تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التصريحات الصادرة عن تنظيم ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية" والتي انطلقت من العراق، مع القوى العراقية الأخرى، مدافعين عن سنة العراق، وعن المستضعفين في هذا البلد.
وأبدى الاتحاد ثناءه لمن يدافع عن سنة العراق، رفضًا للظلم والتجبر في الأرض، إلا أن هؤلاء سرعان ما انفصلوا عن المجموع وأعلنوا عما سموه "خلافة إسلامية" وقاموا بتنصيب "خليفةً للمسلمين"، على حد وصفهم، مطالبين الجموع في بقاع الأرض مبايعته والانصياع لأمره.
ويرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن هذه الأمور لا تستند على أي معايير شرعية ولا واقعية، كما أن ضررها أكثر من نفعها.
وأكد الاتحاد العالمي أن حلم الخلافة على منهاج النبوة باقٍ، إلا أن المشروعات الكبرى لا بد لها من تفكيرٍ طويل، وإعدادٍ ثقيل، وتجميعٍ للقوى، ورصدٍ لما عند الأعداء وما عندنا، داعيًا المسلمين إلى الترابط فيما بينهم، وامتلاك القوة المادية والبشرية والمعنوية، بما يحفظ كيانها الداخلي، ويحميها من أي عدوان خارجي، مؤكدا أن الإعلان عنها ليس كافيًا لإقامة الخليفة.
وتطرق بيان الاتحاد إلى أمر الشورى، فقال أن أمور الدولة والسياسة الشرعية تقوم عليه، استنادًا لقول الله تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ) سورة الشورى آية 38، وقال عز وجل: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) سورة آل عمران آية 159، وبالتالي فإن أمور الدولة الكبرى والخلافة العظمى لا بد لها من التشاور، مستدلاً بسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) العاطرة التي تشهد على تأصيل ثقافة الشورى.
واستنكر الاتحاد إعلان فصيل معين، مهما كان، للخلافة إعلانًا باطلاً شرعًا، لا يترتب عليه أي آثار شرعية؛ بل يترتب عليه آثار خطيرة على أهل السنة في العراق ، والثورة في سوريا، بل يؤدي ذلك إلى توحيد قوى الأعداء بمختلف أصنافهم لضرب الثورتين اللتين تطالبان بالحقوق المشروعة لهما في سوريا والعراق.
ودعا الاتحاد العالمي المنادين بهذا الحلم إلى الواقعية والنظر إلى ما يصيب إخوانهم بالعراق وسوريا جراء هذا الموقف، مضيفًا أن إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" عن الخلافة أشبه بالانقضاض على ثورة الشعب التي يشارك فيها أهل السنة بكل قواهم وعشائرهم، كما أن الإعلان مرفوض كليةً لأنه يفتح بابًا للفوضى أمام تنظيمات أو دول تنصب نفسها على أمر عظيم كـ"الخلافة الإسلامية" وسط غيابٍ كامل للأمة، ومن غير إعدادٍ ولا ترتيب، كما أنه سيخدم أعداء الأمة الإسلامية.
