شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سياسيون: مصر فقدت هيبتها خارجيًا بعد الانقلاب

سياسيون: مصر فقدت هيبتها خارجيًا بعد الانقلاب
بعد الانقلاب العسكري فوجئ الانقلابيون بوجوه عابسةٍ، في جولاتهم الخارجية وقلة كرامة مع أدنى دول...

بعد الانقلاب العسكري فوجئ الانقلابيون بوجوه عابسةٍ، في جولاتهم الخارجية وقلة كرامة مع أدنى دول القارة، رغم مكانة مصر بين دول العالم، فمصر التي لها دور ريادي وحضاري بين دول العالم، أصبحت مكسورة لأموال الخليج وللدعم الخارجي، وأصبح قادة الانقلاب يلهثون خلف أصغر الدول الإفريقية الضعيفة للاعتراف بنظامهم .

 

في البداية اعتمد المجلس العسكري في انقلابه على أول رئيس منتخب على القروض والمنح من دول الخليج العربي، بعد أن قدموا مليارات الدولارات للجيش للقضاء على حكم مرسي، مما يشير أيضًا إلى أن هذه الدول احتوت الثورة المصرية بنجاح بعد اعتمادهم على أموال الخليج.

 

الدور الريادي والتاريخي لمصر اختلف أيام "مرسي"، عنه في أيام قائد الانقلاب "عبدالفتاح السيسي"، فليس الأمر غريب عندما تتعامل أصغر الدول مع قائد الانقلاب باحتقار وبنظرة المنقلب على الشرعية وإرادة شعب ليضع نفسه في مواقف تلصق به كل إحراجات وخجول مطأطأ الرأس ، فاقدًا لهيئته الشرعية، مدينًا لدول الخليج بأموالها.

 

فقدان  الطريق

مجلة "أوبن ديموكراسي" البريطانية ترى أن ثورة الخامس والعشرين من يناير منحت الفرصة لمصر كي تصبح نموذجًا يحتذى به في التحول السلمي في المنطقة وخارجها، إلا أن عملية اختطاف الإرادة الشعبية قد اكتملت تقريبًا وباتت مصر تتحرك بعيدًا عن الديمقراطية.

 

وقالت المجلة في تقريرٍ لها أن ثورة يناير لم تعزز من حرية وكرامة المصريين في الداخل فقط، بل ساعدت أيضًا في استعادة هيمنة البلاد على المستوى الإقليمي والدولي، لكن مع الذكرى الأخيرة للثورة يبدو أن البلاد قد فقدت طريقها نحو الديمقراطية والانتقال السلمي على المستوى العربي والإفريقي.

 

 وأضافت أن مصر قادت "الصحوة الإفريقية"، والتي تجلت في عدة دول مثل "الكاميرون" و"موريتانيا" وبلدات بجنوب "إفريقيا"، لافتةً إلى أن هذه الأمثلة تشير إلى أن "مصر" باتت نموذجًا يحتذى به للدول الساعية للتغيير السياسي والاجتماعي، ليس هذا فحسب بل ساهمت الثورة في استعادة البلاد لدورها الإقليمي الذي فقدته منذ عام 1970، أي ما يقرب من أربعة عقود شهدت خلاله أزمات اقتصادية، متتابعةً مع سوء الحكم والإدارة، كل هذا تركها في وضع حرج، وذلك بالمقارنة مع الدول المصدرة للبترول في الخليج.

 

وطرحت المجلة تساؤلاً قالت فيه: "أين تقف مصر الآن بعد ثلاث سنوات من الثورة ؟"، لتجيب بأن عملية التحول الديمقراطي والثوار الذين انتظروا طويلاً من أجل التغيير تم دحضهم من خلال قوى داخلية، لافتةً إلى أن الناشطين الشباب الذين أبهروا العالم بانتفاضتهم السلمية مستهدفون الآن من قبل الشرطة والتشهير في وسائل الإعلام بدلاً من الترويج للحرية والكرامة خاصة بعد 30 يونيو.

 

أموال وانهيار

بدوره قال  الدكتور "ثروت نافع"، وكيل لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى، إن تدفق الأموال من دول الخليج التي مولت انقلاب "عبدالفتاح السيسي"، حتمًا لن تسد فجوة الانهيار الاقتصادي التي تعانيه البلاد، بسبب حكم فاشي عسكري مستمر من ستة عقود ومليء بالفساد، والذي توقف قليلاً إبان الفترة الديمقراطية القصيرة التي عاشتها مصر في ظل رئيس وبرلمان منتخب ديمقراطيًا.

 

وأضاف "نافع" أن الفساد عاد بوجهه القبيح من الدولة العميقة ورجال أعمال مناصرين لها، يتغذوا على مص دماء وقوت الشعب دون رحمه أو خجل.

 

لمنع الإسلاميين

بدورها قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن أموال الخليج تهرول إلى مصر على جثث الإسلاميين، لمنع عودتهم إلى الحكم مجددًا.

 

 وأوضحت الصحيفة في تقريرٍ لها أن أثرياء النفط العرب في الخليج، يهرولون لتقديم رؤوس الأموال الضخمة التي بدأوا يغدقون بها على القادة الجدد في القاهرة، في إجراءٍ فوري يمنع الإسلاميين من العودة للحكم مرة أخرى.

 

وأشارت الصحف الأمريكية إلى الحقد الدفين من ملوك النفط في الدول العربية، تجاه "الإخوان المسلمين" لمنع صعودهم للسلطة بأي شكل من الأشكال، حيث أن بعض دول الخليج مثل الإمارات تورطوا في مؤامرة إسقاط "مرسي"، كما فعلوا من قبل مع صدام.

 

واعتبرت الصحيفة أن قرار دول الخليج بمنح مصر مساعدات مالية في شكل منح وقروض بقيمة 8 مليارات دولار، يهدف إلى تقويض منافسيهم الإسلاميين، وتقوية حلفائهم في الشرق الأوسط، أكثر مما يهدف لدعم الحكومة الانتقالية في القاهرة.

 

ضعفاء

وقال "أحمد عبد العزيز"، مستشار الرئيس  "محمد مرسي" عبر حسابه علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "كل أموال الخليج لن تكفي لتثبيت أركان الانقلاب" مضيفًا أن "الانقلاب والانقلابيين أضعف من أي وقت مضى ".

 

ووجه مستشار الرئيس رسالة إلي الخليجيين قال فيها: "تقدروا تشقوا طريق بطول البلاد وعرضها وترصفوه في يوم. أما في مصر ، فالطريق دا نفسه أقصر من محور 6 أكتوبر الواصل بين ميدان "لبنان" وميدان "جهينة"، وتقدروا توزعوا هبات ومساعدات على كل السكان في 6 ساعات . أما في مصر ، فهذه العملية تحتاج إلى شهور وربما سنوات".

 

إهانة لا توصف

من جانبها أبرزت صحيفة سعودية الإهانة التى تعرض لها "عبدالفتاح السيسي"، قائد الانقلاب العسكري الدموى، خلال لقائه بـ"عبد الله بن عبد العزيز" الملك السعودى.

 

وكشفت صور عرضتها صحيفة "الرياض" السعودية فى صفحة المتابعات، جلوس الملك السعودى على كرسي مخصص للملك فيما جلس السيسي على كراسي الوزراء، وليس على كرسى مخصص للرئيس، تعبيرًا عن الندية والمساواة بين الطرفين، وهو ما لم يحدث خلال لقاء الطائرة، بل تكشف الصور أن السيسى جلس إلى جوار "محلب" و"صبحى صدقى"، وهى تأكيد على أنه يجلس على مقاعد الوزراء وليس مقعدا مخصصا للرئيس كما هو متعارف عليه برتوكوليًا.

 

كما أبرزت الصحيفة فى صورة أخرى تقبيل "السيسي" لرأس الملك تقديرًا للمليارات التى تدفقت لقائد الانقلاب، تثبيتًا لأقدام انقلابه ودعم سفكه لدماء المسلمين، وإغلاق المساجد ومحاربة مظاهر التدين الإسلامية.

 

هناك فرق

بعد فضيحة التمثيل غير المشرف لمصر في لقاء المشير "عبدالفتاح السيسي"، قائد الانقلاب مع ملك السعودية وصعوده له في الطائرة، ثم جلوسه على يمين الملك وليس بجواره على المقاعد المخصصة للقادة، وتقبيل رأس الملك بالمخالفة للأعراف الدولية.

 

قال محللون إن الجولات الخارجية للرئيس "محمد مرسي" منذ توليه منصبه في يونيو الماضي، لم تشمل الولايات المتحدة، أهم حلفاء مصر في حقبة الرئيس السابق "مبارك"، ما يعكس إتباعه لنهج دبلوماسي أكثر استقلالاً وتوازناً، مشيرين إلى أن نظام "مرسي" لا يريد الاعتماد بشكل مفرط على واشنطن وحدها، لاستعادة دور "مصر" المحوري والمؤثر في الشرق الأوسط.

 

وأوضحوا أن الجولات الخارجية للرئيس "محمد مرسي"، هدفت إلى توطيد العلاقات الدبلوماسية المصرية على أساس الندية في التعامل والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، تماشيًا مع تصريحاته بأن العلاقات الدولية بين كل الدول مفتوحة والأصل فيها هو التوازن، لكن ما حدث في عهد "عبدالفتاح السيسي" إهانة لدور مصر الريادي والتاريخي في منطقة الشرق الأوسط .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023