مخيمات اللاجئيين في "العراق" بلا استقبال للعيد ولا ضيوف في الانتظار، ولاشئ يُقدم لتشعر ساكنيها بالعيد، فمئات الآلاف من العراقيين الذين تركوا منازلهم إثر القتال الدائر في بلادهم يستقبلون العيد بحزن ومآسي.
فمخيم "خازر"، الواقع شمال "العراق"، يعتبر مآساة كبيرة إذ لامساعدات إنسانية ولا منازل تأويهم فقد اكتفت الأمهات بالتنظيف أمام الخيام، ونقل الأطفال لمياه الشرب، دون أن يتمكنوا من شراء ملبس أو مأكل لأطفالهم كباقي أطفال العالم في أيام العيد، كما أن المخيم واقع في منتصف الصحراء بين الغبار.
ومآسي المخيمات متعددة، إذ أن قماش الخيام لاتأوي الأطفال من ارتفاع درجة الحرارة المرتفعة والتي تصل لـ 50 درجة مئوية، الأمر الذي يجعل الأطفال ينزلون تحت صنابير المياة لتبريد أجسادهم، كما يعاني الأطفال الرضع من الأمراض ويتلقي العشرات منهم يوميًا العلاج من مشفى "أربيل" الحكومي.
وتعيش عائلات قضاء "تلغفر التركماني"، والذين يعتبرون غالبية وسط قاطني المخيم، على المساعدات التي تأتيهم من الخارج حيث تصل إليهم مواد إنسانية وغذائية من خلال الهلال الأحمر التركي، حيث تُوزع عليهم ألبسة جديد على النساء والأطفال بمناسبة العيد لإدخال السرور على قلوبهم.
و يبلغ عدد اللاجئين السورين في المخيمات بـ"العراق" قرابة 250 ألف شخص، حيث دخلوا عامهم الثاني في تلك المخيمات، التي وصولوها في يوليو من العام الفائت، إذ ينتظرون انتهاء الأحداث في سوريا من أجل العودة إلى بيوتهم هناك.
وتوجهت العائلات القاطنة في مخيمات "كوركوسك" و"دارشكران" و"كوش تبه"، إلى أسواق مدينة "أربيل" الرخيصة لشراء ملابس للعيد من أجل أطفالهم، مؤكدين أنهم يرغبون في قضاء العيد المقبل في منازلهم الموجودة بـ"سوريا".
وتسبب هجمات الجماعات المسلحة، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في نزوح آلاف العراقيين من منازلهم، وأثرت بشكل سلبي على اللاجئين السوريين الموجودين في "العراق"، حيث بدأت نقل المساعدات المقدمة للاجئين السوريين بسبب اللاجئين العراقيين، في وقت يزداد الوضع الإنساني سوءًا يوميًا في المخيمات، لعدم كفاية المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
يشار إلى أن الجماعات المسلحة وعلى رأسها "داعش" أحكمت سيطرتها على مدن "الموصل" و"تكريت" وبعض المدن الأخرى العراقية، حيث اضطر نحو مليون شخص للنزوح جراء المعارك التي اندلعت هناك.