شهدت وكالة ناسا لعلوم الفضاء الأميريكة نجاح هبوط المرحلة الأولى لصاروخ فالكون 9 بشكل عمودي على الأرض، الأمر الذي يعد الأول من نوعه ولم يتكرر من قبل، حيث كانت كل الصواريخ السابقة تتعرض للسقوط في المحيط والفقد في الفضاء.
وأكد الدكتور محمد سيد علي حسن عالم الفضاء المصري والأستاذ المشارك في المعهد التكنولوجي بكيوتو باليابان، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن هذا الحدث فريد ويتميز بالخصوصية لأنه كان أول الأبحاث التي عمل عليها في بداية تاريخه العلمي.
وقال حسن: “عندما صنعت وكالة ناسا الأميركية أول مكوك للفضاء “كولومبيا” كان الغرض الأساسي هو تخفيض تكلفة الإطلاق عن تكلفة نظام الإطلاق بالصواريخ المستخدم وذلك عن طريق إعادة استخدام المكوك عدة مرات فتنخفض التكلفة، فجميع الصواريخ حتى مرحلة الصاروخ فالكون 9 كان لا يمكن إعادة استخدامها بسبب سقوط المراحل الأولى منها في المحيطات وضياع المراحل التالية للصاروخ في الفضاء، لكن بعد دخول مكوك الفضاء كولومبيا الخدمة عام 1981، اتضح أن تكلفة الإطلاق بالمكوكات لم تنخفض بل أصبحت أعلى بكثير من تكلفة الإطلاق بالصواريخ الفضائية وهذا عكس ما كان مخططا له”.
واستكمل: “وعلى الجانب الآخر كانت هناك رؤية مبتكرة لشركة أميركية أهلية خاصة أن اسمها سبيس إكس يقول: إنه يمكن إعادة استخدام المراحل الأولى للصواريخ متعددة المراحل عدة مرات إذا أمكن إعادة هبوط المرحلة الأولى للصاروخ بشكل عمودي على الأرض بعد انفصال المرحلة الثانية للصاروخ عنها والتقدم بالحمولة نحو الفضاء، وقد حاولت سبيس إكس التي أسست عام 2004 تنفيذ هذا الهبوط العمودي للصواريخ لمرات عديدة لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل”.
وكانت المرحلة الأولى للصاروخ فالكون 9 بعد نفاد وقودها قد انفصلت عن المرحلة الثانية للصاروخ التي اشتعل محركها بعد 2:30 دقيقة من مغادرة كامل الصاروخ منصة الإطلاق وعلى ارتفاع حوالي 90 كيلومترا من سطح الأرض ولتكمل المرحلة الثانية للصاروخ فالكون 9 الرحلة للفضاء وتضع 11 قمراً صناعياً للاتصالات في مدارات فضائية بنجاح، أما المرحلة الثانية للصاروخ فلن يتم استعادتها وستظل تسبح في الفضاء كباقي المخلفات الفضائية الأخرى، ولكن لحسن الحظ أن المرحلة الثانية للصاروخ أصغر بكثير في الحجم من المرحلة الأولى التي تم استعادتها بنجاح”.
وفي ما يلي إنفوجرافيك توضيحي لعملية الهبوط: