أصدر "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بيانًا، دعا فيه "العالم الحر" والمنظمات الدولية، للقيام بواجبهم الإنساني تجاه دعم أهل غزة وفلسطين، والعمل على وقف عدوان الاحتلال عليهم، واعتباره ما يحدث في غزة "جريمة إنسانية"، مع السعي لمحاكمة الكيان المحتل وملاحقته دولياً.
وطالب "الاتحاد" في بيانه، العالم الإسلامي ممثلاً في الشعوب، والمسؤولين، ووزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية، ودور الإفتاء، والجامعات، والهيئات والمنظمات، والجماعات الإسلامية، والعلماء، والدعاة بتخصيص يوم الجمعة القادم 20 رمضان 1435هـ الموافق 18 يوليو 2014م يوماً عالميًا "لنصرة أهل غزة المحاصرين المهجرين، على أن يتضمن يوم النصرة فعاليات على رأسها المظاهرات والاعتصامات السلمية القانونية ، والدعم المالي، والحملات الإغاثية الشاملة، وكفالة أسر الشهداء والمصابين، والتعهد الدولي بإعادة إعمار غزة وبناء المنازل، وتخصيص خطب الجمعة والقنوت في الصلاة وصلاة الليل لنصرة الفلسطينيين، وجميع المستضعفين في الأرض، وخصوصًا من المسلمين في بلاد شتى" .
وحسب البيان، فقط دعا "الاتحاد" الدول العربية والإسلامية بتوجيه أسلحتها نحو "العدو الصهيوني الغاصب، وسحب مشروع السلام العربي الذي لا أثر له إطلاقاً على أرض الواقع".
وقال في بيانه: "يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق بالغ، ولحظة بلحظة، الموقف في غزة المحاصرة وهي تحت القصف الصهيوني الغاشم والمستمر، والذي لا يراعي شرعًا ولا قانونًا، فيما يقوم به من إجرام في حق إخواننا الفلسطينيين، وسط صمت عالمي وعربي وإسلامي مخز وشائن، وكأن المسلمين اكتفوا بالمشاهدة أو الاستنكار، دون أن يكون لهم أي دور مؤثر في نصرة إخوانهم على أرض فلسطين المرابطة".
ووجه "الاتحاد" عدة تساؤلات للدول العربية والإسلامية قائلاً: "أين دوركم المناصر لقضية الأمة المحورية وهي قضية فلسطين ؟ وما فائدة أسلحتكم التي تشترونها بمليارات الدولارات ما لم تكن لحماية الأمة ومستضعفيها؟ لماذا لا تستخدمون سلاح البترول في دعم قضايا الأمة؟ ألا يحرككم ضرب الصهاينة لإخواننا وإخوانكم الفلسطينيين في شهر رمضان العظيم، واستشهاد المئات و إصابة أكثر من 1500 فلسطيني حتى الآن، وهدم بيوتهم وتهجيرهم؟"
وأكد "الاتحاد" في بيانه على "كامل الحق الفلسطيني في مطالبته بفتح المعابر وبخاصة معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة فتحاً مستمراً وشاملاً ، حيث أنه من أبسط الحقوق الفلسطينية"، مطالباً الدول العربية "ألا تتعامل مع قضية فلسطين بمعزل عن السلطة الفلسطينية ولا عن المقاومة الفلسطينية بفصائلها جميعاً دون استثناء وبما يخدم مصالح فلسطين والأمة جميعًا".
ووجه مناشدةً للسلطة الفلسطينية، ممثلة في رئيسها "محمود عباس" ، وكذلك المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها، أن يعملوا على "التنسيق الكامل فيما بينهم وعدم اتخاذ قرارات أحادية من طرف دون آخر ، تحقيقاً للوحدة الفلسطينية، ودعماً للمصالحة الموقعة مؤخراً، بما يحقق الصالح العام للقضية الفلسطينية".
ولفت "الاتحاد" في بيانه، إلى أنه "يدعم المقاومة الفلسطينية الحرة الشريفة، من جميع فصائل المقاومة، ويعتبرها حركات تحرر وطني، حيث يكفل لها الشرع الإسلامي والقانون الدولي، جميع الحقوق للدفاع عن وطنها ومقدساتها، وأرضها وقضيتها، وحقوقها العادلة".
وبخصوص عمليات قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، فقد ندد "الاتحاد" بها، واصفًا إياها بـ"العمليات الإجرامية التي تقتضي الملاحقات الدولية لقادة العدو الصهيوني المحتل، كما تقتضي التصدي لتلك العمليات من قبل الفلسطينيين كافة،وتتطلب دعماً إسلامياً وعربياً لقضية فلسطين العادلة، وليس توفير غطاء للعدو ليقوم بمزيد من الانتهاكات".
واستنكر "الاتحاد" أي محاولة "لتقويض المقاومة، أو فرض شروط عليها لا تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني، مطالباً حكام العرب والمسلمين بالعمل "لصالح قضية فلسطين العادلة، ودعمها دبلوماسياً وسياسياً، وإعلامياً ولوجستياً، وبخاصة رفع الحصار عن غزة، بدلاً من العمل على غير ذلك بأي طريقة كانت، أو طرح في غير محله".
وحذر من محاولات تهجير أهل غزة بتوجيه مطالبات لعشرات الآلاف منهم لترك منازلهم، تمهيداً لقصفها، ومن ثم يبدأ "مسلسل التهجير، ومزيد من الإفقار، ومحاولات الإذلال التي لن تطول كثيراً".
واختتم "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بيانه، بقوله: "إن الشعوب الحرة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث لإخوانهم في فلسطين عامة وفي غزة خاصة، بل إن هبة الأمة الإسلامية والعربية لصالح فلسطين ستكون هبة فاصلة بإذن الله تعالى".