يحيي السوريون الذكرى السنوية الأولى لمجرزة الكيماوي في الغوطة الشرقية التي راح ضحيتها 1450 شخصا في العام الماضي، وذلك بتنظيم مظاهرات وتوزيع منشورات عن المجزرة ، فيظل يوم 21 من أغسطس 2013 محفورا في ذاكرة السوريين وخاصة أهالي الغوطة الذين استيقظوا في هذا اليوم على مجزرة غير مسبوقة في تاريخهم، وهي مجزرة الكيمياوي التي راح ضحيتها مئات السوريين نتيجة تسممهم بغاز السارين.
وقال ناشطون سوريون إن قوات النظام السوري أطلقت في منتصف ليل 21 أغسطس 2013، صواريخ محملة بمواد كيماوية قاتلة على الغوطتين الشرقية والغربية، ومناطق ريف دمشق، ذهب ضحيتها نحو 1450 قتيلا، خنقا، معظمهم كانوا من الأطفال والنساء، مضيفين أن الصواريخ سقطت في عدد من مدن الغوطتين كان أبرزها زملكا وعين ترما وكفر بطنا وعربين بالغوطة الشرقية ومدينة المعضمية بالغوطة الغربية.
حملة للتذكير
وأطلق ناشطون حملة إعلامية لتذكير العالم بـ"مجزرة الكيماوي" بمناسبة مرور عام عليها.
واعتبروا في بيان الحملة، الذي نشر على صفحة الحملة الرسمية، على "فيسبوك"، أنها "وصمة عار على جبين الإنسانية".
وقال بيان الحملة أن مجزرة الكيماوي مرت من دون عقاب المجرم الذي أوغل في دماء السوريين… حتى بات عدد الشهداء يفوق ربع مليون إنسان".
وقال المشرفون على الحملة إن "هذه الحملة لا تتبع أية جهة ثوريّة أو إعلاميّة أو سياسيّة، وإنما هي نتاج تعاون بين عدد كبير من الناشطين السوريّين (في الداخل والخارج) الذين تخلّوا عن الانتماءات الضيّقة وعملوا تحت سقف الثورة فقط". ودعا القيّمون عليها أصحاب الحملات الأُخرى إلى استخدام وسم (هاشتاج) #استنشاق_الموت أو #BreathingDeath. وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور المجزرة تذكيراً بها.
وشرحت الناطقة باسم الحملة سعاد خبية للجزيرة سبب إطلاق الحملة قائلة "السبب الأساسي لإطلاق الحملة هو أن ما حدث جريمة كبرى ضد الإنسانية يجب ألا تنساها البشرية في خضم المقتلة التي نعيشها، ولنعيد التذكير مرارا وتكرارا أن المجرم الذي ارتكب تلك الجريمة لا يزال طليقا وقد نجا بفعلته بمساعدة وغطاء دوليين"، "نريد التأكيد على أن الرئيس بشار الأسد هو المسؤول عن مجزرة الكيميائي، ومع ذلك لم يحاسب على جرائمه كلها، والكيميائي بشكل خاص، ونحن نعتبر أن هذا الإفلات من العقاب على مجزرة تمثل مأساة القرن الـ21 بمثابة رخصة لمتابعة القتل".
أداة الجريمة
بدروه قال سمير النشار، عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري واشنطن والمجتمع الدولي تتعامل على أساس الحصول على أداة الجريمة، بينما تركت القاتل طليقا، لافتا إلى أن ذلك «لم يردع القاتل من ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية، بينها تكرار استخدام السلاح الكيماوي، وممارسات أخرى تؤدي إلى تهجير السوريين في إشارة إلى بشار
و شكك عبد الكريم ريحاوي، رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان بأن النظام السوري سلم كل مخزونه من الأسلحة الكيماوي. وقال إن هناك معلومات عدة تشير إلى أن النظام عمد إلى إخفاء كمية كبيرة منها في بعض المناطق السورية وأرسل جزءا منها إلى «حزب الله» في لبنان، معتبرا أن التحقق من هذا الأمر من مسؤولية المجتمع الدولي».
مشاهد تعجز عن الوصف
وأضاف ماجد أبو علي مسؤول العلاقات العامة بالمكتب الطبي في الغوطة بسوريا إن تلك الليلة ليست محسوبة من عمره وإن الكلمات تعجر عن وصفها، ميضيفاً "إن كلمات مثل الرعب والخوف والهلع ليست كافية لوصف تلك الليلة، فكل ضحية وكل مصاب وكل مسعف وكل طبيب عاش هذه اللحظات يمثل قصة إنسانية منفردة".
وتابع أبو علي "كنت دائما أتوقع الهجوم الكيميائي، فقد استهدفت الغوطة وعدة مناطق أخرى بسلاح الكيميائي قبيل مجزرة الغوطة، لكن ما لم أتوقعه هو أن يحصل الهجوم بتلك الكثافة والقسوة وأن يخلف هذا العدد الكبير من القتلى فكان
العشرات من الأطفال والنساء يلفظن أنفاسهم بين أيدينا ونحن عاجزون عن فعل أي شيء".
أما الناشط الإعلامي محمد أبو عدي (الناجي من المجزرة) روى ذكرياته قائلا "رأيت الموت بعيني ولم أكن أدرك أنني سأعيش للآن".
ويتابع أبو عدي "كانت مئات الحالات برفقتي في المشفى، وكانت حالاتهم تشبه حالتي، وقد رأيت كثيرا منهم يفارقون الحياة أمامي بعد دقائق، وتوقعت أن أساق لنفس المصير، لكن الله قدّر أن أبقى على قيد الحياة".