سوى طريقين، إما المقاومة الشعبية السلمية ضد السلطة العسكرية، أو الاستكانة والاستسلام حتى يفقد الشعب كل مقومات الحياة”.

الدعوة نجحت في ترك أثر لها في الشارع المصري، ورافقها تجاوب ملحوظ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومؤخراً، دشنت صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، حملة لإعلان العصيان المدني، بالتزامن مع الدعوات للتظاهر يوم 11/11، رفضاً للنظام، والسعي إلي إسقاطه.

ودعت رئيسة المجلس الثوري المصري، مها عزام، إلى “العصيان المدني ضد المنظومة القمعية الفاسدة والمغتصبة للسلطة في مصر”، معنلة تأييد المجلس لحراك الثوار بكل الوسائل المتاحة لديهم.

وأكدت أن “العصيان المدني الذي يدعو المجلس الثوري إلى بداية التحضير له هو عمل إيجابي، وهو أول خطوات الثورة الشاملة للشعب المصري نحو تحرره من النخبة الفاسدة”.

وأشارت إلى أن “العصيان المدني هو آلية مشروعة في إطار النظام والعرف الدولي لمقاومة الاحتلال أو قمع الحكومات بطرق سلمية ومؤثرة، خاصة وأن هذه الآلية لها تاريخ طويل بذلك، ولعل أشهر حالته هو العصيان المدني ضد الإمبراطورية البريطانية في الهند”.

واستنكرت “عزام” ما وصفتها بحالة الذعر الشديد التي أصابت إعلام النظام بعد دعوة المجلس الثوري المصري للعصيان المدني، مضيفة: “سبب ردة الفعل هذه إنما تدل على ضعف منظومة العسكر وسرعة تقويض سندها بين مؤيديها في مصر، لا سيما في ظل الانهيار الاقتصادي التام الذي نتج عن سياسات السيسي ونظامه الفاشل”.

ونوهت إلى أن سياسات نظام السيسي أضرت بجميع قطاعات المجتمع، من خلال غلاء الأسعار الجنوني وتدهور معدلات النمو، حتى أصبحت الحياة العادية للعمال والفلاحين والموظفين شبه مستحيلة، بينما تستمر نخبة العسكر والقضاة والإعلاميين بالاستمتاع بترف يفوق ترف الأغنياء في الغر

عصيان مدني في مصر 1919

ليس العصيان المدني غريباً أيضاً على التاريخ المصري فقد بدأت ثورة 1919 فى مصر بالعصيان المدنى لقاطرات السكة الحديد ، وخلع الفلاحون القضبان فى الريف. وفي عام 1971 اعتصم الألوف من الطلاب فى ميدان التحرير احتجاجا على استمرار احتلال سيناء منذ 1967 مما كان له الأثر فى اندلاع حرب أكتوبر 1973 للتحرير.

دعوة لعصيان مدني 

دشن أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، صفحة بعنوان “عصيان مدني يوم 13 ديسمبر القادم”، كذلك قام بإرسال “دعوات” للمواطنين لكي يشاركون في العصيان المدني.

سينجح إذا نُظم جيدًا

وعلق أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على دعوة العصيان المدني، في تصري صحفي قائلًا “إن من حق الشعب أن يقوم بعمل عصيان مدني، مادام يرى أن النظام السياسي على خطأ، والعصيان المدني وسيلة من حق المواطنين استخدامها للاعتراض سلميًا، وينظمه القانون والدستور، ومن يرفض ذلك لا يحترم الدستور والقانون.

العصيان محتمل

وقال هيثم أبو خليل الناشط الحقوقي في تصريح لـ”رصد” أن العصيان المدني ليس بعيدا عن المصريين فحينما يضيق بهم الحال إلى أقصى الدرجات سيعلنها الجميع ثورة هادئة لكن عواقبها وخيمة تنهي حياة النظام العسكري بسهولة.

ودعا “ابوخليل” الشعب المصري بسرعة السعي وراء إسقاط العسكر، لافتا إلى أن مستقبل مصر القريب سيكون صادم ومريع من قمع وقتل وفقر وإذلال لطالما النظام يستوحش ولم يجد من يقف ضده,



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023