العدل والانصاف
الانصاف والعدل من الاخلاق الاساسية التي حث عليها الاسلام اتباعه ومعتنقية علي الالتزام به والتحلي به. فهو يحرر شخصية المسلم ويجعله يصدر الاحكام والاراء الصحيحة نابعه منه محايدا غير متاثرا باحداث تحدث ولا بقرابة ويعطيه القدرة علي رؤية الحقائق وسط غبش التضليل وغبار التزييف.
الانصاف والحيادية تعرف علي انها القدرة علي عدم التاثر السلبي ودراسة الامور باستقلاليه وعدم الميل علي طرف دون الاخر الا بدليل وحجه شديدة الوضوح. والعدل خلاف الجور والظلم .وهي وضع الامور في مواضعها والحكم عليها بغير سرف ولا تقصير.وعكس ذلك الظلم والجور والحيف عن الحق ولا شك انها من الامور المنهي عنها شرعا ومن الاخلاق الذميمة”الظلم ظلمات يوم القيامة”
وهو ايضا خلق مستقل ومجرد اي انه يجب التحلي به علي الدوام بين مسلم وغير مسلم ومع القرابة والاهل والقريب والبعيد بل ويظهر حقيقة هذا الخلق في العسر واليسر والفرح والضيق.بل وعلي النفس يقول الحق سبحانه في ايه تصل بك الي قمة العدل والانصاف. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ….الايه (النساء 135)
ولقد حثنا الله بل وامرنا سبحانه وتعالي بالتحلي بخلق العدل والانصاف في كثير من الايات والمواضع بكتابه الكريم
ففي حديثة سبحانه علي اشد الناس عداوة للذين امنوا يذكرنا سبحانه بالحيادية والانصاف ويقول( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (آل عمران 113 )
ويقول (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( ال عمران 75 ).
وفي السنه تجد العجب في الانصاف والعدل مع غير المسلم عن صفوان بن سليم ، عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن آبائهم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا من ظلم معاهدا ، أو انتقصه ، أو كلفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس ، فأنا حجيجه يوم القيامة ) . رواه أبو داود ).
يبلغ الرسول صلي الله عليه وسلم القمه في العدل والانصاف عدها يحاج مسلم امام الله يوم القيامة لانه اذي ذميا او ظلمه او كلفه فوق طاقته.
ويجد الانصار في انفسهم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في قسمته لغنائم حنين فلا يمنعهم ايمانهم ودينهم ولا حبهم للارسول ان يرسلوا مندوبا الي الرسول صلي الله عليه وسلم لاستبيان الامر وطلب التوضيح فما كان من الرسول الا ان ذهب اليهم واخبرهم سياسته صلي الله عليه وسلم في تاليف قلوب حديثي الايمان ومكانه الانصار العظيمة عنده صلي الله عليه وسلم.
ويقول عمر رضي الله عنه لرجل قتل زيد بن الخطاب في حروب الرده واسلم بعدها يارجل لا ارينك بعد اليوم فاني لا احبك فقال الرجل يا أمير المؤمنين، أوَ يمنعني هذا حقي؟ قال: لا(العدل والانصاف حتي مع الكره والغضب والحنق). فقال: أيحل هذا جَلد ظهري؟ قال: لا .. فقال الرجل: ما لي ولحبك إنما يبكى على الحب النساء.
بل ان عمر فعل ما هو اكثر مع قاتله عندما راه ذات يوم فقال له ما تعمل قال حداد اصنع شيئا يسمع به اهل المشرق والمغرب ففطن عمر لكلام الماجوسي. فقال والله لقد توعدني العلج. فقيل له ما يمنعك من قتله. فقال منصفا وعادلا لا قصاص قبل القتل.
و ما يروي عن العدل والانصاف في القضاء ما يضيق المكان بذكره ومنه ما روي عن افتراء اليهودي بملكية درع سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه الذي سقط منه في موقعه صفين ولم يكن معه من الدليل ما يحكم له القاضي فحكم بملكيته لليهودي وعلي آنذاك امير المؤمنين.
والمجال لا يتسع لسرد كل المواقف والايات والاحاديث ما يبرر او يدلل علي هذا الخلق الاصيل لاني ازعم ان دعوة الاسلام ما جاءت الا لنشر العدل والانصاف والحيادية. فالحرية الفكرية من الاهداف الاساسية ومن القيم الاصيلة التي جاء الاسلام لنشرها .فاذا كان ايمان المقلد لا يقبل فما بالكم برأي المقلد الذي حاد فيه عن جادة الصواب.
م/إبراهيم رجب