من المعروف أن الشاي الأخضر مرتبط بالعديد من الفوائد الإيجابية التي تعود على الجسم والصحة، ولذا ينصح الأطباء وأخصائيو التغذية بتناوله وتفضيله على غيره من المشروبات، ولكن من الممكن أن تنقلب تلك الإيجابيات إلى سلبيات.
أوضحت نتائج دراسة جديدة، أن تناول كميات كبيرة من الشاي الأخضر من شأنه أن يضر بالصحة أكثر من أن ينفعها.
وأشارت الدراسة، التي نشرتها المجلة العلمية Journal of Functional Foods، إلى أن نتائجها تشكل تحذيرًا لمتناولي الشاي الأخضر وبكميات كبيرة من الضرر الذي قد يلحق بصحتهم بسببه؛ حيث يتكون الشاي الأخضر من ورق نبتة الكاميليا الصينية Camellia sinensis، وبسبب أن الشاي الأخضر عبارة عن واحد من الأشكال الأقل معالجة من أنواع الشاي المختلفة، فهو يعتبر غنيًا بمضادات الأكسدة والبوليفينول (polyphenols) المفيدين للصحة.
وتوصلت نتائج دراسات سابقة إلى فائدة الشاي الأخضر في كل من: المساعدة في خفض الوزن- تخفيض الكوليسترول- الحماية من السرطان- الحماية من أمراض القلب- الحماية من الزهايمر.
وفي المقابل، وجدت دراسات أخرى بعض الآثار السلبية لتناول الشاي الأخضر بكثرة؛ حيث بينت النتائج المخبرية على الحيوانات، أن الكمية الكبيرة من الشاي الأخضر مرتبطة بفقدان الوزن بشكل دراماتيكي، بالإضافة إلى ضعف التطور الجيني.
واستطاع الباحثون القائمون على الدراسة، التوصل لهذه النتائج من خلال تعريض أجنة ويرقات ذبابة الفاكهة وبالأخص تلك التي تدعى Drosophila melanogaster، إلى جرعات مختلفة من الشاي الأخضر، واختار الباحثون ذبابة الفاكهة لأنها تتشارك مع الإنسان بنحو 75% من الجينات المسببة للمرض لديه.
ووجد الباحثون، أن 10 ملليجرامات من الشاي الأخضر أدت إلى بطء تطور يرقات ذبابة الفاكهة، بالإضافة إلى انخفاض في عدد وكمية الأجنة الخاصة بذبابة الفاكهة.
ولاحظوا أن تعرض الإناث لـ10 ملليجرامات من الشاي الأخضر أسهم في خفض الصحة الإنجابية لهن، بالإضافة إلى تقصير العمر بنحو 17%.
ووجدوا أن الشاي الأخضر على الرغم من مساعدته في خفض خطر الإصابة بالجفاف، إلا أنه عرض الذباب بشكل كبير للإجهاد الحراري والجوع.
وبناءً على النتائج، أكد الباحثون ضرورة تحديد الكمية المتناولة من الشاي الأخضر، علما أنهم بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد الكمية الموصى بها يوميًا.