صرح مصدر في الشركة القابضة للغازات الطبيعية المصرية (إيجاس) يوم الأحد بأنه سيتم تأجيل استقبال شحنات من الغاز المسال لنحو شهرين؛ لعدم وصول المحطة العائمة التي ستحول الغاز المسال إلى حالته الطبيعية في الموعد المقرر في سبتمبر المقبل.
وقد فازت شركة هوج النرويجية بمناقصة لتزويد مصر بأول محطة عائمة لاستقبال شحنات الغاز المسال المستورد وتحويله إلى غاز طبيعي في مايو الماضي.
وكان من المقرر وصول المحطة في أول سبتمبر في إطار عقد يستمر خمس سنوات مع هوج، ويوفر حدا أقصى 500 مليون قدم مكعب يوميا.
وقال المصدر لرويترز أنه لم يتم التوصل بعد لاتفاق نهائي مع هوج. مؤكدا أن المحطة لن تصل في سبتمبر كما تم الإعلان عنه من قبل. ولكن ستصل خلال أكتوبر أو نوفمبر."
وامتنع المصدر عن الخوض في تفاصيل عن طبيعة العقبات التي تواجه الاتفاق مع هوج. لكنه قال: "من المتوقع إنهاء العقبات خلال زيارة وفد الشركة النرويجية خلال الأسبوع القام والتوصل إلى الاتفاق النهائي."
وكانت حكومة الانقلاب قد اتفقت مع شركتي جازبروم الروسية وإي.دي.إف الفرنسية على توريد نحو 12 شحنة من الغاز المسال للبلاد بداية من سبتمبر المقبل بالاضافة إلى خمس شحنات من سوناطرك الجزائرية.
وأدى الانخفاض المطرد في إنتاج الغاز إلى جانب توخي الشركات الأجنبية الحذر من زيادة استثماراتها في مصر، فضلا عن دعم الأسعار ونمو الاستهلاك إلى أسوأ أزمة في الطاقة تشهدها مصر منذ عقود.
يذكر أن مصر تعاني تلك الأزمة بعد ثورة يناير، وتفاقمت بعد الانقلاب برغم وصول مساعدات بترولية من دول الخليج الادعمة للانقلاب تجاوزت حتى الآن ال7مليار دولار.
وكانت المفاوضات التي جرت بين مسئولين في وزارة الطاقة الجزائرية، ووزارة البترول بحكومة الانقلاب، أسفرت عن موافقة السلطات الجزائرية على تزويد السوق المصري بدفعات من الغاز الطبيعي المميع، ووفقا لهذا النمط فإن الغاز الجزائري سيصل بطريقة غير مباشرة إلى إسرائيل.
وتشرع الجزائر في الفترة القادمة بتزويد مصر بشحنات من الغاز الطبيعي المميع، حيث يزيد مقدار كل شحنة عن 145 ألف متر مكعب لكل شحنة، وهذا حسب الاتفاق المبدئي بين البلدين، وتأتي هذه العملية في سياق الزيارات التي قام بها مسؤولون مصريون إلى الجزائر.
وبالرغم من أن سعر المتر المكعب للغاز الجزائري، يقدر ما بين 10 و11 دولارا لمليون وحدة حرارية، في أسواق أروربا إلا أن السلطات المصرية أبدت تفضيلا للغاز المميع الجزائري على الغاز القطري، الذي اعتمد أسعارا منخفضة تتراوح بين 4 إلى 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية.
وهو ما تباهت به الصحف الجزائرية منذ أيام على صفحاتها، معتبرة إياها صدقة من الجزائر على مصر.