اشتكى عدد من فلاحى ومزارعى محافظة القليوبية، من إهمال حكومة الانقلاب لهم، وعدم العمل على حل مشكلاتهم المتراكمة والمتمثلة فى (نقص مياه الرى وارتفاع أسعار الأسمدة وبيعها فى السوق السوداء بدلًا من الجمعيات الزراعية)، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد البترولية ونقصها من الأسواق والتى يتم استخدامها فى ماكينات الرى.
وقال محمود حافظ، مزارع، إنه مع بداية موسم حصاد القمح، يعانى الفلاح من نقص السولار، الذي يتم استخدامه فى تشغيل ماكينات الرى، والجرارات التى تقوم بعملية "دريس القمح" الامر الذى تسبب فى رفع اصحاب الجرارات لتتسعيرة الساعة ما يزيد من أعبائنا، فى الوقت الذى تركت الحكومة الفلاح يعانى من غياب مياه الرى وارتفاع اسعار الأسمدة ونطالب بتوفير حصة من السولار لمزارعين وأصحاب الجرارات خلال موسم الحصاد، حتى لا يظل المحصول ملقيًا على الأرض تلتهمة الطيور والفئران لحين أن يجد صاحب الجرار أو المزارع الكمية التى تكفية خلال ساعات دريس المحصول".
وأضاف سعيد شحات، مزارع بحسب "بوابة الأهرام"، : إن أهم ما يعانى منه الفلاح بجانب غياب مياه الرى، هو ارتفاع أسعار الأسمدة وبيعها فى السوق السوداء بعد أن كانت تتوافر فى الجمعيات الزراعية بأسعار مدعمة، وهو ما يزيد من أعباء الفلاح خاصة مع قلة خصوبة الأرض والتغيرات المناخية التى أصبحت تؤثر على انتاجية المحصول، وارتفاع تكلفة الرى والأنفار اللذين يقومون بخدمة الأرض طيلة فترة المحصول، وفى النهاية يخرج الفلاح بعد موسم الحصاد مدين، بعد ما ان كان موسم الحصاد بالنسبة للفلاح هو العيد الحقيقى والذى كان ينتظره من العام للعام ليزوج أبنائه أو ليقوم بشراء أرض أو يذهب إلى الحج.
وأوضح محمد إسماعيل، مزارع، إن مياه الرى أصبحت بالنسبة للفلاح كالحلم، تأتى على فترات طويلة بعد أن جفت الترع، وتم ردم "المراوى الصغيرة"، مشيرًا إلى أن كل فلاح قام بإنشاء طلمبة أمام أرضه لرى الأرض عن طريق المياه الجوفية بعد ربط الطلمبات الحبشية بمواتير الرى للتغلب على نقص مياه الرى، وأن المياه الوفية لا تعطى الأرض الغذاء الكافى الذى كانت تحصل عليه من مياه الترع، ما ساهم فى اضعاف خصوبة التربة وقلة المحاصيل الزراعية، وطالب عبدالواحد الحكومة بالعمل على تطهير الترع واعادة تنظيم دورة الرى كما كان يحدث فى الماضى واعادة شق المراوى التى تم ردمها بسبب عدم استخدامها.
فيما أكد سعد هيكل، مزارع، أن الحكومة أهملت تسليم الفلاحين "بذرة" جيدة كما كان يحدث فى الماضى خاصة فى التقاوى الخاصة بالقطن والقمح التى كانت تهتم بها الحكومة وتوفرها للفلاحين بالمجان، ما كان يساهم فى زيادة إنتاجية المحصول نذرة لجودة التقاوى أما الآن فكل التقاوى الموجودة فى الأسواق تم استيرداها من الخارج ومهرمنة وتنتج محصولًا ضعيفًا وهزيلًا.
وأوضح أن "الرش الخاص بمحصول البرتقال الذى كان فى الماضي يحافظ على المحصول ويساعد فى عدم سقوطة من على الأشجار، الآن أصبح يتسبب فى نفخ قشرة البرتقالة وتغيير طعمها وأصبحنا نشعر أننا نتنوال مياه، وهو ما أثر على سمعة محصول البرتقال المصرى الذى كانت تتهافت عليه دول العالم، والآن أصبح لا يتم تصديره، ما تسب فى هبوط سعره الأمر الذى دفع عدد كبير من المزارعين إلى اقتلاع الأشجار التى يتجاوز أعمارها 50 عامًا بعد أن أصبحت تتسبب فى خسارة الفلاح".