ذكرت دراسة حديثة، أن وضع زيت الزيتون أو زيت دوار الشمس، على جلد المولود الجديد، قد يضره أكثر مما يفيده.

ووجدت الدراسة، التي نشرت في المجلة العلمية Acta Dermato-Venereologica، أن وضع هذه الزيوت من شأنه أن يؤخر من تطور الحاجز الذي يمنع فقدان الماء ويحمي الطفل من الحساسية والعدوى.

وتأتي هذه النتيجة معاكسة ومغايرة لما تنصح به الأمهات الجدد من وضع الزيت على جلد الطفل الجاف، إلا أنه لوحظ مؤخرًا زيادة أعداد الأطفال المصابين بالإكزيما eczema.

ومن أجل الوصول إلى مثل هذه النتيجة، استهدف الباحثون 115 مولودًا جديدًا في بريطانيا، وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات كالتالي: المجموعة الأولى تستخدم زيت الزيتون، المجموعة الثانية تستخدم زيت دوار الشمس، المجموعة الثالثة لا تستخدم أي نوع من الزيوت.

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن الأطفال في المجموعة الأولى والثانية تم وضع بضع قطرات من الزيت على جلدهم مرتين يوميًا لمدة 28 يومًا.

وبعد أربعة أسابيع من التجربة، قام الباحثون بفحص بنية صفحات الشحم lipid lamellae structure الخاصة ببشرة الأطفال في المجموعات الثلاث.

وتتواجد صفحات الشحم “لوحات دهنية” في الطبقة المتقرنة (Stratum corneum) وهي الطبقة الخارجية من الجلد، وتلعب دورًا مهمًا في وظيفة الحاجز في الجلد.

ووجدوا بعد الفحص، أن الأطفال في المجموعتين الأولى والثانية، تأخر لديهم تطور صفحات الشحم، مقارنة الأطفال في المجموعة الثالثة، أي من لم يستخدموا الزيت بأنواعه.

وأوضح الباحثون أهمية صفحات الشحم كالتالي: “إن كانت وظيفة حاجز الجلد مثل الجدار المصنوع من الطوب، تكون صفحات الشحم الداعم الذي يمسك الطوب بالجدار، وفي حال عدم تطورها بالشكل الكافي تظهر لدينا تشققات تسمح للمياه بالدخول وحتى الأجسام الغريبة”.

من ثم وضع الزيوت على جلد وبشرة الطفل من شأنها أن تمنع تماسك جلد الطفل وعدم تطوره بالشكل الكافي، مما يرفع من خطر إصابتهم بالإكزيما.

وعلى الرغم من أن الأطفال الذين يضعون الزيوت يكون جلدهم أكثر رطوبة، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن هذا السبب غير كافٍ وأن الخطر المرتبط به أكثر من فوائده.

وأكد الباحثون أنه حتى الآن من غير الممكن إصدار توصيات حول استخدام زيت دوار الشمس أو زيت الزيتون على بشرة الأطفال، وأن هناك حاجة إلى القيام بمزيد من الأبحاث، وإلى ذلك الوقت، ينصح الأهالي بعدم استخدام هذين النوعين من الزيوت على جلد المواليد الجدد.