كشف الكاتب الصحفي "محمد المنشاوي" في مقالة له بموقع جريدة "الشروق" المصرية، عن الأذرع الإعلامية لقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي في واشنطن، لافتاً إلى أنه منذ انقلاب 3 يوليو، شنت سلطات الانقلاب المصرية وحلفاؤها من دول الخليج "حملات ضارية للعلاقات العامة شارك فيها إضافة لجهود السفارة المصرية، عدد من منظمات اللوبي وشركات للعلاقات العامة، من أجل تغيير طريقة رؤية واشنطن الرسمية الحكومية، وواشنطن غير الرسمية، ممثلة في مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الكبرى، لما جرى ويجري في مصر".
وأوضح "المنشاوي" في مقاله، أن تلك الجهود حتى الآن لم تفلح في تغيير الصورة النمطية لوصف ما يحدث في مصر من قمع وتضييق على الحريات لكل من يعارض النظام المصري الجديد.
وقال الكاتب الصحفي في مقالته المنشورة بعدد اليوم بموقع جريدة "الشروق" المصرية: "حدثني صديق أمريكي ممن يعملون في إحدى أكبر شركات العلاقات العامة في العاصمة الأمريكية، والتي حصلت على عقد ممول سعوديًا من أجل تحسين صورة النظام المصرى الجديد برئاسة عبدالفتاح السيسي في العاصمة الأمريكية، شاكيًا تجاهل الحكومة المصرية المتكرر لنصائح الشركة، وما يجب القيام به من أجل تحسين صورة النظام المصرى الجديد داخل الولايات المتحدة. وجاء صدور حكم قضائي بسجن مجموعة من صحفيي محطة الجزيرة على خلفية القضية المعروفة باسم «خلية ماريوت» ليصدم الصديق الأمريكى وشركته، إذ أصبحت مهمتهم شبه مستحيلة في ظل ما يصدر من قرارات قضائية يمتد أثرها وردود الأفعال عليها لكل أركان العال".
ولفت "المنشاوي" خلال مقالته إلى أن مظاهر فشل جهود تحسين الصورة ظهرت مبكرًا في الجانب الرسمي خلال عدة مناسبات أهمها ما ذكره الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" نفسه بخصوص الشأن المصري خلال كلمته في حفل العشاء السنوي لرابطة مراسلي البيت الأبيض، الذي يحضره بالإضافة إلى الصحفيين مشاهير السياسة ونجوم هوليوود، حيث أشاد "أوباما" بالصحفيين الذين يعملون فى ظروف صعبة وذكر بالاسم أربعة دول هي أوكرانيا وأفغانستان وسوريا ومصر، لافتاً إلى أنه يومها عاد البيت الأبيض ودعا الرئيس السيسي يوم الاثنين الماضي إلى العفو عن ثلاثة من صحفيي قناة الجزيرة ممن صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن.
وأضاف، قائلًا: "أعرب كذلك وزير الخارجية جون كيرى عن استيائه الشديد من هذه الأحكام، أما فشل الجهود في الجانب غير الرسمي فظهرت بوضوح في نوعية أغلب الأسئلة التي وجهت للمسئولين المصريين، وأيضًا في طريقة الإجابة عليها. ركزت الأسئلة حول أحكام الإعدام بحق المئات من أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، وكان نصيب قضية حبس صحفيي قناة الجزيرة كبيرًا، ونفس الشيء ينطبق على أسئلة تتعلق بالإقصاء السياسي للمعارضة الإسلامية، فضلًا عن أسئلة حول قمع وتشويه شباب حركة 6 أبريل".
وأوضح في مقالته، أن الإجابات من جانب مسئولي سلطات الانقلاب على الأسئلة السابقة خلال اجتماع "كيري" لم تكن على المستوى المقنع، فيما خان التوفيق محاولات الغوص في تفاصيل القرارات القضائية الخاصة بالإعدامات، وتصحيح المعلومات الأمريكية بشأن هذه الأحكام، وتذكير الجانب الأمريكي بمعنى الفصل بين السلطات، في حين استمرت خسارة الحكومة المصرية لأي تعاطف من الدوائر الإعلامية الهامة، ويظهر هذا بوضوح في استمرار خروج افتتاحيات صحف مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"؛ منددة بما تقدم عليه الإدارة الأمريكية ويبدو إيجابيًا وداعما للنظام الجديد (الانقلابي) في مصر، على حد قوله.
وأشار "المنشاوي" إلى أن سلطات الانقلاب استقدمت الكثير من الخبراء الأمريكيين للتواصل ومعرفة حقيقة ما يجري على أرض الواقع المصري، فيما شكا الكثير منهم مما سمعوه من نظريات تآمر ومن غياب أي قبول لعرض وجهات النظر المخالفة.
واختتم "محمد المنشاوي" مقالته، قائلًا: "يبقى القول إن ما يصر عليه النظام المصري فيما يتعلق بمجال الحريات وحقوق الإنسان والمشاركة السياسية، أضف لذلك ما يقدم عليه القضاء المصري من إصدار أحكام غريبة بمعايير كل دول العالم، يصعب من أي تحسين في صورة الدولة المصرية، ويصعب في الوقت نفسه من رغبة أوباما في تطبيع علاقة بلاده بمصر، ويبقى هدف واشنطن الأساسي المتمثل في وجود مصر مستقرة ليست بالضرورة ديمقراطية على حاله، وذلك بغض النظر عن جهود تحسين الصورة".