دائمًا ما يسعي الكيان الصهيوني للسيطرة علي الإعلام باعتباره هو من يسيطر علي عقول العالم والمتحكم في مشاعرهم، وعملًا بمقولة وزير إعلام هتلر والذي حرقهم في الأفران، والذي قال "أعطني إعلام بلا ضمير أعطيك شعب بلا وعي".
وبالفعل نجح الكيان الصهيوني في السيطرة علي الإعلام فلم يكن من قبيل الصدفة، تأسيس الصهاينة لأول ثلاث وكالات للأنباء في العالم في بريطانيا وآلمانيا و فرنسا.
و تشير أغلب الدراسات الحديثة إلى أن أنه من يسيطر الآن على الإعلام يسيطر على الوسط الأكثر قوة في العصر الحديث، بل و تزيد قوته على قوة الحكومات أحيانا، ولقد أدرك اليهود أهمية ذلك مبكرا ونجحوا في السيطرة التامة على وسائل الإعلام المصرية.
ولم يقتصر تركيز اليهود علي الإعلام الغربي فقط، فقد نحج الصهاينة في اختراق الإعلام العربي كما اخترقوا الحكومات، وسيطروا علي الإعلام عن طريق تجنيد إعلاميين مصريين، وتمويل قنوات عربية من الباطن وبالفعل نجح اليهود في ذلك، وظهر ذلك في تناول الإعلام العربي وخاصة المصري للحرب بين الاحتلال الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، حيث نجح الإعلام في تكوين وجهة نظر ضد المقاومة، ووصفها بالإرهابية، ولصق كل العمليات الإرهابية بالمقاومة لأثارة الرأي العام ضدها، بل وصل الأمر إلي دعوة بعض الاعلاميين المصريين لنتينياهو بإبادة حماس.
وظهرت الصحافة المصرية في كثير منها وفي بعض عناوينها وصفحاتها كأنها تصدر من داخل إسرائيل، أو كانها كتبت بأقلام إسرائيلية، لا عربية".
للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، تُجبَر الصحافة المصرية على صهينة لغتها ومحتواها تجاه المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وتتحول إلى أبواق للتجريح في طبيعتها، والتشكيك في أهدافها، والنيل من وطنيتها، بل والتجني على قاداتها بعناوين لا تنتهي من الافتراءات.
هذا الاتجاه المتحامل على المقاومة الفلسطينية أيده كثير من الجنرالات المتقاعدين الذين يصرحون للقنوات الفضائية والصحف الخاصة والقومية.
وقال "توفيق عكاشة"، صاحب ومدير قناة "الفراعين"، أنه تربي علي يد الإعلاميين اليهود وأن من يديرون الإعلام في مصر هم "اليهود"، خاصةً اليهود الذين هم من أصل أمريكي، وأنهم يسيطرون على الشعوب عن طريق الإعلام.
وأضاف : "والله والله والله وربنا عالم بحالتي، الإعلام في مصر يدار من بني إسرائيل مباشرةً"، معقبًا: "من الذي يدير "mbc" مش بني إسرائيل البرامج الي بتتعمل في لبنان تم شرائها من أمريكا وتنفيذها وعرضها للجمهور".
ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة سيف عبدالفتاح: "المسألة لا تتعلق بخلط الأوراق في الصحافة المصرية.. شيطنة حماس جزء من شيطنة الإخوان التي تعبر عن سياسات فاجرة وتاجرة، فحماس رمز مقاومة الأمة العربية والإسلامية ومعها الفصائل الأخرى، وكأن هذه الشعوب انتدبتهم لذلك".
وأضاف عبدالفتاح: "الإعلام يقوم بأخطر ما يكون بتمرير المنظومة الانقلابية، في محاولة لتغطية ما يحدث وتبرير الحصار الذي تقوم به على قطاع غزة، وتشكل مادة الإعلاميين المأجورين لسلطة الاستبداد الداخلية، أو لحساب دول إقليمية"، واصفا ما يكتب في بعض الصحف المصرية بالإعلام المأجور الذي يعرف كيف يعمل، ولحساب من يعمل.