شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تقرير: تباطؤ نمو الاقتصادات الناشئة يهدد الاقتصاد العالمي

تقرير: تباطؤ نمو الاقتصادات الناشئة يهدد الاقتصاد العالمي
قال تقرير لمجوعة QNBأنه بعد الهروب الكبير لرؤوس الأموال العالمية في السنة الماضية، بدأت الأسواق الناشئة...
قال تقرير لمجوعة QNBأنه بعد الهروب الكبير لرؤوس الأموال العالمية في السنة الماضية، بدأت الأسواق الناشئة تحس بالعناء الاقتصادي. فنمو هذه الأسواق ‏يتباطأ بحدة، من البرازيل إلى إندونيسيا، وروسيا، وجنوب أفريقيا، عاكساً بشكل جزئي التشديد الذي طرأ على السياسات الداخلية في ‏السنة الماضية لتحقيق استقرار أسعار صرف العملات الأجنبية في الأسواق الناشئة.
 
ويؤثر هذا التباطؤ في الطلب على الصادرات ‏العالمية، وبالتالي في تعافي الاقتصادات المتقدمة أيضا. عموما، فإن تباطؤ الأسواق الناشئة قد يعرض تعافي الأسواق العالمية للخطر، ‏مالم تبادر الاقتصادات المتقدمة بالتعويض عن هذا الركود.
 
وكشف تقريرQNB أنها تعاني بشدة وقد تأثر نموها الاقتصادي سلبا بهروب رؤوس الأموال العالمية، مؤكدا أنه مع تباطؤ الأسواق الناشئة، تتأثر التجارة العالمية، وهذا بدوره له تأثير سلبي على النمو في الاقتصادات المتقدمة.
 
ويعتمد أداء الاقتصادات المتقدمة بشكل حاسم على استقرار السياسة النقدية الامريكية. ويبدو البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ‏عازماً على استكمال تخفيض برنامج التيسير الكمي في أواخر 2014. وإذا أدى هذا التخفيض إلى إضعاف النمو في الولايات المتحدة، ‏فمن المتوقع أن تظل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة على المدى البعيد تحت نسبة 3%، ما سيدفع رؤوس الأموال العالمية إلى ‏البحث عن عائدات أعلى في الأسواق الناشئة.
 
وقد ينتج عن ذلك تفاوت في تعافي للاقتصاد العالمي لصالح الأسواق الناشئة كما حدث ‏في الفترة ما بين 2010 و2013. من ناحية أخرى، إذا تعافى الاقتصاد الأمريكي كما هو متوقع، فمن المرجح أن ترتفع معدلات الفائدة ‏في الولايات المتحدة على المدى البعيد وتجعل الأسواق الناشئة بذلك أقل جاذبية. وهذا سيعني مزيداً من التباطؤ للأسواق الناشئة، ‏بينما تتعافى الاقتصادات المتقدمة. وقد يؤدي ذلك إلى تعاف أكثر توازناً واستدامة للاقتصاد العالمي بما أن الاقتصادات المتقدمة ‏تشكل الجزء الأكبر من التجارة العالمية‎. ‎
 
وعموما، يبدو الاقتصاد العالمي مرة أخرى في مفترق طرق. فمع تباطؤ الأسواق الناشئة، تتأثر التجارة العالمية، وهذا بدوره له تأثير ‏سلبي على النمو في الاقتصادات المتقدمة. فإذا أدى استقرار السياسة النقدية الأمريكية إلى انتعاش تدريجي في الولايات المتحدة، ‏ستكون الاقتصادات المتقدمة قادرة على التعويض عن تراجع النمو في الأسواق الناشئة على حساب مزيد من التباطؤ في هذه ‏الأسواق. غير أن آخر أرقام النمو الصادرة من الولايات المتحدة تشير إلى سيناريو مختلف نوعا ما، وهو ما قد يعرض الانتعاش ‏الاقتصادي العالمي للخطر فعلا‎. ‎
 
وذكر التقرير بأن هذا التباطؤ العام في نمو الأسواق الناشئة يؤثر على تدفقات التجارة العالمية. وتشكل الأسواق الناشئة حوالي 40٪ من مجمل النشاط التجاري العالمي، وكانت من بين أكبر المساهمين في نمو الصادرات العالمية في السنوات الأخيرة. وعليه، فإن تباطؤ الأسواق الناشئة يؤثر على نمو الصادرات العالمية. ووفقا لمنظمة التجارة العالمية، فقد نمت قيمة الصادرات العالمية بالدولار الأمريكي بـ 1،7% فقط، على أساس سنوي خلال الربع الأول من 2014، مقارنة بنسية 4،3% في الربع الأخير من 2013. ويمكن أن يعزى معظم هذا التراجع إلى انخفاض الطلب على الصادرات من الأسواق الناشئة. في المقابل، ساهم تراجع الطلب على الصادرات العالمية في انخفاض النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول في كل من الولايات المتحدة (-1.0٪) ومنطقة اليورو (0.2٪).
 
يذكر أنه منذ إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في شهر مايو 2013 نيته تخفيض برنامج شراء الأصول أو ما يعرف بالتيسير الكمي، بدأت رؤوس الأموال العالمية بالهروب من الأسواق الناشئة، ما اضطر البنوك المركزية في تلك الأسواق إلى تشديد السياسات الداخلية لتحقيق الاستقرار في أسعار صرف عملاتها (راجع تحليلنا الاقتصادي المتعلق بالموضوع بتاريخ 27 ابريل 2014). وبينما نجحت سياسة التشديد في إيقاف هروب رؤوس الأموال نسبيا في بعض البلدان، فإن التأثير على نمو الأسواق الناشئة بدأ في الظهور الآن.
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023