أعرب الكاتب الصحفي أيمن الصياد، عن أسفه؛ لعدم إطلاع الشعب المصري على نصوص اتفاقية تنازل مصر عن تيران وصنافير للسعودية، مؤكدًا أن أمرًا بهذه الخطورة كان ينبغي أن تقوم عليه لجنة “قومية” نزيهة لا لجنة حكومية سرية.
وأشار -عبر مقال له في جريدة “الشروق”- إلى 10 ملاحظات حول تلك القضية:
١- أن كثيرًا جدًا من اللغط حول الموضوع شابه استقطاب وهوى وتحيزات ومصالح، أو عواطف ومشاعر لا تسمح بمنطق أو تجرد أو موضوعية.
٢- القضية وتداعياتها كانت كاشفة لأسلوب حكم وإدارة لا أحسبه ينتمي لهذا العصر، فضلًا عن أنه كان منشئًا لتداعيات لا أظن أحدًا كان متحسبًا لها.
٣- يرتبط الإعلان عن اتفاقية الحدود باتفاقات اقتصادية، ما أعطى انطباعًا يمس الكرامة.
٤- الاستقطاب المصري كان واضحًا وبيّنًا ومَرضيًّا، وصفرية المعركة بين طرفيه كانت كافية لأن يستشهد الإخوان بعبدالناصر، وأن تستشهد الدولة بفقرة استلت من سيق مقال قديم للبرادعي.
٥- العلاقات المصرية السعودية (شعبيًا) لم تتضرر في تاريخها مثلما تضررت للأسف من جراء ما شاب هذا الاتفاق.
٦- ربما يتصل بذلك أهمية أن يدرك الأشقاء في المملكة أن كل حوار “عاقل” جرى في مصر هذا الأسبوع، لم يكن ذا صلة بهم؛ شعبًا شقيقًا أو دولة عربية مسلمة. فالاحتقان داخلي، وله أسبابه المتراكمة.
٧- أن مفعول “التخدير” بالتحذير من الإخوان قد نفد، بعد أن مرت أعوام ثلاثة على خروج الإخوان من المشهد إلى السجن، كما لم يعد منطق “بص العصفورة” مُجديًا في التعامل مع العالم الخارجي.
٨- كل دارس للتاريخ أو الجغرافيا السياسية، يعرف أن تعيين الحدود بالوقوف عند لحظة معينة اكتفاء بخطاب من وزير أو غفير يصبح من باب العبث، أو بالأحرى من باب “السياسة”.
٩- أن كل ما هو من باب السياسة، إنما يعكس موازين القوى على الأرض.
١٠- المفاوض السعودي، كان متسقًا مع نفسه ومكانه على طاولة المفاوضات.
وختم: طريقة الاتفاق تجسد أزمة “الثقافة الأبوية الحاكمة”، وأنه لا فرق هنا بين نظام ملكي يُتهم بالرجعية ونظام جمهوري يدعي التقدمية.