"قنصٌ.. قتلٌ بالرصاص الحي..غازٌ خانقٌ ومسيلٌ للدموع.. طائراتٌ تقصف.. شهداءٌ كثُر.. جرحى.. معتقلين بالآلاف"، ذلك كله كان حصيلة العسكر من مجزرة رابعة العدوية، ولكن يبدو أنهم لم يكتفوا بكل هذه الجرائم، فامتدت يدهم لتحرق المستشفى الميداني، في مشهدٍ قاسٍ يشبه وحشية الاحتلال الصهيوني، وكأن "رابعة" باتت جزءً أشبه بـ"غزة"، التي يقصفها الاحتلال، ولكن "رابعة" قصفت بأيدي مصرية.
ورغم أن كافة المواثيق الدولية تجرم قصف الأطباء أو المسعفين أو المستشفيات وقت الحروب أو الأحداث الحرجة، إلا أن سلطات الانقلاب المصرية ضربت بكل مواثيق حقوق الإنسان عرض الحائط، واقتحمت المسشفى الميداني، وأطلقت الرصاص على عدد من المصابين قبيل حرقها بالكامل.
وبحسب شهادة الطبيب "عمر الفاروق"، منسق المستشفى الميداني وقت المحرقة قال حينها، إنه "تم حرق المستشفى بالكامل من قبل قوات الأمن بما فيها من جثث، بعد إعطاء مهلة لإخراج الجرحى واعتقال من رفض الخروج"
ومن جانبه، قال "إبراهيم يماني"، أحد أطباء المستشفى الميداني بـ"رابعة"، إن قوات الأمن "اقتحمت تحت وابل من الرصاص الحي المستشفى الميداني في القاعة الرئيسية والاحتياطية وقاعة الشهداء" وأضاف للأناضول: "أثناء مغادرتي للميدان، رأيت بعيني استهداف حالتين من المصابين من قبل قوات الأمن التي فتحت عليهم نيران أسلحتها وقتلتهما بدمٍ بارد."
هذا ورى أحد الأطباء المتطوعين فى المستشفى الميداني بميدان "رابعة العدوية"، وطبيب لجراحة المخ والأعصاب، شهادته حول الاعتداء على المستشفى الميداني، مشيرًا إلى أنه عقب ارتقاء أعداد كبيرة من الشهداء وامتلاء المستشفى، فجأة اهتزت جدران المستشفى بقنبلة لا يعرف نوعها، ووجدوا قنابل الغاز داخل مدخل المستشفى، وحينها أيقنوا بالهلاك على حد تعبيره.
ويضيف في شهادته: "قذفت حقيبتي لمن هم خارج المستشفى وأخبرتهم: إذا لم آت لآخذها فاتصلوا بأهلي، حيث كان لدي تخوف من مسح الصور إذا ما تم القبض عليهم".
وأكمل: "وجدنا ضابطًا من القوات الخاصة داخل المستشفى يصرخ فينا بالخروج فأخبرناه كيف وهؤلاء جرحى سيموتون إذا تركناهم؟ فرد بمنتهى الصرامة والقسوة: "يا تخرجوا يا ترقدوا جنبهم"، حتى إن أحد الجرحى كان مصابًا بكسر فقط، من جراء طلق ناري، فحاول أحد الأطباء سحبه معه فهدده الضابط بأن يكسره بجواره".
واستطرد قائلاً: "إلى أن شاهدت منظرًا مفزعًا، كل شىء يحرق والمستشفى الميدانى والمركز الإعلامى!، كأنه منظر القاهرة 50 وهى تحرق".
في السياق ذاته، يذكر أن مدير المستشفى الميداني، الدكتور "يحيى مكية"، خرج في حديث على قناة "الجزيرة" ليوضح أن قوات من الجيش والشرطة طوقت بالأسلاك المستشفى الميداني وأطلقت القنابل والرصاص المدمع، ثم اقتحمته وأخرجت منه الطواقم الطبية والجرحى، وتحفظت على جثث القتلى.
وحذر "مكية"، حينها من إبادة جماعية وحرق الجثث وأخذها إلى المستشفى في محاولة "لإخفاء الجريمة".
رابط فيديو لطبيب المستشفى الميداني في حالة إنهيار من المذبحة خلال أول 3 ساعات:
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=G3tqp7Ga4D8
رابط لحريق مسجد رابعة والمستشى الميداني:
https://www.youtube.com/watch?v=WrvjaJt0ONE
وهذه مجموعة من الصور تظهر حريق المستشفى الميداني: