قالت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن أجهزة الأمن الفلسطينية في رام الله اعتقلت وسلمت عددًا من عائلات ناشطين وكوادر من الحركة استدعاءات وبلاغات لمقابلة الأمن الفلسطيني في الأيام المقبلة في أعقاب إنتهاء مهرجانات جماهيرية لحركة حماس في البيرة قرب رام الله وطولكرم، احتفالًا بانتصار المقاومة الفلسطينية بغزة، وسط اتهامات من حركة (فتح) بارتكاب "تجاوزات" بحق كوادرها في غزة إبان العدوان الصهيوني.
ونقلت "الجزيرة" عن مصادر في أجهزة الأمن الفلسطينية أنها صادرت معدات ومكبرات الصوت بعد الانتهاء من المهرجان لمخالفة منظميه قانون تنظيم الفعالية وخروج بعض أنصار الحركة عن هدف المهرجان الأساسي من خلال تواجد مقنعين في المكان مما أسفر عن اعتقال أحدهم ومصادرة رايات ولافتات للحركة كانت بحوزته.
وقال اللواء عدنان الضميري إن أجهزة الأمن الفلسطينية سهلت جميع المهام لإنجاح المهرجان إلا أن بعض المشاركين حاولوا الخروج عن هدفه، مؤكدًا أنه وإن جرى احتجاز أي شخص أو اعتقاله يكون على خلفية مخالفته القانونية في الموقع، وأن هذا الأمر لا يرقى لما جرى في غزة خلال الحرب عليها من فرض إقامة جبرية وإطلاق نار وضرب عدد من كوادر حركة فتح من قبل حركة حماس في غزة.
وقال المتحدث باسم حماس سائد أبو البهاء أن عناصر من جهاز الأمن الوقائي داهموا مهرجانًا نظمته حماس بترخيص من السلطة الفلسطينية واعتقلوا خمسة على الأقل.
وأكد أبو البهاء أن" الأجهزة الأمنية اقتحمت المهرجان وصادرت أنظمة الصوت والرايات وأدوات الكشافة، بينما لاحقت بعض العناصر بعد انتهاء المهرجان".
لكن القيادي في حماس شدد على القول إن "مداهمة مهرجانات حماس تصرفات فردية غير مسؤولة، مؤكدًا ضرورة التمسك بالخطاب الوحدوي ونبذ هذه التصرفات"، رغم تسلمه بلاغًا بمراجعة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لاحقًا.
في المقابل، قالت اللجنة المركزية لحركة فتح -في بيان نشرته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)- إن حماس اعتدت على كوادر وأعضاء حركة فتح وفرضت الإقامة الجبرية على أكثر من ثلاثمائة في منازلهم، "بالرغم من إدراك حماس مدى خطورة ذلك على حياتهم وحياة أسرهم في ظل العدوان والقصف الإسرائيلي".
ونقلت "الجزيرة نت" أن اللجنة أعربت "عن استنكارها الشديد لإصرار حماس على بقاء المعتقلين السياسيين من كوادر ومناضلي حركة فتح في سجونها بالرغم من إخلاء هذه السجون التي تعتبر هدفا مباشرا للقصف الإسرائيلي".
وأكدت اللجنة المركزية "أهمية أن تقوم حكومة الوفاق الوطني بدورها، وأن يسمح لها ببسط ولايتها على كل المناطق الفلسطينية".
من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن الفلسطينيين واجهوا العدوان بالصمود ومزيد من الوحدة التي تمثلت في الوفد الفلسطيني الموحد بالقاهرة ومن خلال ورقة المطالب الموحدة والممثلة لكل فصائل المقاومة.
وكانت الحركتان قد اتفقتا أواخر أبريل الماضي على المصالحة وطي صفحة الانقسام وتشكيل حكومة الوفاق الفلسطيني أوائل يونيو، ومن ثم توحدت الفصائل في وفد فلسطيني واحد بالقاهرة أثناء مفاوضات التهدئة الأخير مع الاحتلال.