شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لماذا تتردد إدارة أوباما في اتخاذ قرار بالهجوم على إيران؟

لماذا تتردد إدارة أوباما في اتخاذ قرار بالهجوم على إيران؟
  هل هناك إشكالية تواجهها إدارة أوباما فيما يتعلق بمسألتين ملحتين تفرضان نفسهما على هذه الإدارة وسط معمعة...

 

هل هناك إشكالية تواجهها إدارة أوباما فيما يتعلق بمسألتين ملحتين تفرضان نفسهما على هذه الإدارة وسط معمعة الانتخابات الرئاسية؟
المشكلتين هما التدخل الأوسع في الحرب داخل سوريا والتردد في الإقدام على عمل أحادي بفرض منطقة حظر جوي خارج موافقة مجلس الأمن.

وثانيا: الهجوم على إيران لتدمير المنشآت النووية الإيرانية واتخاذ قرار في هذا الخصوص بعيدا عن الضغوط الإسرائيلية.

مثل هذا السؤال يطرح ويثار على خلفية مجموعة من التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية الأمريكية وهما:

وزير الدفاع ليون بانيتا.

رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الجنرال مارتن ديمبسي.

الأول وزير الدفاع نصح القادة الإسرائيليين وعلى الأخص وزير الدفاع إيهود باراك بعدم القيام بعمل عسكري هجومي أحادي ضد إيران لأن هذا الهجوم سيكون بالغ التكلفة وأن الحاصل سيكون متواضعا ومتدنيا وهو تعطيل البرنامج النووي الإيراني لسنتين أو ثلاث سنوات.أما التكلفة فستكون باهظة.

وزير الدفاع الأمريكي كان حريصا في الأيام الأخيرة وخلال اتصالات مع باراك على أن يخوض في تفاصيل التكلفة التي لن تتحملها إسرائيل وحدها بل الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة وحلفائها الدوليين والإقليميين.

ويميط العميد المتقاعد أكرم حسين المتخصص والخبير في الشؤون العسكرية الأمريكية المقيم في الولايات المتحدة الستار عن بعض ما ورد في آخر اتصال أجراه بانيتا مع باراك يوم الاثنين 20 آب الحالي وأهمها:

–بانيتا كشف عن أن التكلفة المالية لشن حرب ضد إيران من قبل الولايات المتحدة ليست هي العقبة الكأداء لأن هذه التكلفة ستدفعها دول الخليج وعلى الأخص السعودية والكويت والإمارات والبحرين.

و يضيف الخبير بانيتا كشف أيضا عن أن هذه الدول أبدت استعدادها بالمساعدة في النفقات مقابل شن الحرب على إيران إذا كانت نتائجها:

أولا: إعادة الجزر الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى إلى دولة الإمارات
ثانيا: تدمير شامل لحزمة القدرات الإيرانية بحيث تقوض من مكانتها الإقليمية وتضع حدا نهائيا للتهديد الإيراني لدول الخليج بالوسائل التقليدية وما فوق التقليدية وكذلك حدا لمنافسة إيران للمملكة السعودية على الزعامة الإقليمية، أي تدمير قدرتها العسكرية التقليدية والنووية وبالتالي تقويض النظام القائم في إيران.

ثالثا: إذا كانت هذه الحرب ستؤدي إلى إنقاذ مملكة البحرين من التهديد الإيراني بنشر الفوضى وتقويض النظام الملكي القائم فيها.

عند الحديث عن تكلفة الحرب ووجود دول خليجية تبدي أتم الاستعداد لدفع فاتورتها كما دفعت في الحرب ضد العراق عامي 1991 و2003 انتقل للحديث عن الحاصل أي التداعيات التي قد تترتب على مثل هذه الحرب وحصرها في الآتي:

–الحرب ضد إيران أو التدخل العسكري الأمريكي المباشر في سوريا سيشعل جحيم حرب إقليمية وستكون إسرائيل الهدف الأول وأنها ستهاجم من قبل أربع جهات لبنان سوريا قطاع غزة وإيران.

ولكي يسند ويعزز بانيتا هذه التقديرات كشف عن وجود اتجاهين لدى المؤسستين السياسية والأمنية الأمريكية تتقاربان في تقييم النتائج والعواقب التي سيسفر عنها الصراع على المستوى الإقليمي وبأنها ستكون أكثر خطورة ودمارا من حربي 1991 و2003 نظرا لأن الحرب هذه المرة ستكون متعددة الجبهات وتتطلب طاقات وقدرات بشرية ولوجيستية وعملياتية أكثر مما جرى استخدامه في الحروب السابقة.

وخلص إلى أن من الصعب تحديد جدول زمني دقيق للهجوم على إيران لعدة ظروف موضوعية أهمها أن اضطراب الأوضاع في المنطقة سيحولها إلى برميل بارود يولد انفجارا لن يكون بمقدورنا (أي الأمريكان)السيطرة عليه.

ثانيا:  الجنرال مارتن ديمبسي الذي عبر عن شكه في إمكانية فرض حظر جوي في سوريا مبررا ذلك إلى أن هذه يتطلب وجود سيولة بشرية ولوجيستية أي مقاتلين وسلاح لأن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تصعيد مع سوريا يقود إلى التدخل العسكري أي إلى حرب شاملة تمتد إلى دول الجوار لبنان الأردن العراق قطاع غزة وحتى دول الخليج.

وبحسب العميد أكرم حسين فإن العديد من التقديرات والتقارير التي أعدتها المنظومة الاستخباراتية الأمريكية لم تستبعد في حالة حروب إقليمية استخدام أسلحة دمار شامل ليس الصواريخ فحسب بل أسلحة كيماوية وجرثومية وقنابل نووية تكتيكية أو قنابل نووية قذرة من البلوتونيوم.

ومن هنا ينطلق تحذير كلا من بانيتا وديمبسي من الشروع في شن حروب ضد إيران أو التدخل العسكري الأمريكي والغربي في الأزمة السورية
خلاصة الأمر مما سبق حول التردد الأمريكي هو أن الولايات المتحدة تعتبر أي عمل في الظروف الحالية مغامرة غير مضمونة النتائج وأنها ستكون مكلفة إستراتيجيا وسياسيا ونفسيا وليس ماديا فقط.

من منظور إستراتيجي أمريكي التوقيت الحالي غير متناغم مع في ظل الحرب الدائرة في سوريا والتوترات بين مصر وإسرائيل وجاهزية حزب الله وتربص إيران واهتزاز الوضع في العراق جراء التصعيد الإرهابي والنزاعات السياسية بين مكونات المنظومة السياسية.

قصارى القول أن التردد الأمريكي لا يحجب حقيقة الدور الأمريكي في تصعيد الأزمة داخل سوريا عن طريق الدعم المادي واللوجيستي والإعلامي والسياسي ولا يخفي حقيقة أخرى لا تقل أهمية وهي أن هناك أطرافا إقليمية تنوب عن الولايات المتحدة في استهداف سوريا ومن بين هذه الأطراف تركيا التي تعمل جاهدة لتعميق تدخلها من خلال المبادرة إلى إعلان مناطق آمنة داخل الأراضي السورية وبعلم من الولايات المتحدة بالإضافة إلى دول مثل السعودية وقطر والإمارات.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023