شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

صحف عالمية: “عباس” الخاسر الأول في العدوان على غزة

صحف عالمية: “عباس” الخاسر الأول في العدوان على غزة
فردت عشرات الصحف الأجنبية والعربية منذ صباح أمس وحتى اليوم، صفحاتها لتغطية العملية العسكرية ضد "غزة"، والقصف المتبادل...
فردت عشرات الصحف الأجنبية والعربية منذ صباح أمس وحتى اليوم، صفحاتها لتغطية العملية العسكرية ضد "غزة"، والقصف المتبادل بين العدو الصهيوني وفصائل المقاومة، فيمت دعت بعض وسائل الإعلام إلى وقف إطلاق النيران من الطرفين، بينما توقع البعض الآخر اجتياح بري من قوات الاحتلال لقطاع غزة.
 
ورأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الحرب الحالية بين حركة "حماس" والاحتلال الصهيوني تُفقد الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" أهميته، "فبعد أن كان في الربيع شريكا لكل من أمريكا وإسرائيل في جولة المحادثات التي رعتها الولايات المتحدة، تحول إلى مجرد متفرج على ما يجري في غزة". 
 
وقالت الصحيفة إنه بعد ستة أيام من "الغارات المستمرة على مدار الساعة وإطلاق الصواريخ التي أدت لمقتل أكثر من 120 شخصا وجرح المئات وتدمير بيوت، منها بيوت للعجزة، لم يظهر من هذه الحرب رابح واضح، والخاسر الوحيد هو محمود عباس الذي قام عدوّاه بفتح النار على بعضهما البعض"، حسبما ترى الصحيفة.
 
 وتضيف الصحيفة أن "حالة عباس المهمشة تشير إلى الكيفية التي انحرف فيها مسار النزاع عن مسار الحلول السلمية باتجاه ما يراه البعض العنف الذي يقوم فيه المتشددون في طرفي النزاع بتعزيز قوتهم"، حسب قول الصحيفة. 
 
وتواصل الصحيفة القول: "إن سكان الضفة الغربية التي تعتبر مركز سلطة عباس يتحدث فيها المواطنون الفلسطينيون بإعجاب عن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وباتوا في الوقت نفسه يعبرون عن إحباطهم من خيار المقاومة السلمية الذي يتمسك به الرئيس عباس"، وتنقل الصحيفة عن "جمال حمدان" وهو مهندس كهربائي، قوله: "أنظر للصواريخ المتقدمة التي أطلقتها حماس والتدريب الذي تلقاه مقاتلوها بشكل يحسدها حزب الله عليه".
 
 وتعلق الصحيفة بقولها، إن ما يجري اليوم هو "غير ما أرادته الولايات المتحدة أي تقوية موقع عباس وتهميش حماس والجماعات المتطرفة الأخرى، ويتحدث مساعدو عباس بمرارة عن فقدان الرئيس وبشكل سريع أهميته، ولكنهم يقولون إن هذا ما أرادته إسرائيل ومنذ زمن طويل، أي مفاوضات عبثية وقتالًا يرفع من شعبية الجماعات المقاتلة على حساب المعتدلين نسبيًا، ويقولون إن توقيت المواجهة جاء لإفشال المصالحة التي جمعت بين حماس وفتح تحت قيادة عباس". 
 
من جانبه يرى "حسام زملط"، مستشار الشؤون الخارجية في حركة "فتح"، أن "أهداف هذه الحرب هي توجيه انتقام سياسي لعباس"، مضيفا أن "إسرائيل تريد دفعنا باتجاه الميدان العسكري لأنه الميدان الذي تتفوق فيه".
 
وتابعت الصحيفة، بقولها: "كشفت المعركة الجديدة على غزة عن ضعف الاتفاق وأن عباس لا حضور له في غزة، ولهذا فإنه لا يستطيع التأثير على الأحداث فيها"، ونقلت عن "مصطفى صواف"، وهو محلل وكاتب مقيم في "غزة"، قوله: "إن اتفاق المصالحة لم يحقق أي شيء لغزة، وحكومة الوحدة موجودة فقط على الورق"، يذكر أنّ أول أزمات حكومة الوحدة الوطنية كانت حول دفع رواتب 40 ألف موظف في "غزة".  
 
ويضيف "أبراش"، قائلًا: "تريد إسرائيل إفشال المصالحة، ومهما حدث فلن تسمح بوحدة بين غزة والضفة تحت قيادة عباس". 
 
هذا وقد كانت تصريحات الرئيس الفلسطيني حول إطلاق الصواريخ قد أغضبت "حماس"، عندما دعاها بدون تسميتها لوقف إطلاق النار، حيث قال في تصريحات لتلفزيون فلسطين: "ما الذي نريد تحقيقه من هذه الصواريخ؟ نفضل القتال بالسياسة والحكمة". 
 
أما موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، فقد نشر خبرًا حصريًا يكشف فيه رفض حركة "حماس" لدور مصري في جهود وقف إطلاق النار بين الحركة وسلطات الاحتلال.
 
ونقل رئيس تحرير الموقع "ديفيد هيرست"، عن مصدر بارز في حركة "حماس"، قوله، إن حركته استبعدت أي دور مصري في مفاوضات وقف إطلاق النار، وأنها ستقبل فقط بتركيا وقطر كوسيطين محتملين بينها وبين إسرائيل في أية محادثات بهذا الشأن، وحسب الموقع، فقد أضاف المصدر قوله: "إن الحركة تدرس فكرة إنشاء إدارة وطنية للقطاع".
 
وجاء هذا الموقف من "حماس" في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية البريطاني "ويليام هيغ"، أنه سيناقش مع وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، اليوم الأحد، وقف إطلاق النار، وكذلك مع نظيريه الألماني والفرنسي، على هامش محادثات الملف النووي الإيراني في فيينا.
 
كما يأتي قرار "حماس" في الوقت الذي قالت فيه مصر، يوم أمس، أنها تتعاون مع اللاعبين الدوليين للتوصل لوقف إطلاق نار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
 
أما "هيرست"، فيقول، إن قرار "حماس" لإخراج مصر من المعادلة يعتبر تحولًا كبيرًا في موقفها، خاصة أن مصر لعبت دورا مهما في اتفاقيات الهدنة السابقة بين سلطات الاحتلال والحركة منذ عام 2006، وفي نوفمبر 2012، لعب الرئيس المصري الشرعي محمد مرسي، دورًا رئيسيًا في وقف هجوم جوي للاحتلال استمر لمدة أسبوع على "غزة"، وهو الدور الذي أثنت الولايات المتحدة عليه في ذلك الوقت.
 
 وأضاف "هيرست "، قائلًا: "ولكن هذه المرة، كما قال مصدر من حماس، فقد قررت الحركة أن مصر لن تكون قادرة على التفاوض لتحقيق اتفاق بعد أن مررت رسائل عبر وسطاء مصريين عشية الهجوم أن إسرائيل ستقوم بمحو ثلث القطاع، فيما زعم الرئيس المصري (قائد الانقلاب العسكري) عبد الفتاح السيسي أنه سيقوم بالتوسط لوقف إطلاق النار".
 
 وتابع "هيرست": "إن قرار حماس جاء بعد إعلان الجيش المصري تفجير حوالي 29 نفق تحت الحدود المصرية مع غزة، وبعد أن لاحظت حركة حماس العداء المستمر واحتفال الإعلام المصري بالغارات الإسرائيلية على غزة".
 
 وأكمل قائلًا: "بشكل متصل مع هذا؛ قال المصدر البارز إن حماس قررت تشديد شروطها لوقف إطلاق النار؛ فبدلًا من الدعوة لرفع الحصار عن القطاع، فهي تدعو الآن لفتح ميناء غزة البحري ومطارها الذي فجرت إسرائيل معظمه".
 
 كما ضيف الكاتب فيقول، إن "قرار رفع سقف شروط وقف إطلاق النار يعكس ثقة حماس وأنها استطاعت الصمود في وجه الهجوم الإسرائيلي، وإصرارها على عدم الاعتماد أبدًا على المعبرين البريين مع إسرائيل ومصر".   
 
هذا وقد كان معبر رفح قد فتح الأسبوع الماضي ولكن لمدة قصيرة، بحيث سمح لعدد رمزي من الجرحى  للمرور، وتم إغلاقه من الطرف المصري دون إعلام "حماس" بذلك. 
 
وقال المصدر المسؤول في "حماس" لموقع "ميدل إيست آي"، إن "ما أثار حماس أكثر هي ردود أفعال عباس ووزير خارجيته رياض المالكي على صواريخ حماس والتي كانت بمثابة فرك الجرح بالملح"، حيث دعا الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، يوم الخميس الماضي، حركة "حماس" لوقف إطلاف الصواريخ، دون أن يذكر اسمها، وكان من الواضح أنه يشير لها، إذ قال في حديث لتلفزيون فلسطين: "ماذا تريدون تحقيقه من هذه الصواريخ، نحن نفضل القتال بالحكمة والسياسة".
 
 أما وزير خارجية حكومة الوحدة الوطنية، فقد ذهب أبعد في دفاعه عن القصف الإسرائيلي على "غزة"، وفي تصريحات نشرتها صحيفة "فلسطين" الصادرة في "غزة"، ووكالة "قدس برس أنترناشونال"، قال: "إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها إذا كان الرد متناسبًا، وإذا استطاعت إسرائيل أن تتجنب المدنيين بكل الوسائل وأن لا يؤدي لتقوية حماس".
 
 فيما نقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية، عن  "بدر عبد العاطي"، المتحدث باسم الخارجية المصرية قوله: "إن زيارة مبعوث الرباعية توني بلير للقاهرة جاءت من أجل البحث عن طرق لإعادة وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه عام 2012  بوساطة مصرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة".
 
فيما دعت صحيفة "هآرتس" العبرية، حكومة الاحتلال إلى الإعلان عن أنها حققت أهداف العملية العسكرية،، وهي عقاب حركة "حماس"، قبل أن يحدث "هجوم مأساوي من أي من الطرفين"، حسب الصحيفة العبرية.
 
وأضافت الصحيفة العبرية: "كما في العمليتين السابقتين اللتين واجه فيهما جيش الدفاع الإسرائيلي حماس، استخدم السياسيون والمعلقون الأرقام لوصف ميزان القوى بين الطرفين".
 
وتابعت قائلةً: "بعد ستة أيام من العملية، فإنه يجب علينا التساؤل حول أهمية ومعنى هذه الأرقام، هل هناك أهمية لعدد الأهداف التي ضربها جيش الدفاع في غزة؟ هل هناك معنى لعدد الصواريخ التي أطلقتها حماس حتى الآن؟ فقط جزء واحد من المعلومات له أثره المرعب وهو أرقام من قتلوا".
 
 وتقول الصحيفة العبرية، إن سلطات الاحتلال يمكنها "الملاحظة، بنوع من الرضا، أن صواريخ حماس أحدثت أضرارًا على الممتلكات فيما تجاوز عدد القتلى في غزة المئة، معظمهم من المواطنين الأبرياء، أطفالًا ونساءً، والذي جاء موتهم لأعراض جانبية لم يكن بالإمكان تجنب موتهم بهذه الطريقة في الحرب".
 
فيما لاحظت الصحيفة أن صناع القرار داخل الكيان الصهيوني، وعلى رأسهم رئيس وزرائه، لا يزالون يجدون صعوبة في تعريف أهداف العملية، فحسب الصحيفة، قال "بنيامين نتنياهو": "ستتواصل الهجمات حتى يتحقق الهدوء"، وكان لوزير الخارجية "أفيغدور ليبرمان" اقتراح له "أبعاد خطيرة"، وهو المضي واحتلال قطاع غزة بالكامل، فيما يقترح آخرون غزو "غزة" ومن ثم تسليمها لـ"محمود عباس"، وإنشاء جيش فلسطيني على غرار جيش لبنان الجنوبي، وكل هذه الحلول "متخيلة ولا يمكن تحقيقها"، حسب قول الصحيفة.
 
وتذهب الصحيفة العبرية إلى أن "عملية أعمدة الدخان أدت لهدوء استمر عامًا ونصف العام، أما عملية الرصاص المسكوب فقد جلبت معها هدوءً لمدة أطول، وفي كلا العمليتين حاولت إسرائيل المضي حتى النهاية، بعد أن قالت  الحكومة مرة تلو المرة، إنه من الصعب التوصل لتفاهم مع حماس، كما أن الأخيرة تعترف بأن الصواريخ لن تؤدي لتدمير دولة إسرائيل، فيما تعترف إسرائيل بأن تدمير البنية التحتية شعار جيد لكن لا يمكن تحقيقه".
 
وتضيف قائلةً: "في غياب الإجراءات الدبلوماسية فعلى إسرائيل الاعتماد على التفاهمات الجزئية التي لا تضمن حلولًا دائمة، ولكنها تسمح بفترات من الهدوء، وهذا نوع الاتفاق الذي يجب على إسرائيل التوصل إليه مع حماس والسلطة الفلسطينية".
 
وتقول: "يمكن لإسرائيل الانتظار حتى يبدأ الرأي العام في العالم والغضب ينتشر في العالم العربي، ويمكن أن تتوقع، كما في العمليات السابقة، حدوث مفاجأة مأساوية على الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي قد تؤدي لتغييرات استراتيجية في الاتجاه".
 
وتختم الصحيفة العبرية قائلةً: "يمكن لإسرائيل الإعلان عن أن أهداف العملية – خاصة عقاب حماس – قد تحققت، وحان الوقت كي تسمح للوسطاء بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وترك البنية  التحتية لفترة أطول من الهدوء".
 
 
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023