قال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات ووكالة الأمن القومي الأميريكية، الرئيس مايكل هايدن، إن قرار استئناف الدعم لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي؛ جاء بعد خطابه حول “الثورة الدينية” في جامعة الأزهر، إذ إن ذلك مكنه من الظهور كقائد يدعم الإسلام المعتدل، وتقديم نفسه كخيار مقبول لدى الغرب، وذلك رغم قسوته وسوء إدارته للشأن المصري.
وأضاف في حوار مع صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، أن “العالم يشهد أخطر المنعطفات على الإطلاق، خاصة في الشرق الأوسط الذي يمر بفترة تشوبها تعقيدات كبرى، حيث كثرت الأطراف المتنازعة، خاصة في كل من سوريا والعراق، بسبب وجود تنظيمي الدولة والقاعدة، والمشاكل بين الأكراد والسنة والشيعة والعلويين”.
وأشار هايدن إلى الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في رسم سياسات خارجية واضحة، في ظل “اندثار الدولة في كل من سوريا والعراق”، وضعف لبنان، والوضعية الحرجة في ليبيا، وهو ما اعتبره نتيجة لـ”حدود سايكس بيكو التي لم تأخذ خصوصيات المنطقة بعين الاعتبار”.
وندد الرئيس السابق للاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي الأمريكية، بالسياسات الخارجية لإدارة الرئيس باراك أوباما، على اعتبار كونها السبب في الامتناع عن مد القوى المعتدلة بالأسلحة، في سبيل “إنقاذ العراق وسوريا”، واعتبر أن الأكراد هم من يجب التحالف معهم، بسبب ما تقتضيه مصالحهم في المنطقة من ارتباط مع الغرب.
وانتقد تعويل الإدارة الأميركية على الجيش العراقي، الذي يراه عاجزا عن الوقوف أمام زحف مسلحي تنظيم الدولة، دون الاعتماد على دعم المليشيات الشيعية، واصفا إياه بأنه “غير جدير باستعادة محافظة الأنبار، أو مدينة الموصل”.
من جهة أخرى، عبّر الرئيس السابق للاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي الأمريكية، عن قلقه حول الاتفاق الدولي المزمع عقده مع إيران بشأن ملفها النووي؛ وقال إن الشكوك تراوده بشأن ما إذا كانت إيران تجسد دولة أم مشروعا أيديولوجيا، ما يفسر قلقه بشأن إمكانية السماح لها بالمضي في برنامجها النووي، أو رفع حظر شراء الأسلحة عن طهران.
وأفصح هايدن عن تحذير وجه له من قبل محللين تابعين لجهاز الاستخبارات الأمريكي، حول اكتساح الدين الإسلامي لأوروبا، وما يمثله ذلك من خطر على أمريكا، مشيرا إلى تجاهل الولايات المتحدة هذه المعطيات التي بدأت تطفو على الساحة الأوروبية.
كما صنف التحديات التي تواجهها أمريكا، حيث قال إن تنظيم الدولة يشكل خطرا مباشرا وجديا، ولكنه ليس خطرا “مصيريا”، في حين يمكن اعتبار الملف النووي الإيراني تهديدا أكثر جدية، لا تزال الولايات المتحدة تملك الوقت لمجابهته.