"يا مبارك يا والي عكا .. يا بايع أهلك في العركة"، كان هذا هتاف طالما أطلقه المصريون أثناء تظاهراتهم ضد المخلوع حسني مبارك، أثناء فترة حكمه، بسبب تواطؤه ومشاركته بالصمت وإحكام السيطرة في العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة والشعب الفلسطيني الأعزل.
وبعد ثورة الخامس والعشرون من يناير، تصور المصريين إنه لم يعد بإمكان الصهاينة الاعتماد على حاكم مصري جديد، ليكون واليًا لعكة، أو بائعًا لأهله في غزة أثناء العدوان عليهم من قبل الآليات العسكرية الثقيلة، إلا أن سلطة الانقلاب العسكري، أعادت هذه الشخصية مرة أخرى، ليتكئ عليها الكيان الصهيوني من جديد.
يقول محمد رمضان، الناشط بحركة طلاب ضد الانقلاب، لـ"رصد": "إن الصهاينة لم يكونوا يساندون الانقلاب ويغدقون عليه بالأموال في السر، ويدعمونه سياسيًا في العلن، إلا من أجل هذه اللحظة، فهم دفعوا عربون محبة السيسي ليجنون الآن ثمار من زرعوا من مشاركة في قتل الفلسطينيين بدم بارد عبر إغلاق للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، أو استقبال الحالات الحرجة".
وأضاف عبدالسلام محمود، الناشط بحركة عفاريت ضد الانقلاب، أن الانقلاب فشل في الظهور في مظهر المساند لغزة باستخدام حفنة من صور الشاحنات التي تقل مواد غذائية للدخول إلى القطاع، إذ ظهر أمام العالم أجمع عدم سماحه بفتح المعابر إلا لفترات صغيرة، مع وجود تشديدات أمنية غير معهودة لإرضاء الجانب الإسرائيلي.
وتابع الدكتور أحمد عبدالعزيز، القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية: "حتى الغرب الداعم للصهاينة لا يجامل الانقلاب أو يدعي أنه يساند أهالي غزة، بل اعترفت واشنطن بأنها تفتقد الوسيط النزيه للتفاوض بين الطرفين، بسبب التقارب الشديد بين كل الوسطاء والكيان الصهيوني ما لا يضمن أي نسب لنجاح مفاوضات في ظل استمرار حركة المقاومة الإسلامية حماس وحيدة على الطرف المقابل".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قالت أنه في ظل التحولات السياسية لتي تشهدها مصر، في إشارة إلى الانقلاب العسكري، فأن الولايات المتحدة الأمريكية تفتقر إلى وجود وسيط بين الكيان الصهيوني وحماس، مشيرة إلى صعوبة العثور على مفاوض للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي الذي ساهم في التهدئة بين إسرائيل وحماس في 2002.
وأضاف "عبدالعزيز": "قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، تمكن في فترة وجيزة من تخطي كل المسافات التي احتاج المخلوع حسني مبارك 30 سنة من الزمان لتخطيها، إذ بدا واضحًا للعيان أنه حليف للصهاينة وليس مجرد طرف تربطه بهم علاقات قوية أو حتى حارسًا لبوابتهم".
واستخدم المواطنين كلمة "والي عكا"، للكنايه عن الخيانة، مسترجعين الرواية التاريخية التي تتهم والي عكا أثناء عهد صلاح الدين الأيوبي، بتعمد إيواء أكبر عدد من الخونة في بلدته، والتظاهر بمساندة جيوش المسلمين، ثم فتح الأبواب أمام المعتدين والمحتلين من الجيوش الصليبية لمساعدتهم على الانتصار على المسلمين.