قالوا: إذا كنت مصريا فأنت واحد من اثنين إما غير مرغوب فيك أو مشتبه.
طلبت إيضاحا فقيل لي إن تعيين المصريين بالإمارات موقوف في الوظائف العامة وتأشيرات الزيارة محظورة ونقل الكفالات ممنوع وتجديد العقود أو الإقامات لا يتم إلا بعد المرور على مصفاة الأمن. ولأن الأجهزة الأمنية في أقطارنا تعتبر أن المواطن متهم إلى أن تثبت العكس. فإن دولة الإمارات ليست استثناء.
لذلك فإن عملية التجديد تستغرق وقتا طويلا للتحري والتثبت. وعادة ما تتم بعد فوات الأوان. وكانت نتيجة هذه الإجراءات أنه تم خلال العام الماضي ترحيل وإنهاء عقود نحو 35 ألف مواطن مصري مع أسرهم بطبيعة الحال، علما بأنه ليس لأي واحد منهم نشاط سياسي.
هذا الوضع جديد تماما على دولة الإمارات، إذ لم تظهر ملامحه إلا بعد ثورة 25 يناير. ورغم أنه بات معلوما للجميع أن أغلب دول الخليج استقبلت حدث الثورة المصرية بدرجات متفاوتة من الامتعاض والاستياء، إلا أن هذا الموقف انعكس بصورة حادة على بلدين فيما أعلم. هما دولة الإمارات العربية والمملكة السعودية.
لا تزال ذاكرة المخضرمين من المصريين الذين عملوا بدولة الإمارات حافلة بالانطباعات الإيجابية عن الفترة التي سبقت قيام الثورة، خصوصا طوال الفترة التي تولى فيها الشيخ زايد بن سلطان رئاسة الدولة، إلا أنه ليست معروفة على وجه الدقة الظروف التي أدت إلى ذلك التحول الذي أشاع حالة من القلق بين المصريين هناك خصوصا بعد مضاعفة الإجراءات الأمنية بشكل ملحوظ.
إذا كان القلق على الرزق يحتل الأولوية بالنسبة للمصريين في الإمارات، إلا أن الذين التقيتهم تحدثوا أيضا عن قلقهم على أهليهم في مصر، خصوصا في ظل التقارير والبرامج التلفزيونية التي أسهبت وبالغت كثيرا في تصوير الانفلات الأمني، وكأن في مصر «بلطجي» لكل مواطن وعصابة ولخطف أبناء الأثرياء في كل محافظة.
أما قلق الجميع على الوطن فهو على كل لسان، حتى إن السؤال إلى أين مصر ذاهبة بات يسبق المصافحة وإلقاء السلام.