نشرت شبكة فايس الدولية فيلم وثائقي يظهر فيه كيف تسير الحياة داخل المناطق التي تسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية داعش في العراق وسوريا وكان الفيلم بعنوان "الدولة الإسلامية الخلافة" للصحفي والمخرج الوثائقي البريطاني الفلسطيني مدين ديرية ومكون من خمس حلقات ونشر منه حتى الآن جزئين فقط.
وتمكن ديرية دخول أراضي "الدولة الاسلامية" في خطوة نادرة غير مسبوقة زار خلالها معقل الدولة الاسلامية الرئيسي في الرقة ومناطق مختلفة داخل حدود الدولة حتى العراق.
وزار الصحفي والمخرج ديرية حدود مدينة القائم في العراق واطلع على عملية إزالة حدود سايكس وبيكو بين العراق وسوريا حيث قابل السكان الذين يعبرون الحدود بدون جوزات ووثائق ودون اعتراض من أحد إذ دمرت نقاط العبور وخلت من العساكر والقوات الأمنية والوجود العسكري تماما.
وكشف الفيلم عن أسلوب وطريقة إدارة مفاصل الدولة وزار المحاكم والسجون والمؤسسات العامة والمراكز الإدارية والثقافية والأسواق والمساجد والكنائس وخطوط القتال المتقدمة مع القوات النظامية.
وخلال الزيارة نفذت القوات المقاتلة التابعة لجيش "الخلافة" عرضا عسكريا كبيرا في شوارع الرقة وسط تحليق للطيران السوري الذي واجهته الدولة بنيران المضادات الأرضية ودفعته للفرار.
وأظهرت القوات خلال عرضها لغنائمها من القوات العراقية والنظام السوري، وشمل على دبابات ومدافع ثقيلة وعربات همر وصاروخ سكود.
وكشف التقرير الذي كتبه مدين ديرية حول زيارته لدولة داعش أنه يتوافد المواطنون يوميا على المساجد لمبايعة أبو بكر البغدادي ولوحظ مجموعات كبيرة من الأطفال والشباب بايعوا البغدادي في الوقت الذي يصل أراضي الدولة الاسلامية مئات العائلات والأفراد من مختلف دول العالم يوميا.
وأوضح التقرير أنه تدار شؤون الدولة وأمور المواطنين بشكل دقيق وتوزع المهام على لجان مؤسساتية اختيرت بمهنية شملت على كفاءات وكوادر فاعلة مدربة ومنظمة من جنسيات مختلفة شكلت إدارة الدولة ومقوماتها وعلاقاتها مع السكان.
ويخضع عناصر الدولة الإسلامية لمعسكر دعوي وشرعي لمدة 20 يوما ومعسكر عسكري تدريبي لمدة شهر يتدرب أفراد الدولة على الأعمال القتالية.
وكشف التقرير أنه يلتزم السكان بالقوانين وترفع جميع القضايا العدلية والقضائية إلى المحكمة الإسلامية التي تقوم بالفصل وإصدار الأحكام، كما أقامت ديوان المظالم الذي يقوم بالنظر بالشكاوى المرفوعة من المواطنين ضد عناصر الدولة الاسلامية في حين أنشأت ديوان أهل الذمة الذي يقوم برعاية شؤون المسحيين القانونية والقضائية والعدلية.
وأوضح التقرير أن الدولة الإسلامية فرضت الجزية على المسيحيين ولم يتم تحصيل الجزية إلى الآن إذ أقام المسيحيون دعوى قضائية ضد الدولة الاسلامية عبر المحكمة الاسلامية لاسترداد الكنائس التي حولت إلى مراكز اسلامية في الرقة ولم يصدر قرار من المحكمة إلى الآن.
وأصدرت قوانين صارمة بمنع بيع السجائر والتدخين والمشروبات المسكرة والأغاني والموسيقى وفرضت النقاب على النساء حيث تقوم الحسبة بدوريات يومية في الأسواق العامة لنصح الناس ولمنع انتهاك هذه القوانين.
وطبقت نظام الزكاة حيث تقوم لجان في الدولة بتحصيل الزكاة من الأغنياء وإعطاء الفقراء مخصصات مالية.
كما قامت الدولة بدعم المطاحن وتامين الخبز للمواطنين بأسعار رمزية بينما تقوم من حين لآخر بتوزيع البترول مجانا على السكان
ويذكر الفيلم أن عمليات الاعدامات والصلب داخل المدن لا تتم إلا تنفيذا لقرار من المحكمة الإسلامية ويشرف على عمليات الإعدام قضاة ولجان عدلية اختصاصية وتصدر بحق من ارتكب مخالفات كبيرة مثل القتل والاغتصاب.