طالب عبد الفتاح السيسي، المواطنون خلال كلمته في افتتاح مشروع “غيط العنب”، بترك أجزاء ضئيلة من معاملاتهم البنكية لصالح المشاريع القومية، بجانب صندوق تحيا مصر، قائلاً: “أنا عايز فكة معاملاتكم البنكية هتفيد البلد وهتعمل ملايين أيوه والله صدقوني، ناخد الفكة دي ونحطها في حساب لصالح البلد”.
وقال: “المصريون لديهم الرغبة في المشاركة لبناء بلدهم ولكن لا يعرفون ما هي الآلية المناسبة.. ماتسبوش بلدكم وتمشوا انتم تقدروا تبنوها”.
وتم تداول ذلك الخطاب، بالسخرية والتهكم علي نطاق واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ لاعتماد السيسي الدائم في خطاباته علي “الشحاتة” وطلب الدعم والمال من المصريين، وبرغم المطالبات الدائمة للتبرع، إلا أن الأوضاع المالية والاقتصادية للمصريين في تدهور وانحدار مستمر، بسبب ارتفاع الأسعار وقانون القيمة المضافة وارتفاع أسعار الدولار.
وبالرغم من تلك الأزمات التي تواجهها الأسرة المصرية، إلا أن رب الأسرة يعمد إلى العديد من الأساليب والطرق المعروفة منذ القدم لتلبية مستلزمات المنزل وطلباته التي لا تنتهي، نستعرض أبرزها خلال التقرير التالي:
1- الجمعية الشهرية:
نظام اجتماعي يعتمد عليه الموظفون الحكوميون في القطاع العام والمؤسسات الصغيرة بشكل أساسي ، الجمعية عبارة عن اتفاق مجموعة من الأشخاص على الادخار، من خلال دفع جزء متفق عليه من المرتب بشكل شهري وقبضه في دور معين يختلف من جمعية لأخرى علي حسب عدد الأشخاص والمبلغ المتفق عليه، وتساعد الجمعية علي سداد الأقساط أو شراء حاجيات المنزل آخر الشهر .
ظهرت الجمعية بشكل أساسي بين الطبقات المتوسطة قليلة الدخل، إلا أنه مع ارتفاع الاسعار أصبحت الجمعية ملجأ العديد من الأسر لتوفير المتطلبات الأساسية للأسرة .
2- القروض:
تلجأ بعض الاسر لتأسيس بعض المشروعات الصغيرة التي تدر عليها ربحًا شهريًا، إلا أنها تكون في حاجة إلى رأس المال والتمويل المبدئي، فتلجأ إلى القروض الصغيرة التي تقدمها البنوك.
تقدم البنوك قروضًا تسمى “متوسطة الأجل” برأس مال 50 ألف جنيه مقابل تقديم خطة دراسية للمشروع وضمان بعقد إيجار أو امتلاك منزل.
وتستفيد الأسر من تلك القروض في بدء مشروع صغير، وتبدأ في سداد قيمة القرض من أرباح المشروع .
3- السُلفة:
الاستلاف سواء من الجيران أو بتقديم طلب في مؤسسة العمل؛ حل لابد منه في مواجهة الأزمات المالية الأسرية في منتصف الشهر مع انتهاء المرتب وتزايد الطلبات المنزلية.
غالبا ما تلجأ الأمهات إلى الاستلاف من أجل تجهيز ابنتها للزواج وشراء مستلزماتها، إلا أنه في كتير من الأحيان يكون سبيل الاستلاف التوقيع علي “وصل أمانة ” بقيمة المبلغ وتحديد موعد معين للسداد، وإن لم يتم السداد يقوم صاحب ” الوصل ” باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المُستلف.
4- الشراء بالقسط:
يلجأ بعض المصريين إلي شراء الأجزة الكهربائية بنظام القسط، يدفع جزءًا بسيطًا من ثمن السلعة، ويتم تقسيط المبلغ المتبقى على عدة أشهر أو سنين بالاتفاق مع صاحب السلعة، وعلى حسب نوع السلعة وثمنها.
يعتبر نظام القسط من أنجح الوسائل التي توفر للأسرة مسلتزماتها بدون ضيق مادي، ما أدى إلى انتشاره بشكل واسع واعتماده نظامًا للدفع في بعض الجامعات الخاصة والمفتوحة التي تقدر مصاريفها بالآلاف.
5- المشروعات المنزلية والهاند ميد:
انتشرت بشكل كبير المشروعات المنزلية النسائية، التي توفر المال للأسر عن طريق بعض المشروعات بسيطة التكلفة، والتي تدر ربحًا جيدًا يكفي شراء مستلزمات الأسرة.
تتعدد تلك المشروعات على حسب موهبة وكفاءة الأم أو العنصر النسائي في الأسرة، إلا أن أبرز تلك المشروعات مشروع المطبخ البيتي، الذي يعتمد على طلب الزبائن أكلات وأطعمة معينة في موعد معين لتوفره صاحبة المشروع في منزلها أوتوفر خدمة توصيل الطلبات للمنازل، ولا يتطلب ذلك المشروع سوى وجود مطبخ ومهارة المرأة.
ومن المشروعات التي لاقت رواجا تلك الأيام، مشروعات الهاند ميد والإكسسوارات المصنوعة يدويًا، ما جعل كثيرًا من الفتيات ذوات المهارة يستغلين فترة الأجازة بالأخص في ترويج منتجاتهم البسيطة لتوفير قدر من المال يساعدهن بشكل بسيط خلال فترة الدراسة.
بالاضافة إلي بعض مشروعات التطريز والحياكة، ما جعل تلك المشروعات تساعد الأسر على تجاوز أزماتهم المالية بشكل كبير.
6- بيع الاثاث:
تعد تلك الوسيلة من أكثر الوسائل إرهاقًا على الأسرة، حيث تكون وصلت إلى مستوي متأخر من الديون ولا تستطيع سدادها، وتتزايد أزماتهم المالية دون حل، فتلجأ إلى بيع قطع من الأثاث غير المهم وصولاً للمهم، في سبيل تسديد أي جزء من الديون؛ هربا من السجن.