تراجع عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري أمام ضغط رجال الأعمال، حيث قرر أن يخضع لشروطهم ولا يدخل عش الدبابير، بعد ضغطهم علية عبر وسائل الإعلام الخاصة، وأصبح السيسي في موقف صعب بعد تراجع الخليج عن دعمه وتخلي رجال الأعمال عنة.
السيسي يتراجع عن الـ100 مليار
فبعد أن كان السيسي يتحدث عن تبرع رجال الأعمال بـ100 مليار جنية وأن هذا ليس خيار وتهديده لهم بضرورة التبرع لصندوق تحيا مصر، ومحاولة تحصيل الأموال منهم بعد تراجع الخليج عن دعمه، وتأجيل مؤتمر المانحين بعد شروط الخليج بفرض مزيد من الإجراءات التقشفية علي الفقراء ومحدودي الدخل، تراجع السيسي أيضًا أمام رجال الأعمال.
فبعد تأجيل مؤتمر المانحين لسلطة الانقلاب، اعتمدت نهب جيوب الفقراء بفرض بلطجة وإتاوات على الشعب بالقوة في غيبة المؤسسات المنتخبة، والأسوأ أن التأجيل جاء لفرض مزيد من التنازلات ومنها تقليص الدعم، ففي 21 يونيو كشف مصدر مسئول في وزارة الاستثمار، إن حكومة محلب الانقلابية تتجه إلى تأجيل مؤتمر المانحين إلى نهاية العام الحالي، بعدما تردد عن عقده عقب عيد الفطر المقبل، بزعم إعطاء نفسها فرصة زمنية كافية، من أجل صياغة برنامج اقتصادي واضح الملامح، يشجع المستثمر الأجنبي على ضخ أمواله في مصر.
وكان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، قد دعا عقب رئاسة الدم إلى عقد مؤتمر للمانحين، لمساعدة الانقلابيين بمصر خلال الفترة القادمة، كما تواترت أنباء عن تأجيله لأكتوبر أو نوفمبر القادم.
مزيد من التنازلات لرجال الأعمال
ويكشف التأجيل خطورة تقديم المزيد من التنازلات لرجال الأعمال بالدول الداعمة للانقلاب ومن بينها تقليص الدعم؛ حيث قال المصدر لصحيفة مصرية إن رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب تعرضوا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إلى كثير من الملاحقات القضائية، وتم تعطيل كثير من المشروعات، ومن ثم فإن المستثمر، على الرغم من رسالة الطمأنينة التي وصلت له عقب حسم الانتخابات الرئاسية، بات في حاجة إلى مناخ للأعمال وإطار تشريعي واضح يحصن له أعماله؟
وقال المصدر إن المستثمر يريد معرفة أهم الإصلاحات التي تستهدف الحكومة تحقيقها، بالإضافة إلى خطة هيكلة دعم الطاقة والضرائب الجديدة والتشريعات الاقتصادية، من أجل حساب تكلفة مشروعاته والأرباح المتوقعة.على حد قوله.
وجاء ذلك بعد إقرار وزير الصناعة والتجارة، منير فخري عبد النور بحكومة الانقلاب قبل رئاسة الدم قانونا يحول دون الطعن على عقود الاستثمار، تحصينا لحقوق المستثمر خلال الفترة القادمة.
لقاء رجال الأعمال رسالة طمأنة
والتقى عبد الفتاح السيسى مجموعة من رجال الأعمال، على رأسهم المهندس نجيب ساويرس، ورجل الأعمال محمد الأمين، وأحمد أبو هشيمة، ومحمد فريد خميس، وصفوان ثابت، ومحمد أبو العينين، ومجموعة من رجال الأعمال وصل عددهم إلى 15 من كبار المستثمرين.
امتد لقاء السيسي برجال الأعمال لما يقارب الساعة، شرح خلالها السيسى بعض أفكاره الاقتصادية، وطمأن رجال الأعمال على استثماراتهم، مشددا على أن كل أفكاره لتنمية الاقتصاد تأتى فى إطار القانون، قائلا: "أنا رجل بخاف ربنا ومش ممكن آخد فلوس حد غصب عنه".
وتابع موجها كلامه لرجال الأعمال: "أنا حريص على المشاركة المجتمعية لدعم الاقتصاد المصرى، وتبرعى لصندوق تحيا مصر، لا يعنى أننى ألزمكم بالتبرع مثلى.
وأضاف: "لن أضر رجل أعمال فى شغله، أو أحرمه مما جناه من عمله فى مصر من أرباح".
وقال السيسي انه يقدر الجهد الذى يقدمه رجال الأعمال، مشددا على أنه يسعى بكل جهد لإخراج مصر من مديونيتها خلال المرحلة المقبلة.
أنتم في أمان
قال الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، وأحد الحاضرين للقاء السيسي مع رجال الأعمال، إن السيسي أصر على حضور جانب من منتدى الأخبار للحوار، والذي تم عقده بفندق "الماسة"، خاصة بعد أن علم بحضور رجال الأعمال، على حد تعبيره.
وعن تفاصيل ما دار بهذا اللقاء، أوضح رزق، أن السيسي بعث برسالة طمأنة لرجال الأعمال، وقال لهم أنتم في أمان، ولن نسمح لأحد بأن يهددكم أو يبتزكم، على حد وصفه.
