شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«رويا حكاكيان»: دعم واشنطن للاحتجاجات الإيرانية ضرورة

مظاهرات إيران ضد روحاني

أكدت صحيفة «ميدل إيست آي»، ضرورة تدخل الولايات المتحدة لدعم المحتجين الإيرنيين وألا تتخلى عنهم، مشيرة في مقال للكاتبة الأميركية الإيرانية «رويا حكاكيان»، أن الديمقراطية في إيران هي الطريق الوحيد لجلب الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومساعدة المواطنين هناك على تخطي أزماتهم الاقتصادية، موضحة أن التاريخ يذكر بأن التخلي عنهم ليس في صالح الدول الغربية والاتحاد الأوروبي، داعية الدول ذات النفوذ إلى الضغط على النظام لإجراء استفتاء شعبي.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، شهدت إيران في الأسابيع القليلة الماضية، انتفاضة شعبية أراد فيها الإيرانيون تحسين أوضاعهم الاقتصادية ثم تصاعدت المطالب بسرعة لتنادي بإسقاط النظام وإجراء استفاء شعبي على نظام بديل، في حين كانت أمريكا تأمل في أن ينفذ الإيرانيون تلك المهمة بيدهم، رافضة فكرة التدخل بالقوة لتغيير النظام هناك.
وأشارت الكاتبة، إلى أن الاستفتاء الشعبي الأخير كان في مارس من عام 1979، والذي أراد فيه 90% من الإيرانيون نظام جمهوري إسلامي بديل لنظام الشاه، مضيفة أنهم يأملون في الوقت الراهن إجراء استفتاء شعبي آخر، يمنحهم فرصة للتراجع عن الحكومة التي اختاروها منذ حوالي 40 عاما، مؤكدة ان استراتيجية «ضبط النفس» التي اتبعتها أمريكا وعدم تدخلها عسكريا رغم أنها كانت خطوة صحيحة، إلا أن المواطنين الإيرانيين يعتقدون الآن أن الولايات المتحدة تخلت عنهم.
وأكدت حكاكيان، أن تلك ليست المرة الأولى التي تخطئ فيها واشنطن في فهم الواقع في الشارع الإيراني، ففي ديسمبر من عام 1977، بعدما بدأ يتصاعد في الأفق احتمالية قيام ثورة وشيكة، أكد الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر، بأن الأوضاع مستقرة في إيران مشيدا بـ«القيادة العظيمة للشاه».
والآن يكرر التاريخ نفسه، ويحاول المحللون في واشنطن إغفال ما حدث سابقا، ويعيدون قراءة الأوضاع بطريقة غير واقعية، ووفقا للإيرانية «شيرين عبادي» الحائزة على جائزة نوبل في حقوق الإنسان، فإن ولاية حسن روحاني الثانية، هي الفرصة الأخيرة التي سيقدمها الإيرانيون للإصلاحيين، وأضافت عبادي، أن مطالبات الشعب الإيراني بالإصلاح، قصدوا بها الإصلاحيين، وحاليا لا يقف فيهم الإيرانيون بعد فشلهم لثلاث سنوات؛ ولهذا السبب تحولت مطالبهم من الإصلاح إلى الاستفتاء.
وأوضحت الكاتبة، أن دعاة السلبية الآن في الولايات المتحدة، يسيئون أيضا فهم وتفسير كيف ولماذا ولدت الحركة الإصلاحية في إيران في المقام الأول، داعين إلى تجنب الضغط على النظام الإيراني في الوقت الحالي، بافتراض أن الضغط من شأنه أن يعرقل فرصة التغيير الديمقراطي، إلا أن العكس صحيح كما أكدت حكاكيان.
وعلى مدار العقود الأخيرة اختار الإيرانيون رؤساء إصلاحيين لمرتين، الأولى في عام 1997 عندما تولى محمد خاتمى منصبه، وفي عام 2013 بانتخاب حسن روحاني، وتلك رسالتان إلى الداعين إلى تجنب الضغوط الدولية على إيران، فلولا تلك الضغوط لما كان هؤلاء وجدوا.
وفي أوائل عام 1997، أصيب خاتمي بضربة قاصمة عندما قضت محكمة ألمانية باعتباره والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، العقل المدبر وراء اغتيال أربعة زعماء إيرانيين وزعماء أكراد قبل نحو خمس سوات، وأدى الحكم الصادر إلى اتخاذ إجراءات دولية أكثر دراماتيكية وقوة ضد طهران، حيث استدعت جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سفرائها في طهران، إلا أن طهران استطاعت الخروج من هذا المأزق فيما بعد.
موضحة أنه من أجل الخروج من هذا المأزق، وشرع خاتمي في مهاجمة المتشددين، من أجل البحث عن موطئ مرة أخرى قدم لإيران في الغرب، وأضافت أن طهران فيي عام 2013 وبعد انتهاء الفترة الثانية لحمدي نجاد، وجدت نفسها مرة أخرى في وضعٍ مماثل، وتحت وطأة العقوبات الدولية، ارتفع التوتر، وانخفضت معنويات الدولة وانهاء اقتصادها، وبالنسبة لروحاني لم تكن مهمته الولى بعد توليه الرئاسة هي إدارة البلاد بقدر ماكان يحاول إتمام صفقة لإخراج إيران مما هي فيه، وهو ما ترجم في الاتفاق النووي الإيراني.
ولذلك تحولت نظرة العالم الخارجي إلى الإصلاحيين، وكانت مؤيدة لهم، باعتبارهم يحاولون إصلاح الأمور في الداخل والخارج، وتحسين صورة إيران عالميا، إلا أن الوضع تحول الآن بسبب خروج الإيرانيين الذين عانوا من وطأة الفساد وتدهور المعيشة، هاتفين بالإطاحة بالنظام السياسي والمرشد الإيراني الأعلى.
وأشارت المحللة السياسية، إلى أن خبراء الشرق الأوسط ينظرون إلى الشعب الإيراني باعتباره شعبا غامضا، إلا أن الحقيقة هي أن ما يرده الإيرانيون حاليا عكس ما يريده الأمريكيون، إلا أن ارتفاع معدلات البطالة لكثر من 30%، والتمييز الذي يمارس ضد النساء والأقليات ومعاملتهم كمواطنين درجة ثانية، والفساد الحكومي المتفشي وقمع الحريات المدنية، فهم لا يختلفون عن أي شعب آخر تمرد ضد الاستبداد، مضيفة «في بلد تضطهد فيه النساء ولا يحصل فيه المواطنون على العدالة، كان يجب على الأمريكيين أن يولوا اهتماماتهم بالنقابات، والتعلم من دروس التاريخ في هذا الشأن».
وكانت حركة الحقوق السياسية في الستينيات دليلا على صحة هذا الرأي، بحسب حكاكيان، مضيفة أن «مارتن لوثر كينج» أعظم إصلاحي في العالم، قال، في النهاية لا نتذكر كلمات أعدائنا بقدر ما نتذكر خذلان وصمت أصدقائنا، مضيفة أنه يمكن لأمريكا وغيرها من الدول التي تتمتع بنفوذ على طهران، أن تبادر لمنع الحرس الثوري الإيراني من قمع المتظاهرين السلميين، ومطالبة إيران بإجراء استفتاء شعبي كما أراد المواطنون.
كما أن على الولايات المتحدة بعد ذلك، أن تبذل ما في وسعها من أجل مساعدتهم اقتصاديا، وتأصيل والدفاع عن الحريات المدنية، مؤكدة أن التغيير الديمقراطي الأصيل في إيران من شأهنه أن يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقا في الشرق الأوسط.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023