بعد إتمام جزء كبير من سد النهضة بات لزامًا على الفلاح المصري التفكير الجدي في إيجاد بعض الحلول لمشكلات الري المرتقبة والتفكير في إمكانية ترشيد استهلاك المياه قدر المستطاع حتى يستطيع العيش والعمل في أرضه وعدم تركها والذهاب إلى المجهول.
ومن ضمن ترشيد الاستهلاك أصبح بعض الفلاحين يستخدمون الجرارات الزراعية الحديثة في حرث وتسوية الأرض قبل الزراعة، وهو ما يعرف بجرافات الليزر، والتي تعتمد في تسويتها للأرض على نظام ميزان القامة أو التيودوليت “التوتال ستيشن”، والذي يقوم سائق الجرار الزراعي بضبطه على المنسوب المطلوب قبل بدء عملية التسوية، وبعدها تبدأ تسوية الأرض طبقًا لنظام مزامنة منسوب الجرافة مع الجهاز المنصوب على حافة الحقل.
ويؤكد فلاحو مركز يوسف الصديق بالفيوم أن هذه الطريقة من أحدث طرق الحرث والتسوية للأراضي الزراعية، ولها مميزات كثيرة منها: تقليب الأرض وتهويتها تهوية جيدة، وتسوية الأرض بمنسوب واحد، وهذا يؤدي إلى زيادة المحصول المزروع، وتوزيع المياه على الحقل بانتظام، وتقليل نسبة المياه المطلوبة لري الأرض، ونمو المحصول المزروع بانتظام ووصوله وقت الحصاد مع بعضه “أي استواء المحصول كله دفعة واحدة”.
وأشاروا إلى أن أكثر العيوب في هذا النظام هو ارتفاع تكلفة هذه العملية على الفلاحين؛ مما يؤدي بهم إلى استخدام الأساليب التقليدية بدلاً عنه، وعند سؤال بعض الفلاحين عن هذه النظام الحديث قال أبو عبدالله: “حصة المياه الخاصة بأرضي قليلة يعني الفدان له حصة أسبوعية 41 دقيقة مش بتكفيه عشان كده اضطريت أجيب جرار الميكنة الليزر عشان الارض تتساوى كويس ومتاخدش مياه كثيرة“.
أما جمعة سيد، فلاح، فيقول: “الفدان بياخد 3 ساعات بالجرافة الليزر وسعر الساعة 100 جنيه يعني عشان “أليزرها” قبل كل محصول لازم أدفع 300 جنيه طب هي هتجيب كام 300“.
ويقول سيد علي، فلاح: “أنا مش معايا 300 جنيه عشان أليزر غيطي كتر خيري أجيب الجرار العادي وادفع له 60 جنيه يجرفها لي بالجرافة العادية”.
ويعلق أبو عمر: “لو الجمعية الزراعية تعمل ندوات للفلاحين وتعرفهم مميزات النظام الحديث وعيوب النظام التقليدي وتساعدهم في البداية عن طريق جرار خاص بالجمعية الفلاحينن هيستجيبوا معاهم بسرعة وهيساعدوا مصر انها متتأثرش بأزمة المياه المحتملة“.