شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الأزهر ينتصر على الأوقاف.. الأسباب الحقيقية للتراجع عن الخطبة المكتوبة

الأزهر ينتصر على الأوقاف.. الأسباب الحقيقية للتراجع عن الخطبة المكتوبة
انتهي الصراع المحتدم بين وزارة الأوقاف، ومشيخة الأزهر على الخطبة المكتوبة بتراجع وزارة الأوقاف عن موقفها، والالتزام بقرار هيئة كبار العلماء ومشيخة الأزهر.

انتهي الصراع المحتدم بين وزارة الأوقاف، ومشيخة الأزهر على الخطبة المكتوبة بتراجع وزارة الأوقاف عن موقفها، والالتزام بقرار هيئة كبار العلماء ومشيخة الأزهر.

الطيب يستدعي وزير الأوقاف

واستدعى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف إلى مكتبه بمشيخة الأزهر، لبحث أزمة الخطبة المكتوبة المثارة بين الأزهر والأوقاف، بعد لقاء الطيب مع عبد الفتاح السيسي الذي احتوى غضب شيخ الأزهر ووافق على التراجع عن الخطبة المكتوبة. 

ياتي اجتماع شيخ الأزهر مع وزير الأوقاف، بعد شهور طويلة، إذ تجنب شيخ الأزهر حضور المناسبات أو المؤتمرات التي يدعو إليها وزير الأوقاف، وتوج الخلاف بينهما بإصدار الأزهر بيانًا رفض فيه تطبيق “الخطبة المكتوبة”. 

وجاء ذلك بعد أن عقد الطيب اجتماعًا عاجلاً مع قيادات الأزهر دعا إليه عقب لقائه أمس عبدالفتاح السيسي، حضره الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والدكتور محيي الدين عفيفي – الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية. 

تفاصيل الاجتماع

وكشف مصدر بالأزهر الشريف، عن تفاصيل اجتماع شيخ الأزهر  ظهر اليوم، مع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، وقيادات المؤسسة الدينية، بمقر مشيخة الأزهر بالدراسة.

وقال المصدر في تصريح صحفي، إن الاجتماع تطرق لمشكلة الخطبة المكتوبة حيث أبدى شيخ الأزهر غضبه من موقف الأوقاف، وأصر على موقفه من الخطبة المكتوبة، وهو ما جعل وزير الأوقاف يتراجع عن موقفه، منوهًا أن هناك اتجاها من الجانبين أن تكون الخطبة المكتوبة استرشادية فقط ولا يتم إلزام الخطباء أو الوعاظ بها ويكون الأمر اختياريا لمن أراد الالتزام بها.

أسباب تراجع الأوقاف:

تراجع السيسي:

وقالت مصادر إن هذا التراجع يأتي بعدما أيقن عبدالفتاح السيسي صعوبة احتواء غضب الأزهر وتمرير الخطبة المكتوبة، وأنه اضطر إلى التراجع أمام غضب علماء الأزهر؛ خوفا من انفجار الموقف وصعوبة احتوائهم.

وأكد الدكتور محي الدين عفيفي – الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية – أن إجتماع الإمام أحمد الطيب مع عبدالفتاح السيسي تمت الموافقة فيه على رأي الأزهر ممثلا في هيئة كبار العلماء على عدم وجود ما يسمى بالخطبة المكتوبة، موضحا أنه ستعقد إجتماعات في الفترة القادمة بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف ووفد من هيئة كبار العلماء للبت أمر الخطبة وسبل تجديد الخطاب الديني. 

وأكد عفيفي أن شيخ الأزهر دعا وزير الأوقاف وفضيلة مفتي الجمهورية، في اجتماعه مع السيسي للتأكيد على أن قوة العلاقات بين المؤسسات المختلفة والعمل المشترك ولكن ليس على حساب لا الأوقاف ولا الإفتاء.

رفض العلماء والخطباء:

 وشهدت محافظات الجمهورية، رفضًا واسعًا من جانب علماء الأزهر وخطباء الجمعة، للالتزام بالخطبة المكتوبة.

وأصر العديد من الخطباء على إلقاء الخطبة بدون الإمساك  بأوراق في يده؛ مؤكدين عدم قناعتهم بالفكرة؛ نظرًا لأنهم لايشعرون بالمعاني التي يريدون إيصالها للمصلين خلال الإلقاء من خلال ورقة، مطالبين الوزارة بالعدول عن الفكرة.
 
وقد شهد عدد من المساجد ، حالة من الاستياء في أوساط المصلين، جراء إلقاء الخطبة من خلال ورقة، مؤكدين عدم شعورهم بلذة الخطبة، خاصة وأن الخطيب ظهر وكأنه يقرأ جريدة.

صراع طويل بين الأزهر والأوقاف

يأتي هذا بعد صراع طويل بين الأزهر والأوقاف على الخطبة المكتوبة؛ ففي تحد لقرار هيئة كبار العلماء الذي اتخذته بالإجماع في اجتماعها الأسبوع الماضي، أصدر وزير الأوقاف، قرارًا بالاستمرار في تطبيق “الخطبة المكتوبة” في المساجد، على الرغم مما أثاره من جدل واسع. 

وبينما ترى الوزارة أن “الخطبة المكتوبة” جاءت لمواجهة أي خروج عن نص الخطبة من أي عناصر دينية متشددة قد ترتقي المنبر، قررت هيئة كبار العلماء بالإجماع رفض قرار وزير الأوقاف، مُعتبرة “هذه الخطوة تجميدًا للخطاب الديني”. 

وقالت في سياق رفضها، إن “الأئمة يحتاجون إلى تدريبٍ جاد وتثقيف وتزويدهم بالكتب والمكتبات؛ حتى يستطيعوا مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذَّة بالعلم والفكر الصحيح، وحتى لا يتَّكئ الخطيب على الورقة المكتوبة وحدها؛ مما سيُؤدِّي بعد فترةٍ ليست كبيرة إلى تسطيح فكرِه وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة والجماعات الضالة التي تتَّخذ الدِّين سِتارًا لها، وتستخدم من بين أساليبها تحريف بعض آيات القُرآن الكريم والأحاديث النبوية عن مواضعها، والتلبيس بها على أفهام عوامِّ المسلمين، “ممَّا قد يُصعِّب على الإمام مُناقشة هذه الأفكار وتفنيدها والرد عليها وتحذير الناس منها”. 

وأشارت هيئة كبار العلماء إلى أن “الأمر يوجب مزيدًا من التدريب للخطيب والداعية وإصقاله بمهارات البحث العلمي والدعوة والابتكار حتى يستطيع الحديث بما يُناسب بيئته والتغيرات المتطورة كل يوم، وحتى يجتمع الناس من حوله منصتين إليه”. 

غير أن وزير الأوقاف رفض الالتزام بالقرار، قائلاً إن قرار هيئة كبار العلماء “غير ملزم للوزارة”، في الوقت الذي أصدر فيه تعليمات إلى مديريات الأوقاف بالمحافظات للمضي في تنفيذ “الخطبة المكتوبة”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023