شهدت الذكرى الأولى لفض اعتصام ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى، يوم أمس الخميس، تظاهرات لرافضي الانقلاب العسكري، في القاهرة و94 مدينة أخرى.
وشهدت تلك المسيرات سقوط 7 شهداء بحسب مصادر في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، وقتيل شرطي بحسب وزارة داخلية الانقلاب، فيما قالت مصادر بوزارة الصحة إنها تلقت بلاغات عن سقوط 4 قتلى بينهم شرطي حتى الساعة 11 من مساء الخميس.
كما شهدت البلاد 60 حالة لقطع أو تعطيل لطرق رئيسية وفرعية قام بها ثوار غاضبون، وذلك لمدة دقائق قبل أن ينصرفوا.
ووفق إحصائية قامت بها الأناضول، نظم رافضو الانقلاب فاعليات بمدينة القاهرة، وفي 9 مدن بمحافظات الجيزة ، وفي 3 مدن بمحافظة الإسكندرية.
كما خرجت مظاهرات في 6 مدن بمحافظة المنيا ، و3 مدن بمحافظة الفيوم ، و5 مدن بمحافظة بني سويف، و4 مدن بمحافظة أسيوط، ومدينتين بمحافظة الأقصر، ومدينتين بمحافظة قنا، ومدينة أسوان، ومدينتين بمحافظة سوهاج.
وفي منطقة دلتا النيل، شمالي مصر، خرجت مسيرات في 3 مدن بمحافظة القليوبية، 12 مدينة بمحافظة الشرقية، و8 مدن بمحافظة البحيرة، و3 مدن بمحافظة دمياط، 4 مدن بمحافظة الغربية، و8 مدن بمحافظة الدقهلية، 5 مدن بمحافظة المنوفية، و5 مدن بمحافظة كفر الشيخ.
وهو ما تكرر في محافظات قناة السويس ، حيث خرجت مسيرات في 4 مدن بمحافظة السويس، و3 مدن بمحافظة الإسماعيلية، ومدينة واحدة بمحافظة بورسعيد، ومدينة واحدة بمحافظة شمال سيناء.
في الوقت الذي لم تشهد محافظات جنوب سيناء والوادي الجديد ومرسى مطروح والبحر الأحمر ، أي فاعليات.
وعلى صعيد آخر، شهدت مدن مصرية، أمس، قيام عدد من الثوار بقطع طرق لعدة دقائق، فقد قطع الثوار أكثر من 60 طريق رئيسي وفرعي بصورة مؤقتة في أنحاء البلاد، حيث شهدت القاهرة والجيزة قطع 9 طرق رئيسية، بينما شهدت الإسكندرية قطع 3 طرق، والمنيا 3 طرق، والفيوم 3 طرق، وبني سويف 6 طرق، كما شهدت مدينة أسيوط قطع طريقان، وسوهاج طريق واحد.
وفي دلتا النيل، تم قطع 3 طرق بالقليوبية، و8 طرق بالشرقية، و3 طرق بالبحيرة، و4 طرق بدمياط، و4 طرق بالمنوفية، و4 طرق بكفر الشيخ.
وهو ما تكرر في محافظات قناة السويس، حيث تم قطع طريقان بالسويس، و3 طرق بالإسماعيلية، وطريقان ببورسعيد.
إلا أن خالد سعيد، المتحدث باسم التحالف الداعم لمرسي، قال في تصريح لـ"الأناضول"، أمس: "منهجنا سلمي ونرفض العنف بشتى طرقه، ونضع نصب أعيننا عبارة سلميتنا أقوى من الرصاص، التي قالها محمد بديع مرشد جماعة الإخوان من أعلى منصة رابعة العدوية" يوم 5 يوليو 2013 إبان الاعتصام.
وتابع: "لم ندعُ إلى حرق أو تخريب منشآت، كما لم ندعُ لقطع طرق، وإنما طالبنا الثوار بسلمية مبدعة ترهق الداخلية دون أن تنجر إلى أي من أنواع العنف".
سعيد، وهو قيادي بارز بالجبهة السلفية، والعضو في التحالف الرافض للانقلاب، قال إن "الرصاص لا يحسم المعركة دائما، وما جرى في البلاد اليوم، هو رد فعل شعبي غاضب على من سرق الثورة، ويخرج الآن في وسائل الإعلام يصف الثوار الحقيقيين لثورة 25 يناير 2011 بالمتآمرين".
وأضاف: "الدولة التي تحارب شعبها وتقتل رجالها وتغتصب نسائها ولم تقتص لضحاياها هي السبب في انتشار هذا الغضب الشعبي".
وقالت عدة مصادر بالتحالف الخميس، إن 7 من رافضي الانقلاب، بينهم فتاة، سقطوا خلال فض قوات الأمن لمسيرات بالقاهرة في مناطق المطرية ، والمعادي ، والمهندسين بمدينة الجيزة.
والقتلى السبعة هم: إسلام جمال محمد (منطقة المعادي / جنوبي القاهرة)، وإيمان أحمد وأحمد شحات لبيب وعمر رمضان (منطقة المطرية/ شرقي القاهرة)، بالإضافة إلى خيري الشوادفي وآخر لم يتم التعرف على هويته بعد (منطقة المهندسين / غرب القاهرة)، وأحمد محمد عبد الوهاب (الحي الخامس بمدينة 6 أكتوبر/ جنوب غرب القاهرة).
في الوقت الذي قال خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة في وزارة الصحة، إن "مظاهرات الذكرى الأولى لفض اعتصامي رابعة والنهضة أسفرت عن مقتل 4، بينهم شرطي، و17 مصابا في مختلف محافظات البلاد".
وفي تصريحات خاصة للأناضول أضاف الخطيب، أن الـ "17 مصابا، بينهم 12 بالقاهرة أحدهم شرطي، و2 بدمياط و2 بالفيوم و1 بالاسماعيلية"، مشيرا إلى أن الإصابات تنوعت بين طلقات خرطوش وأخرى نارية وإصابات مختلفة.
ولم يوضح المسئول بوزارة الصحة المحافظات التي سقط فيها القتلى الأربعة، ولا ظروف مقتلهم.
وكانت وزارة داخلية الانقلاب قالت إن "أحد أفراد الشرطة قتل وأصيب آخر، في مواجهات مع عناصر من جماعة الإخوان "الإرهابية"، في الوقت الذي تمكنت القوات الشرطية من ضبط 114 منهم بمحافظات القاهرة والجيزة وبني سويف والمنيا والقليوبية والدقهلية والشرقية والغربية ".
وأضافت أن "خبراء المفرقعات نجحوا فى التعامل وإبطال 23 عبوة محلية الصنع خلفها عناصر التنظيم عقب تفريق تجمعاتهم فى عدد من المناطق".
من جانبها، قالت حركة "طلاب ضد الانقلاب"، اليوم الجمعة، إنها "نظمت أكثر من 100 فعالية في ربوع القطر المصري"، مشيرة إلى أنهم "على درب الشهداء سائرين ولحقوقهم غير متنازلين، وعن قضيتنا غير مفرطين أو مقصرين".
وشددت الحركة على أنه "لا تنازل عن قضيتنا ولن يهدئ لنا بال حتى نسترد الحرية التي نقاوم من أجلها"، مشيرة إلى أن فاعلياتهم "مستمرة في انتفاضة طلابية متجددة تستمر للأيام القادمة".
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نشرت، الثلاثاء الماضي، تقريرا عما وصفته بـ"القتل الجماعي في مصر خلال شهري يوليو، وأغسطس عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك في فضها اعتصام رابعة العدوية.
ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف المسؤولين عن "مذبحة رابعة"، واتهمت السلطات الانقلابية بأنها لم تجر أي تحقيق في هذا الإطار، فيما اعتبرت حكومة الانقلاب أن التقرير "مسيس ويهدف لإسقاط الدولة".