شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بيان الجبهات الشرعية بشأن أحكام إعدام العلماء

بيان الجبهات الشرعية بشأن أحكام إعدام العلماء
باسم الله العزيز القهار، القوي الجبار، مذل المتجبرين وقاهر الظلمة المتكبرين، وناصر أوليائه الصالحين، القائل في كتابه...

باسم الله العزيز القهار، القوي الجبار، مذل المتجبرين وقاهر الظلمة المتكبرين، وناصر أوليائه الصالحين، القائل في كتابه الكريم : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (إبراهيم – 42) ، وبعد،،

فلقد برح الخفاء، وأصبح الصبحُ لكل ذي عينين، فماذا بعد أن أهين الشرع الحنيف في شخوص علمائه؟ هؤلاء العلماء الذين جعلهم الله المنارات الهادية إلى دينه، والرايات الدالة على معالم الخير والحق والحرية والعدل ، فقال تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (الأعراف – 181) وَهؤلاء العلماء الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العلماء ورثة الأنبياء". أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة .

وقال: "إن من إكرام الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، والإمام العادل، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه". أخرجه أبوداود .

هؤلاء العلماء جاءت الأحكام الجائرة الفاجرة على غير ترقب ، تنذر بإعدامهم على رفعة وسمو أقدارهم؛ لأنهم لم يقبلوا بغير الله ربا، ولا بغير القرآن دستورا، ولا بغير محمد صلى الله عليه وسلم نبيا خاتما ورسولا مبينا؛ فجاءت تلك الأحكام الغادرة الفاجرة لتهين فيهم شرع الله على وفق ما نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم ودل عليه مفهوم المخالفة فيه.

إن جبهات العلماء وهي تبرأ إلى الله تعالى من هذا الصنيع المجرم في كل شريعة وملة ، حيث أعلنت فيه دولة الانقلاب الحرب على الله ورسوله ، فإنها تتمنى على جميع الأحرار أن ينهضوا لدفع معالم المقت المحقق ، الماحق إن لزموا الصمت تجاهه .

ولقد أمر الله تعالى العلماء أن يبينوا مراده للناس ولا يكتمونه، وقال تعالى: "لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ". سورة آل عمران: 187. وسمي عملهم في البلاغ عن الله جهادا ونفرة في سبيله، فقال عز وجل: "فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ". سورة التوبة: 122.

وقد قام بهذا الواجب على امتداد تاريخ المسلمين أجيال كريمة من العلماء الربانيين، ومنهم من بذل دمه رخيصة في سبيل الله، فأناروا الطريق، وشيدوا صروحا من الكرامة الباذخة، ومهدوا بما جاهدوا وبينوا وصبروا لإزالة الطواغيت، الذين لعنوا في التاريخ، على حين بقي ذكر العلماء وأثرهم المشرق في ميادين الهداية.

إن هذه الأحكام التي تتوالى بإعدام عدد من علماء الأمة – نفذ أو لم ينفذ – لهو دليل ساطع على أن الكلمة الحرة الكريمة الموصولة بوحي السماء تبقى شعلة تنير الدروب لطلاب الحق وأهل الإيمان، وتبقى نيرانا وعواصف تقض مضاجع المستبدين وتقذف بالرعب في قلوبهم، وهي عما قريب تكون الريح العاصف التي تهدم عروشهم وما يصنعون.

وسيظل العلماء بما ورثوه عن مقام النبوة الكريم والمتجدد، هم الروح التي لا يمكن لأحد تغييبها ولا حصارها .. إن إعدام الدعاة والعلماء دمار على الطغاة وشموس نحو المجد للعلماء وللقضية، وللحق.

لذا فإنا نؤكد للأمة على ما يلي :

1 ـ أن هذا النظام الانقلابي الباغي لا مشروعية له، ولا اعتراف به، وأحكامه مهدرة، فهي والعدم سواء.

2ــ  أن مقاومة هؤلاء البغاة الذين يسعون في الأرض فساداً، ويهلكون الحرث والنسل، واجبةٌ على كل مسلم فيما يستطيع.

3 ـ أن المشاركة في أي ممارسة سياسية، أو مهنة وظيفية تُضفي على هذا الانقلاب نوعاً من الشرعية الزائفة، وهي حرام شراعا؛ لأنها من باب التعاون على الإثم والعدوان.

4 ـ أننا نعاهد الله تعالى أن نستمر في مقاومة هؤلاء الطغاة والسفاحين حتى ينصر الله الحق وأهله ويمحق الباطل وحزبه ، وإنه لقريب بإذن الله ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

الموقعون على البيان:

جبهة علماء الأزهر.

رابطة علماء أهل السنة في مصر.

الاتحاد العالمي لعلماء الأزهر الأحرار.

جبهة علماء ضد الانقلاب.

نقابة الدعاة المصرية.

صدر في يوم الثلاثاء 12 شعبان 1435هـ الموافق 10 يونيو 2014م.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023