اختارت المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تاريخ 13 فبراير من كل عام يومًا عالميًا للاحتفال بالإذاعة، وهو التاريخ الذي يتزامن مع بث أول إذاعة للأمم المتحدة عام 1946.
التاريخ
تعود فكرة الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة إلى الأكاديمية الإسبانية للإذاعة؛ حيث قدّم الوفد الدائم لإسبانيا لدى اليونسكو المقترح رسميًا في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في سبتمبر2011، وحظي المقترح بتأييد 91% ورفض 2% من الجهات التي تم التشاور معها.
واقترحت عدة تواريخ للاحتفال باليوم العالمي للإذاعة؛ منها السادس من أكتوبر، وهو تاريخ ولادة رجينالد فسندن الذي اخترع بث الصوت عبر المذياع، ويعتبر من رواد الإذاعة في العالم. وكذلك تاريخ 27 يوليو، تاريخ قيام غوليلمو ماركوني بأول اتصال لاسلكي باستخدام شفرة مورس (1896).
كما اقترحت الأكاديمية الإسبانية تاريخ 30 أكتوبر، تاريخ أول بث إذاعي لرواية “حرب العوالم” الشهيرة بصوت الممثل أرسون ويلز (1938)، ليكون يومًا عالميًا للإذاعة.
واتُفق داخل المجلس التنفيذي لليونسكو على أن يكون تاريخ 13 فبراير/ شباط من كل عام يومًا عالميًا للاحتفال بالإذاعة؛ بما يتناسب وبث أول إذاعة للأمم المتحدة عام 1946.
واستند مقترح الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة إلى شعبيتها وما تحققه من نجاح؛ نتيجة لسماتها الفريدة، بوصفها تقنية زهيدة الثمن لبث الأخبار وتلقيها، ووسيلة ملائمة للوصول إلى المستمعين؛ سواء على الصعيد العالمي أو الوطني أو المحلي.
كما أن الإنتاج الإذاعي يعتبر عملية بسيطة وغير مكلفة، وتسهم إسهامًا مميزًا في التوعية في المناطق التي ترتفع فيها معدلات الأمية، بالإضافة إلى أنها الوسيلة المتاحة لكثيرين في العالم.
الأهداف
حددت منظمة اليونسكو عدة أهداف من وراء الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة؛ تتمثل في:
– زيادة فهم الجمهور العام ووسائل الإعلام لقيمة الإذاعة، بما في ذلك على صعيد وسائل الإعلام الجديدة، وزيادة فهم جدوى دعم الإذاعة بصورة نشيطة.
– تشجيع صانعي القرارات على دعم الإذاعات وإنشائها وتمكين الناس من الانتفاع بخدماتها.
– تزويد مناصري البث الإذاعي والممارسين العاملين بهذا المجال في شتى أنحاء العالم بفرصة التركيز على الربط الشبكي، من أجل تبادل الأفكار والخبرات والموارد.
– جلب انتباه الممارسين العاملين في مجال البث الإذاعي والجمهور العام إلى مجموعة مختارة من القضايا في كل سنة، مما يتيح التوجيه المنسق للدعم المقدم بصورة مشتتة في ميدان البث الإذاعي.
الظهور والتطور
بدأت تقنية الإذاعة تحت صيغة “البرق اللاسلكي”، ويعود هذا الاختراع إلى اختراع تقنيتيْ الهاتف والبرق؛ ففي العام 1864 أظهر الأسكتلندي جيمس ماكسويل أنه بإمكان الموجات الكهرومغناطيسية الانتشار في المساحة الحرة، وفي 1888 تمكن الألماني هاينرتش رودولف هيرتز من إثبات نظرية ماكسويل الكهرومغناطيسية.
وفي عام 1892 وضع الأميركي من أصل صربي نيكولا تسلا تصميمًا أساسيًا للمذياع؛ ليرسل الإيطالي غوليلمو ماركوني عام 1896 أول بث إذاعي، ونال براءة اختراع “الراديو” من بريطانيا.
وتوالى تطور الإذاعة بظهور أمواج “إف إم” عام 1939، فبُثت أول إذاعة للأمم المتحدة عام 1946. وفي عام 1954 اخترع “راديو الترانزستور”؛ فأصبح المذياع متنقلًا.
ومع مجيء التقنيات الجديدة وتلاقي وسائل الإعلام المختلفة، أخذت الإذاعة بالتحول والانتقال إلى منصات بث جديدة؛ مثل الإنترنت ذي النطاق العريض، والهواتف الخلوية والصفائح الرقمية.
ففي العام 1990 ولدت إذاعة الإنترنت والعصر الرقمي، وأطلق أول قمر صناعي إذاعي عام 1992، ثم في 1994 أصبحت “دبليو إكس واي سي” أول محطة إذاعية تبث على الإنترنت.
وداعا للإف إم
في 11 يناير 2017، صرح مسؤولون إعلاميون بأن النرويج بدأت وقف العمل بالنظام التناظري للبث الإذاعي عبر موجات “الإف إم”؛ ما يجعلها أول دولة في العالم تتحول بصورة كاملة إلى “البث الصوتي الرقمي”.
ويشهد هذا التحرك في النهاية تحول جميع محطات الإذاعة المملوكة للدولة والتجارية إلى نظام البث الرقمي، الذي تفيد تقارير بأنه أقوى ويحتاج طاقة أقل للعمل، وفي نفس الوقت يوفر المزيد من القنوات والجودة مقارنة بنظام الإف إم.
ومن بين مبررات التحول إلى تقنية “البث الصوتي الرقمي” الطبيعة الطبوغرافية للنرويج؛ حيث ينتشر سكان البلاد في صورة تجمعات صغيرة في الجبال والوديان، وهو ما يصعّب وصول البث الإذاعي بنظام “إف إم” إلى كل السكان.