شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حتى لا يضيع الطريق – ياسر عبد العزيز

حتى لا يضيع الطريق – ياسر عبد العزيز
ما حدث في عام 2013 من مظاهرات تم ركوبها من قبل أصحاب المصالح من الثورة المضادة و إن كنّا لسنا في مرحلة عتاب فإنه علينا العمل على إزالة أسباب الاحتقان وأن نتفهم أن أغلب من نزل في يونيو دافعه الغيرة على ثورته.

ونحن على مقربة من ذكرى ثورة يناير المجيدة، ومع مرور الأيام وتتابع الأحداث تجدر تحية الصامدين والصابرين من الثوار الباقين على عهدهم في الشوارع وفي السجون، والمنفيين طوعا خوفا من بطش النّظام، والمجد للشهداء الذين يلهمون الثوار من فدائهم روح التضحية ويثبتوهم من أجل النضال من أجل تحقيق هدف الثورة من حرية وكرامة إنسانية.

ومع مرور الأيام وتسارع الأحداث قد تتوه الخطى أو تتحول عن الهدف المنشود وعلى الرائعين أن يعملوا دائما على إيقاظ الأحرار وتصويب خطاهم حتى لا يضيع الطريق.

ما حدث في عام 2013 من مظاهرات- بغض النظر عن توصيفها- تم ركوبها من قبل أصحاب المصالح من الثورة المضادة و إن كنّا لسنا في مرحلة عتاب فإنه علينا العمل على إزالة أسباب الاحتقان وأن نتفهم أن أغلب من نزل في يونيو دافعه الغيرة على ثورته.

فالمراجع نفسه منهم يجب أن يُقبل في صف الثورة من جديد، والناظر إلى مظاهرات يونيو أنها سبب الانقلاب عليه أن يعذر أخاه الذي نزل بدافع الغيرة خوفا من أن يستأثر فصيل بالسلطة _ كما أفهموه_ وعلينا نحن أيضا أن نعترف بخطئنا؛ فلقد كانت المرحلة مرحلة توافق لا مغالبة.

باختصار فإن النصيحة الأولى هي ترك الملاومة ولم الشمل وعودة جذوة الثورة.

والنصيحة الثانية تتمثل في عودة الوعي، فلا أرى لإعلامنا دور يذكر في هذا السبيل، فإظهار الظاهر لن يحل مشكلة وإنما ضبط البوصلة ورسم الطريق والعمل على تمهيده هو الوسيلة المثلى لعودة الثورة، ولذلك فإن العمل على وضع أهداف مرحلية تتبعها استراتيجيات توصل إلى أهداف الثورة المتوافق عليها كل التيارات هي الغاية من هذا العمل.

الإخلاص وحده لا يصنع نجاحًا، لكن الإخلاص الممزوج بالعلم والفهم للقضايا المحلية والدولية وقبلهما فهم المبادئ و المنطلقات التي سيعمل عليها جيل التحرير، هو السبيل الأمثل لصناعة ثائر واعي يدرك أن الأمر ليس انتقامًا ولا قبضًا على لص ولا إرجاع حق منهوب، إنما هو تأسيس لدولة ديمقراطية مبنية على المؤسسية وتحكمها الشفافية، ويراقبها إعلام حر ولاءه الوحيد للشعب ويحافظ على قيمه وهويته التي ارتضى.

ينشأ فيه الطفل على القيم الحميدة في المدرسة والبيت وأمام التلفاز وفي مراتع اللعب، دولة يعمل فيها المسؤول متفانيا من أجل رفعة الشعب الذي يخدمه لا الذي يحكمه، فالكل متساوون في دولة القانون، أكرمهم أكثرهم بذلا للوطن.

علينا أن نتفق أنه لم تكن الشرعية التي نادى بها الصامدون في الشوارع أو حتى الساكتون في البيوت المقصودة هي شرعية شخص، وإنما هي شرعية ثورة؛ يرحل الأشخاص وتبقى القيم.

ومن هنا اسمحوا لي أن نبدأ في سلسلة نعمل خلالها على فهم تلك الدولة المتحضرة الديمقراطية أو الشورية أو أي مسمى يجمع الأحرار لنرجع دولتنا لعصرها الذهبي يوم كان الغني يتعب ليجد فقيرًا يأخذ الصدقة، كما يتعب القاضي ليجد مدانًا، أو لتصبح بلدنا في مصاف الدول المتقدمة وأفضل.

كل عام وانتم أحرار … كل عام وبوصلتكم منضبطة… كل عام و مصر كبيرة رائدة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023