شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الحرب الأهلية تمزق الصومال

الحرب الأهلية تمزق الصومال
يبدو أن الحرب الأهلية لم تنته بعد آثارها المدمرة في الصومال؛ حيث شهدت العاصمة مقديشيو مقتل...
يبدو أن الحرب الأهلية لم تنته بعد آثارها المدمرة في الصومال؛ حيث شهدت العاصمة مقديشيو مقتل سبعة أشخاص على الأقل، بينهم مسئولان بارزان هما رئيس اللجنة الأولمبية في الصومال ورئيس اتحاد الكرة، في تفجير وقع في مسرح قومي أعيد افتتاحه حديثاً خلال احتفال رسمي.
 
وأفادت تقارير بأن رئيس الوزراء الصومالي عبد الولي محمد علي كان من بين الحضور ولكنه لم يصب في الهجوم، فيما أصيب ثلاثة صحفيين، وذكر شهود عيان أن الانفجار جاء نتيجة هجوم شنه انتحاري خلال احتفال رسمي بالذكرى الأولى لإطلاق محطة التلفزيون الرسمية.
 
وكان المسرح المستهدف قد أغلق في أوائل التسعينيات مع اندلاع الحرب الأهلية في الصومال، وأعيد افتتاحه الشهر الماضي.
 
من جانبها أعلنت حركة الشباب الصومالية مسئوليتها عن الهجوم، وأكد المتحدث بإسم الحركة شيخ عبد العزيز أبو مصعب قوله " نحن مسئولون عن الإنفجار الذي وقع في المسرح،
استهدفنا الوزراء الخونة والمشرعين، وبالفعل كانوا هم قتلى اليوم".
 
وكانت القوات الحكومية الصومالية، مدعومة بقوات الاتحاد الإفريقي، قد طردت مسلحي حركة الشباب من العاصمة مقديشو، ولكن الحركة ما تزال تشن بعض الهجمات من حينٍ إلى آخر، فيما استولت قوات الاتحاد على عدد من مواقع مقاتلي حركة الشباب غرب العاصمة الصومالية مقديشو، إثر اشتباكات عنيفة بين الجانبين دارت في ضاحية داينيلي غرب مقديشو التي كانت معقلاً لحركة الشباب منذ أن سحبت مقاتليها من العاصمة في أغسطس من العام الماضي.
 
وأدت المعارك إلى قطع الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة بالمحافظات الجنوبية والغربية من الصومال، وقال المتحدث باسم قوات الاتحاد الإفريقي الميجور بادي أنكوندا: "إن قوات الاتحاد الإفريقي سيطرت علي مطار دانيلي ومناطق أخرى خارج العاصمة" مضيفاً أن قوات الاتحاد الإفريقي تسعى إلى السيطرة على مدينة أفجوي الواقعة على بعد 30
كيلومتراً غرب مقديشو. وتقع أفجوي على الطريق الرئيسي الذي يربط مقديشو بالمحافظات الجنوبية.
 
من جانبه قال متحدث باسم حركة الشباب إن قواتها قتلت 10 جنود من قوات الاتحاد الإفريقي في المعارك الأخيرة وألحقت خسائر كبير بقوات الحكومة الصومالية.
 
يذكر أن حركة الشباب ما تزال تسيطر على مناطق واسعة في وسط وجنوب الصومال، لكنها فقدت ثلاث عواصم إقليمية وعدداً من معاقلها جنوب البلاد منذ بداية العام الحالي نتيجة لتدخل القوات الأثيوبية والكينية في الصومال؛ حيث تسعي الحكومة الصومالية إلى بسط سيطرتها على المناطق التي استعادتها من مقاتلي حركة الشباب مؤخراً، بدعم من القوات الإثيوبية، وفي بيداوا عاصمة إقليم باي يجري المسئولون الحكوميون لقاءات مع زعماء العشائر لوضع ترتيبات مرحلة ما بعد حركة الشباب.
 
وكانت مدينة بيداوا الإستراتيجية (250 كم غرب مقديشو) معقلاً لحركة الشباب منذ نحو 4 سنوات، إلى أن استعادتها قوات الحكومة الصومالية نهاية الشهر الماضي، وتتمركز القوات الإثيوبية حالياً في كل المواقع الحيوية في مدينة بيداوا؛ حيث يقوم أفرادها بدوريات مكثفة في داخل المدينة، إذ ما تزال حركة الشباب تسيطر على المدن التابعة لبيداوا في جنوب غرب الصومال، وكانت نتيجة لسيطرة حركة الشباب على الطريق الرئيسي بين مقديشو وبيداوا، يزور المسئولون الحكوميون وممثلوا المنظمات الدولية المدينة عن طريق الجو فقط.
 
فقد وصل رئيس البرلمان الصومالي الشريف حسن شيخ آدم الذي ينحدر من بيداوا إلى المدينة جوّاً للإشراف على اللقاءات الجارية مع زعماء العشائر لوضع ترتيبات لتشكيل الإدارات المحلية.
 
وارتبطت مدينة بيداوا بذكريات دموية، أثناء التدخل العسكري الإثيوبي السابق في عامي 2007 ، و2008؛ حيث خاض الجيش الإثيوبي معارك طاحنة في محيط المدينة ضد مقاتلي المحاكم الإسلامية.
 
ويقول محافظ إقليم باي عبد الفتاح عيسى الذي أمضى 4 سنوات في الأدغال في محاولة لتنظيم القوات الحكومية واستعادة المدينة بالقوة إن قوات حكومته ستستعيد قريباً باقي مدن الإقليم الخاضعة لسيطرة حركة الشباب.
 
وأضاف عيسى "بدأنا خطتنا لاستعادة إقليم باي منذ ثلاث سنوات وتمكنّا أخيراً من طرد الشاب من عاصمة الإقليم بيداوا، ونحن بصدد استعادة جميع مدن المنطقة من سيطرة حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة".
 
وعلى الرغم من عودة مظاهر الحياة في بيداوا إلى طبيعتها، فإن أجواء الخوف والترقب ما تزال مسيطرة على السكان، لأن المعركة بين مقاتلي حركة الشباب والجيش الإثيوبي ما تزال في مراحلها الأولى.
 
ويقول قائد القوات الإثيوبية في بيداوا الكولونيل يوهانس إن مقاتلي الشباب ما يزالون يشكلون تهديداً للمدينة، وأضاف قائلاً: "نحن هنا بموجب إتفاق عسكري بين الحكومتين الإثيوبية والصومالية، وعلاقتنا بالسكان جيدة، ولمسنا ترحيباً منهم، مقاتلو الشباب لم يكونوا مقبولين هنا، لكنهم ما يزالون يشكلون تهديداً لبيداوا".
 
ويقوم مقاتلو حركة الشباب بحرب عصابات ضد مواقع القوات الأثيوبية وقوات الحكومة الصومالية خلال الليل، كما وقعت حوادث تفجيرات وألغام في مناطق متفرقة من المدينة منذ دخول القوات الإثيوبية.
 
ومن المتوقع أن تحل كتيبة تابعة للاتحاد الإفريقي محل وحدات الجيش الإثيوبي في مدينة بيداوا نهاية أبريل الجاري، حسب ما أعلنه الاتحاد الإفريقي الشهر الماضي، لكن المعطيات 
الميدانية في الصومال تشير إلى بقاء القوات الأثيوبية لفترة أطول في وسط وجنوب الصومال.
 
كان قد أعيد افتتاح المسرح الوطني في مقديشو، بعد عشرين عاماً من إغلاقه بسبب الحرب في الصومال، وأقيم أول عرض مسرحي وموسيقي في المسرح المدمر، بمشاركة رسمية وإقبال كبير من جيل لم يعرف أنشطة ثقافية كهذه في حياته، وقد أقبل عشاق المسرح والطرب من كل حدب وصوب لمشاهدة أول عرض مسرحي وموسيقي يقام في المسرح الوطني في مقديشو الذي كان مهجوراً خلال العقدين الماضيين، وعرضت فرقة وابري مسرحية "الوصية" التي حملت مضامين سياسية وعزفت الموسيقي الكلاسيكية التي اشتهرت بها في هذا المسرح.
 
وشُيّدَ المسرح الوطني في مقديشو بعيد الاستقلال في الستينيات كهدية قدمتها الحكومة الصينية للدولة الصومالية الوليدة، وكان يمثل منذ ذلك الوقت معلماً ثقافياً بارزاً إضافة إلى كونه وسيلة للتأثير على الرأي العام الصومالي بسب تبعية نشاطاته الفنية لوزارة الإعلام، وارتبط المسرح والموقع المميز الذي يقع به بذاكرة كبار السن من سكان العاصمة الصومالية؛ حيث يجاور معلمين ثقافيين مهمين هما المكتبة الوطنية الصومالية، والمتحف الوطني.
 
وهذان المعلمان ما يزالان مدمرين وتحولا إلى سكن لعائلات نزحت من مناطقها بسبب الحرب، ولم تتمكن الحكومة الصومالية من إعادة تشغيلهما بعد.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023