شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الجماعات الإسلامية .. الهدف والغاية – مجدي شلش –

الجماعات الإسلامية .. الهدف والغاية – مجدي شلش –
الجماعات الإسلامية التي على الساحة هدفها الأول، وغايتها الكبرى، عودة الإسلام بمشروعه الحضاري للدنيا كلها، بعقيدته السمحة السهلة، وأخلاقه الجميلة العالية، وعباداته السامية الحية، ومعاملاته الطيبة المناسبة للفطرة، فلا يمكن أن ي

الجماعات الإسلامية التي على الساحة هدفها الأول، وغايتها الكبرى، عودة الإسلام بمشروعه الحضاري للدنيا كلها، بعقيدته السمحة السهلة، وأخلاقه الجميلة العالية، وعباداته السامية الحية، ومعاملاته الطيبة المناسبة للفطرة، فلا يمكن أن يسمى تجمع بأنه إسلامي بغيربذلك، قد تختلف في بعض الأهداف الجزئية، أوالوسائل والاجراءات، أوتقديم بعض أجزاء المشروع على بعضه الآخر، لكن يبقى الهدف الأساس وهو عودة الروح إلي البدن، والعقل إلي الجسم، والمشروع إلى الأمة، فالتأسيس لعودة السلطة الزمنية والمكانية للمشروع الحضاري الإسلامي فريضة محكمة، على أي شكل من الأشكال السياسية المعتبرة، والتي تقدروتحترم إرادة أبناء الأمة جميعا، فالعبرة بالمقاصد والمسميات لا بالوسائل والأسماء، فأي فكرة بلاسلطة ضائعة، وأي جسم بلا قوة مهين وضعيف .
وأقصد بالسلطة الزمنية: أن يجتمع المسلمون تحت راية وقيادة واحدة، وأقرب الأشكال في نظري من الناحية الإدارية والسياسية الولايات المتحدة الأمريكية، وأقصد بالسلطة المكانية: عودة الإسلام إلى ربوع البلاد التي عاش فيها أو حكمها.

  وتحقيق ذلك أساسه :
أولا: بناء وحدة فكرية للمشروع الحضاري يتفق عليها ويؤمن بها ويعمل لها الجميع، علي نمط الوحدة الفكرية التي وضعها الإمام المجدد الأستاذ البنا-رحمه الله تعالي- في الأصول العشرين، كإطار عام لوحدة الفهم في الجماعة، هذا بلا شك صان الجماعة من التفرق الفكري والمدرسي والمذهبي حتي الآن، فالاستفادة منه مطلوبة ومحمودة، والزيادة عليه طالما كان في إطار الأصل المتفق عليه بين الجميع ليست مذمومة، حتى إن الأمام البنا-رضى الله عنه- أجاز الزيادة بمفهوم كلامه، فقال: “أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صميمة، وأن تفهم الإسلام في حدود هذه الأصول العشرين الموجزة كل الإيجاز” فيفهم من كلامه- رضي الله عنه- أن العدد غير مطلوب، وأن العبرة تكمن في مايزاد، هل هو أصل متفق عليه أو لا ؟ والشيخ الغرالي -رحمه الله- زاد عشرة أصول عليها في كتابه المعروف “دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين” ولم ينكر عليه أحد، والإمام البنا-رضى الله عنه- اختزلها في ثلاثة عشر أصلا في كتابه “حديث الثلاثاء” وسر بقائها إطارا للفكرة، ووحدة للهدف، أنه – رضى الله عنه- لما كتبها – الأصول العشرين- عرضها على علماء الأمة، وبخاصة علماء الأزهر ومشايخه، وطلب تصويب ما في من خطأ أو زلل أو انحراف، أو كونها لاتصلح أن تشكل وحدة فكريةعامة ومدخلا لفهم الإسلام، يبنى عليه إطار جامع متفق عليه بين عقلاء وعلماء الأمة، وله مقال مشهور بذلك في كتابه”حديث الثلاثاء”ولا أعلم اعتراضا جاء عليها من أحد من العلماء الذين عرضت عليهم، فكان ذلك بمثابة الإجماع السكوتي، والأصول موجودة، وظني أن غالب أهل العلم قرأها ودرسها، والبناء عليها- بما لها من شبه اتفاق- مستحب وممدوح، إذ فيه تقدير للجهد السابق، وتراكم القديم مع الجديد ثراء.

ثانيا: بعد الوحدة الفكرية تأتي وحدة الإطار والجماعة، الأهداف الكبري لاتقوم بها إلا التجمعات الكبري، والعالم الآن تجمع صفا واحدا ضد الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية لعموم المسلمين، وهى أهم مقاصد الإسلام، وقد أفلح الغرب واستعلي، بعد أن جمع أمره، وحاربنا صفا واحدا، فهدم الدول، وقتل الشعوب، ونهب الأموال والثروات، وهذا دأب السحرة والمجرمين قديما وحديثا قال تعالى:( فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى) ونحن مأمورون من الله سبحانه وتعالى بالجماعة والوحدة قال تعالى 🙁 إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) وقال جل شأنه: ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا…)والآيات والأحاديث في فرضية العمل الجماعي أكثر من أن تحصى، واستقرفي عقل وضمير الأمة أن العمل الجماعي السبيل الوحيد للتمكين والنصر والاستخلاف في الأرض، والاستفادة من حركة الإخوان المسلمين في جمع شمل الأمة في إطار واحد أمر يحتمه الشرع والعقل والعرف، إذ لها من الخبرات التراكمية في العمل المنظم فوائده لا تحصى، وما زلت مؤمنا بوسائلها التربوية التي تجمع الشمل، وترص العقول، وتهذب الأفئدة والقلوب، وتبني في الشخصية المسلمة الحركة المنظمة، المبنية على التخطيط والطاعة المبصرة، والثقة القائمة على الكفاءة وحسن الاختيار، وهى بلا شك واقع فريد، لايمكن أبدا تجاوزه في أي تجمع جديد، للعمق التاريخي الطويل، والخبرة الممتدة عبرة الأعوام والسنين، والطاقات المذهلة التي تصدت بكل قوة للمغتربين، فالأسرة والكتيبة والمخيم والندوة والرحلة والمؤتمر كنز لا يمكن الاستغناء عنه في أى بنية تنظيمية، والزيادة عليه بما يحقق الوحدة الفكرية والحركية والجهادية أمر مشروع لاينكره عاقل، ولايقول بضده صاحب منطق أو حجة، وما نسمعه من دعوات من أشخاص أو هيئات بتجاوز التنظيمات والجماعات، لما فيها من كدر وآفات، أمر منكور شرعا وعقلا وعرفا، إذ ليس بعد التجمع إلا الفرقة والأهواء، أو الخوف من الأعداء، أو حسابات الدنيا ومافيها من إغراءات وملذات، نعم قد تصاب بعض التنظيمات ببعض الخلل الحركي، أو الإداري، أو القيمي والأخلاقي لبعض أفرادها وقادتها، لكن الفكرة والمنطلق قائمة على ثوابت شرعية صحيحة في ذاتها، وهدف غائي لايمكن تجاوزه بتجاوز التنظيم،  والإطارالتنظيمي وسيلة لا غاية، والإصلاح فيه وارد، أما هدمه وتركه، فليس له معنى إلا الوقوف في العراء، ونقض للبنيان، وتأخر للوراء، وقوة للأعداء المتربصين للدعوة بالليل والنهار، ونرى الآن بعض الذين انتسبوا للجماعة ماتت الأسرة والكتيبة والمخيم في قلوبهم، إذ لم يجدوا فيها حلاوة، ولا عليها طلاوة، ولا من ثمرة تعود، ولا من غدق يفوح، وأراه وهم لا حقيقة له، وانغماس في الدنيا أوقع الأخ في الفخ، أو حسابات ضيقة محدودة، أو خلافات سيتجاوزها الوقت، وسيبقي الأصل والفرع، لاتخرج من كيان إلا إلى كيان أفضل وأقوى، ولا أقوى من تنظيم وجماعة الإخوان، فالزيادة عليه واجبة، والعمل على تقويته وإصلاحه لازمة، علي ما فيها من خلل وانحراف في بعض أفرادها، وهذا شأن التجمعات الكبرى، يقع فيها بعض الخبث، ثم تنفيه وتلقيه وتركمه إلي مزابل الخرقى والحمقى والغرقى، بنيان الإخوان أمانة الأجيال المجاهدة، وعصارة الأمة المناضلة، وقلبها النابض، وعقلها المدرك الواعي، فلا تتحقق الآمال الكبرى إلا تحت راية التنظيمات الكبرى، من الذي جاهد اليهود في فلسطين ؟ من الذي جاهد الكفار الإنجليز وأخرجهم من ديارنا؟ من الذي أدخل التوحيد الصحيح في غالب بيوت المسلمين؟من الذي وقف معلما للأمة عبادتها وأخلاقها وأعرافها الصحيحة؟ من الذي أخرج الظالمين من حصونهم ؟ ياسادة من تجاوز الجماعة تجاوزته، وعلت وافتخرت وتناسته، القليل النادر لايقاس عليه، فهلموا نقوي الصف وندعمه، ونتربى معه ونرفعه، الإخوان زينة الدنيا وبهائها، وفخر النسب لعلو نسبها، بنيان أسس على تقوى من الله وخير، فيه من خيرة علماء الأمة وشبابها وشيوخها، أزمتها راحلة، وقوتها من الله باقية، حتى يمكن لدين الله وتعود الخلافة الراشدة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023