نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، بيانًا صباح اليوم السبت، لحصاد معاركها في الخمسة أيام الماضية، في إطار ما أطلقت عليه عملية "العصف المأكول"، التي تصدت خلالها للعدوان الاسرائيلى على قطاع غزة.
وأكدت كتائب القسام في بيانها الذي نشرته على موقعها الالكتروني، أنها أذهلت لليوم السادس على التوالى، من معركة العصف المأكول، العدو الإسرائيلي بل العالم أجمع في قدراتها الصاروخية والعملياتية، فضلا عن القدرات الاستخباراتية والإعلامية والإلكترونية التي تراكمت عبر سنوات طويلة وقاسية من الصراع مع المحتل.
وأكدت أن صواريخ كتائب القسام طالت مناطق لأول مرة تصيبها صواريخ عربية منذ احتلال فلسطين عام 1948. قائلة: " أدرنا المعركة بشكل قوي، وتكتيك عسكريٍ غير مسبوق، فضلا عن الكشف عن جزء من الترسانة الصاروخية، التي شملت صواريخ محلية الصنع، صنعت بأيدٍ قسامية 100%، في ظل حصار وإغلاق لغزة لم تشهده أي بقعة في الأرض".
ضفادع "القسام" تخترق "عسقلان"
وتواصلت منذ اليوم الأول المفاجآت القسامية، وكان أبرز هذه المفاجـآت الكشف عن اقتحام وحدة كوماندوز قسامية لقاعدة سلاح البحرية في (زيكيم) على شواطئ عسقلان عبر البحر، وأظهرت هذه العملية أن منظومة التحكم والاتصال لدى القسام قد تطورت إلى حد التواصل مع قائد مجموعة الكوماندوز المقتحمة من أرض المعركة في محادثة أجريت معه أثناء سير العملية التي وقعت مساء العاشر من رمضان، إذ أكد قائد المجموعة أن المهمة لا زالت مستمرة وتتم وفق ما هو مخطط لها مؤكدًا وقوع خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين.
وتابعت: ظهر على السطح لدى وسائل الإعلام الصهيونية بعض السقطات والاعترافات الضمنية أو الصريحة بالقتلى والجرحى، رغم الرقابة العسكرية المشددة المعهودة لدى جيش الاحتلال أثناء الحروب، أما الخسائر المادية الضخمة فلم تستطع أي رقابة أن تخفيها، فتوهج الحرائق وصور الدمار حاضرة في كل شاشات التلفزة الصهيونية، فضلا عن الشوارع التي بدت في كل المدن الرئيسة في فلسطين المحتلة ساحة للأشباح.
571 صاروخا قساميا تمطر "الأراضي المحتلة"
ونشر المكتب الإعلامي لكتائب القسام أرقام دقيقة حول الصواريخ التي دكت إسرائيل، والمناطق التي طالتها الصواريخ لأول مرة، وتمكنت كتائب القسام منذ اليوم الأول لبدء معركة "العصف المأكول"، وحتى نهاية اليوم الخامس من إطلاق 571 قذيفة صاروخية، كان منها 4 صواريخ من طراز "R160"، وصاروخين من طراز "J80"، و37 صاروخًا من طراز" M75" الشهير، و13 صارخًا من طراز "سجيل 55"، وصاروخًا واحدًا من طراز "فجر 5"، بالإضافة إلى مئات القذائف الصاروخية من طراز غراد/قسام/107/هاون.
كما أن القسام استهدف لأول مرة في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي عددًا من المواقع المحتلة، وهي:
– حيفا المحتلة بـ 4 صواريخ من طراز R160.
– مطار "نيفاتيم" العسكري بصاروخين من طراز M75.
– ديمونا بثلاثة صواريخ من طراز M75.
– "رامون" بصاروخين من طراز M75.
– "رحوفوت" و"بيت يام" بـ 10 صواريخ من طراز سجيل 55.
– مطار "بن جوريون" في تل أبيب بـ 4 صواريخ من طراز M75.
وتواصل القصف القسامي على مدى الأيام الخمسة ليطال تل أبيب مركز الثقل للكيان ورمزه المعروف لكل العالم، بأكثر من 32 صاروخًا، كما قصفت القدس المحتلة بـ 8 صواريخ M75.
وكان من أبرز المناطق التي طالها القصف القسامي عسقلان واسدود وكريات جات وكريات ملاخي ونتيفوت وأوفكيم وتسيلم وبئر السبع.
"النفق المفخخ"
تمكنت الكتائب من تفجير نفق مفخخ أسفل موقع كرم أبو سالم العسكري شرق رفح جنوب قطاع غزة، في اليوم الثاني للمعركة، وبعد عملية الكوماندوز البحري في أقصى شمال القطاع، في خطوة عسكرية أربكت الاحتلال، وأعطت نموذجًا للقتال القسامي على عدة جبهات، وهو الأمر الذي يقلق المحتل.
ونشرت كتائب القسام فيديو للانفجار الضخم الذي وقع أسفل الموقع العسكري، وقد اعترف العدو بذلك، مبينةً أنها ستنشر التفاصيل لاحقًا.
هجوم بعد تلويح الاحتلال بشن حرب برية
وبعد بدء العدو الصهيوني بالتلويح بالحرب البرية، وصلت الرسالة إلى كتائب القسام فورًا، وأشار الخطاب القسامي الذي ألقاه الناطق العسكري للقسام خلال المعركة إلى هذا التهديد، إذ جاء في الخطاب الذي بثته الكتائب في اليوم الرابع للمعركة مخاطبًا الإسرائيليين: "سيرى العالم رؤس جنودكم يدوسها أطفال غزة بأقدامهم الحافية، وسنجعل منها فرصة الأمل المنشود لأسرانا وفجر الحرية القريب".
وقد أتبعت الكتائب التهديد بالفعل، ففي اليوم التالي للخطاب، أرسل القسام خطابًا عمليًا على متن قذيفة موجّهة من نوع "كورنيت" انطلقت صوب جيب عسكري صهيوني على بعد كيلو مترات على الخط الفاصل شرق غزة في ما يسمى بموقع "ناحل عوز"، فأصابته إصابة مباشرة وأردت من فيه -وفق تقديرات القسام-، واعترف العدو بالعملية دون التصريح بالحجم الحقيقي للخسائر، كعادته في إخفاء الخسائر في صفوف جنوده خاصة.
حرب إلكترونية
في الجانب الآخر من المعركة، كان مهندسو القسام وخبراؤها يعملون على بث رسالة القسام، والصورة الحقيقية للمعركة إلى الجمهور الصهيوني بكافة شرائحه، وقد تمثل هذا الجهد فيما يلي:
– اختراق بث القناة الثانية الصهيونية، وهي من أهم القنوات الصهيونية واسعة الانتشار، وقد بثت الكتائب رسالتها لمدة نحو دقيقتين إلى الجمهور الصهيوني مذكرة إياه بغباء قيادته وتهورها.
– اختراق البريد الإلكتروني لنحو مليون شخص في الكيان الصهيوني ووضع إشارة للقسام، وبث بيان واضح وبالصور للجمهور الصهيوني.
– إرسال رسالة نصية لكافة شركات الطيران العالمية التي تسيّر رحلاتها إلى إسرائيل، وتحديدًا إلى مطار "بن جوريون"، حذرت الكتائب فيها هذه الشركات من خطر الإقلاع والهبوط والسفر عبر هذا المطار لأنه بات من بنك أهداف القسام ردًا على العدوان الإرهابي للمحتل الصهيوني.
– اختراق هواتف عدد كبير من جنود الإسرائيليين على حدود قطاع غزة، عامة الجمهور والصحفيين الإسرائيلين، وإرسال رسائل نصية وأخرى صوتية لهواتفهم الشخصية، تخاطب كل فئة منهم برسالة القسام في المعركة الدائرة.
ولازالت معركة العصف المأكول تسطر فيها كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية الملحمة البطولية التي سيسجلها التاريخ بمداد من نور ودماء زكية، ولا زالت الكتائب تخفي في جعبتها المزيد من المفاجآت والإبداعات في مقاومة المحتل والدفاع عن الأرض والشعب والمقدسات.