على رغم حديث الاحتلال عن الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تلقّت مصر، أمس، إشارات عبرية بعدم الرغبة في الانتقال إلى هذه المرحلة، وسط مساعٍ للاستمرار في إطالة أمد المرحلة الأولى لأطول فترة ممكنة.
وتحدّثت مصادر مصرية مطّلعة، إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية، عن «عدم وجود رغبة إسرائيلية في تسريع وتيرة التفاوض خلال الأيام المقبلة»، الأمر الذي اعتبرته القاهرة «بمثابة تمهيد لاستمرار التهدئة وفق الشروط الحالية التي تضع قيوداً على إدخال المساعدات ومعدات إعادة الإعمار».
وإلى جانب التوافق على إطلاق 6 أسرى من الاحتلال السبت المقبل، أسفرت المفاوضات التي جرت مع الوفد الإسرائيلي في القاهرة، عن التوافق على «البدء في إدخال المنازل الجاهزة (الكرفانات) والمعدات الثقيلة لإزالة الأنقاض»، وعلى «حصول عشرات الأطباء المصريين على موافقات للدخول إلى القطاع للقيام بمهام طبية»، فضلاً عن الاتفاق على إدخال شاحنات المساعدات بصورة منتظمة.
ومع ذلك، تتخوف القاهرة من تنصّل الاحتلال مجدداً من «مسألة المنازل الجاهزة المتفق على إدخالها الخميس، والتي يبلغ عددها ستّين ألفاً، على رغم التوافق على إدخالها كاملةً»، وذلك بعد تعطيل تمرير الدفعة الأولى منها طوال الفترة الماضية.
وبحسب المصادر، فإن جزءاً من المضايقات العبرية بشأن المساعدات يرتبط بـ«الرغبة في فتح باب الهجرة الطوعية أمام سكان غزة للتوجه نحو وجهة ثالثة بالتنسيق مع عدة أطراف، في إطار رؤية أوسع وأشمل عنوانها حصار الفلسطينيين وتجويعهم، وجعل القطاع غير قابل للحياة».
وتوضح المصادر أن الخطة التي تجري محاولة إحباطها في الوقت الحالي، تقابلها خطة أخرى «تراهن على اعتبارات عدة، في مقدمتها إبعاد المقاومة عن المجال السياسي داخل القطاع، والضغط على السلطة لتقديم تنازلات تتضمن تغييرات هيكلية في القيادات، بما يسمح بضخّ دماء جديدة والتوافق على نقاط أساسية تكوّن نواة لدعم قيام الدولة الفلسطينية، وهو أمر تتشارك فيه مصر مع السعودية وقطر وأطراف عربية أخرى معنية بالملف».
وعلى رغم تراجع التفاؤل المصري بالمخرجات المتوقّعة للقمة العربية، التي أُعلن رسمياً إرجاؤها إلى مارس المقبل بدلاً من نهاية الشهر الجاري، تجري اتصالات في الوقت الحالي، مع الإمارات والسعودية والجزائر والمغرب، لبلورة العديد من المواقف المتوقّع صدورها عن القمة، وسط استمرار التفاوض حول نقاط عدة عالقة.
وبحسب مسؤول في «الجامعة العربية» ، فإن «كل ما يجري تداوله في الأوساط الدبلوماسية والاستخباراتية مجرد أفكار قابلة للنقاش، ولم تجرِ بلورة أي شيء بشكل نهائي، وسط توقّعات ببروز عقبات قد تجعل الإجماع العربي غائباً».