شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“التحرير” يستعد لاستقبال براءة “مبارك” فارغًا

“التحرير” يستعد لاستقبال براءة “مبارك” فارغًا
مساحة دائرية جدباء الأرض، ﻻ روح فيها وﻻ حياة، لا يظهر منها سوى أسلاكٌ شائكة، أصبحت مجمدة عن الحياة، فمن إجمالي 1,002,450...

مساحة دائرية جدباء الأرض، ﻻ روح فيها وﻻ حياة، لا يظهر منها سوى أسلاكٌ شائكة، أصبحت مجمدة عن الحياة، فمن إجمالي 1,002,450 كيلومتر مربع (المساحة التي تمثل مصر كاملة)، كان ذلك الميدان – المظلم الآن- هو روح جمهورية مصر العربية، كان يومًا ما حياتها وشريانها الذي دب فيها الدماء، بعد أن روت أرضه دماء الشعب المصري بثورةٍ شهدها العالم أجمع.

 

"ميدان التحرير".. ثالث ميادين القاهرة أهمية بعد ميدان رمسيس، الذي تتركز فيه حركة النقل، وميدان العتبة التجاري، سمي في بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوي إسماعيل، ثم تغير إلى أسمه الحالي "التحرير" نسبة إلى التحرر من الاستعمار، في ثورة 1919، التي قادها الراحل سعد زغلول.

 

40.000 ألف مترًا مربعًا،  هي مساحته، وبالرغم من صغر المساحة إلا أنه قد شهد حضور مئات الآلاف خلال ثمانية عشر يوًم، بثورة 25 يناير، أروع الثورات في تاريخ مصر والعالم.

 

ميدان التحرير الذي أصبح رمزًا للحرية والصمود، بعد أن شهد عدة مواجهاتٍ بين ثوار 25 يناير، وقوات الأمن المصرية، بقيادة وزير الداخلية آنذاك، حبيب العادلي، وبعلم وأوامر من رئيس الجمهورية المخلوع، محمد حسني مبارك، أصبح منذ ذلك الحين، وبعد أن روى مئات الشباب بدمائهم أرضه، أرضًا جدباء دائمًا ما يحيطها الأسلاك الشائكة، إلا في الاحتفالات التي تشهد حفلات راقصة وزجاجات خمر ، فبعد أن خرجت فيه ملايين الأصوات تنادي بإسقاط جهاز الشرطة، ورحيل دولة مبارك، عادت فيه أصواتٌ أخرى بعد عامين، ترفع رجال الشرطة على الأكتاف، وتنادي بعودة مبارك ودولته.

 

"ميدان التحرير" الذي أضحى مصابًا بالهم والحزن، فبعد أن تفرق الثوار من الميدان، وبات الميدان خاليًا، أصبح مبارك بعد سنتين من المحاكمات بريئًا من جميع القضايا، فالأمس، كانت واحدة من أكبر القضايا التي سيتم النطق فيها بالحكم، إلا انها قد تأجلت حتى يوم 29 نوفمبر.

 

سياسيون أكدوا أن الحكم قد جهز مسبقًا، فلا حاجة لنصب محكمةٍ أو حضور متهمين، فالحكم صادر، كما صدر من قبله عشرات البراءات، وكأن شيئًا لم يكن.

 

وبالرغم من محاولات كثيرٍ من النظام الانقلابي في مصر لإخفاء ما تبقى من معالمٍ بميدان ثورة 25 يناير، إلا أنه عند مرورك بالميدان والتدقيق بالجدران التي تحيطه من مختلف الاتجاهات، ستجد ما يذكرك بأن هناك ثورة كانت هنا يومًا ما، "المستشفى الميداني"، "يسقط مبارك"، "إرحل"، "ثورة ثورة حتى النصر"، تلك العبارات قد حفرت على بعض الجدران بالشوارع الجانبية المحيطة بالميدان ، ربما قد تجاهلوها، أو ربما مرت ولم يلتفت إليها أحد، كما لم يتذكر أحد ثورة كانت وانتهت.

 

ويذكر أن ميدان التحرير على مر العصور قد شهد الكثير من التظاهرات منها، في عام 1964 شهد ميدان التحرير انعقاد أول مؤتمر قمة عربي في مبنى الجامعة العربية، الذي أصبح أحد المعالم الرئيسية للميدان، وفي 9 يونيو 1967، وعندما قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التنحي عن منصبه؛ بعد الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام، انطلقت حشود هائلة من الناس إلى الميدان ترفض قرار التنحي، وفي سبتمبر 1968 شهد الميدان مظاهرات عارمة، وخصوصًا من الطلاب والشباب؛ ضد الأحكام التي صدرت ضد المسئولين عن هزيمة 1967، مطالبين بمزيدٍ من الحرية والديمقراطية. وفي أحداث ثورة الخبز في 18 و19 يناير 1977، في فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما شهد أيضًا ثورة 25 يناير أو ما يعرف بـ(ثورة الغضب)، كما شهد انقلابًا عسكريًا في 30 يونيو، وأصبح منذ ذلك الوقت محتلاً من قوات الجيش والشرطة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023