ناقشت صحف عربية مدلولات استقالة المسؤولة البارزة في الأمم المتحدة ريما خلف، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، على خلفية تقرير يتهم “إسرائيل” بالعنصرية، واتهمت الأمين العام للمنظمة “أنطونيو غوتيريش” بالضغط عليها لسحب التقرير.
واعتبرت صحف عربية أن الاستقالة جاءت في ظل ضغوط من الولايات المتحدة، مشككة فيما إذا كان بوسع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوسط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”.
كما اهتمت صحف عربية بالاشتباك الأخير بين سوريا و”إسرائيل” بعد تصدي قوات الدفاع الجوي السوري لطائرات إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية وقصفت مواقع في ريف حمص الشرقي.
غياب للموضوعية
واتهمت “القدس العربي” اللندنية في افتتاحيتها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه أظهر “انحيازات واضحة وصريحة للأجندة الإسرائيلية”، وذلك على خلفية استقالة الأمينة التنفيذية لـ”إسكوا”.
وتشير الصحيفة إلى أن الاستقالة جاءت بناء على ضغوط أميركية وإسرائيلية على “غوتيريش”. وقالت إن “استجابته لهذه الضغوط وتضحيته بريما خلف وسحب تقريرها أدلة على إحساس بضعف لا يتناسب مع منصبه الكبير، أو بأن الضغوط لقيت هوى في نفسه، وهو الأغلب”.
حركات التضامن
ويقول سلام السعدي في “العرب اللندنية” إن تقرير اللجنة “يؤكد أهمية حركات التضامن العالمية كشكل نضالي يكتسب فاعلية متزايدة”.
ويقول السعدي: “يمثل انتشار خطاب التضامن مع الفلسطينيين عالميًا ودخوله الفضاءات الأكاديمية وصولًا إلى أروقة الأمم المتحدة تحديًا لقادة الدولة الصهيونية. ولكن انتشار الرؤية السياسية الجديدة التي يحملها في طياته تمثل كابوسًا حقيقيًا لدولة الفصل العنصري؛ خاصة في ظل انهيار حل الدولتين”.
ماذا عن ترامب؟
وفي سياق متصل، يتساءل فيصل أبو خضرا في “القدس الفلسطينية” عما إذا كان بإمكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب “صنع السلام”.
يقول الكاتب: “هل السيد ترامب قادر على حل سحري تقبل به إسرائيل؟ وما هي التنازلات المؤلمة التي يريدها السيد ترامب من الجانب الفلسطيني بعد أن قدمنا كل هذه التنازلات؟”.
وفي الصحيفة نفسها، تقول راغدة درغام: “ما تريده إدارة ترامب هو زواج بين المظلة العربية الضرورية للتحرك الفلسطيني الإسرائيلي وبين السكة الثنائية الإسرائيلية الفلسطينية الضرورية للتوصل إلى حل”.
كذلك يرى عبدالناصر النجار في “الأيام الفلسطينية” أن “ترامب لن يعطي الفلسطينيين أكثر من سابقيه”، ويقول إن “إدارة ترامب تحاول إيجاد خطة أو مسار بديل لما هو قائم أو لما حاولت الإدارة الأميركية السابقة تحقيقه”.
ويوضح الكاتب أنه “ربما الفكرة الأساسية المشتركة بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي هي الاتفاق على الحل الاقتصادي، وهذه الأفكار تعود بالأساس إلى نتنياهو، الذي كان دائم الحديث عن الحل الاقتصادي؛ على اعتبار أن تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية للفلسطينيين تحت الاحتلال هو الذي سيغير المسار وينهي المطالبة بالدولة”.
ويقول سركيس نعوم في “النهار اللبنانية”: “في اختصار لترامب عناوين قضايا ثلاث يريد أن يعمّق علاقة بلاده بالدول العربيّة في الخليج وفي مقدّمها المملكة العربيّة السعوديّة من أجل تأمين معالجة جدّية وناجعة لها، الأولى مواجهة واحتواء النفوذ الإيراني في الخليج، بل في العالمين العربي والإسلامي. والثانية تجنيد هذه الدول لمحاربة داعش، أي الدولة الإسلاميّة. أمّا الثالثة فهي التفاوض حول السلام بين إسرائيل والفلسطينيّين”.
ويقول برهوم جرايسي في “الغد الأردنية”: “إننا لن نسرح في بحر الخيال بنوايا واشنطن أو بقدرة ترامب على التوصل إلى حل؛ لأن من يحكم إسرائيل عصابة تزداد تشددًا يومًا بعد يوم”.
تغير قواعد الاشتباك
وفي الموضوع السوري، تقول صحيفة “الأخبار اللبنانية” إن “الصواريخ السورية حملت رسائل حساسة في توقيتها، تؤكد للإسرائيلي أن محاولاته لتقييد تحالف دمشق مع حزب الله وإيران عبر علاقته الجيدة مع موسكو سوف تتخللها جولات بلغة النار، تفرض معادلة جديدة فوق الأراضي السورية”.
وترى الصحيفة أن قواعد الاشتباك بين “إسرائيل” وسوريا تتغير؛ فهي “لم تعد تتناسب مع التطورات الميدانية والسياسية في الساحة السورية”.
وفي “الغد الأردنية” يقول فهد الخيطان: “روسيا اللاعب الأول في سورية لديها تفاهمات مع إسرائيل حول قواعد الاشتباك في سورية”.
ويضيف الخيطان: “روسيا، مثلنا تمامًا، تدرك المخاطر المترتبة على اتساع النفوذ الإيراني في سوريا والمواجهة مع إسرائيل، وفي يدها أن ترسم خطوطًا حمراء للنفوذ الإيراني في سوريا بما لا يسمح باندلاع حرب ستحرق المنطقة في حال اشتعالها”.