شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الباعة الجائلون: هي دي أخرتها يا سيسي بيه؟!

الباعة الجائلون: هي دي أخرتها يا سيسي بيه؟!
مع بزوغ أول بوادر انقلاب الثالث من يوليو، كان الباعة الجائلون يقفون جنبًا إلى جنب مع قوات أمن الانقلاب؛ ليصبح لهم نصيب...

مع بزوغ أول بوادر انقلاب الثالث من يوليو، كان الباعة الجائلون يقفون جنبًا إلى جنب مع قوات أمن الانقلاب؛ ليصبح لهم نصيب الأسد في الاعتداء على تظاهرات رافضي الانقلاب في شتى محافظات مصر، مستخدمين الخرطوش والأسلحة البيضاء، وأحيانًا الأسلحة النارية، تحت غطاء "المواطنين الشرفاء"، وهو ما اعتادت سلطات الانقلاب وإعلامها أن تسميهيم به.

 

الباعة الجائلون ضد الثوار

بدأت أبرز أدوار "الباعة الجائلين" في موقعة " الجمل"، حيث جمعت الداخلية، وفلول النظام السابق، عشرات من الباعة الجائلبن، أغلبهم من العاملين في قطاع السياحة بنزلة السمان، لينقضوا على ميدان التحرير في الثاني من فبراير، ممتطين الجمال والخيول، وازدهرت عملياتهم، فترة المجلس العسكري، في مساندة قوات الداخلية في فض مظاهرات الثوار، وأشهرها كان في احداث شارع محمد محمود، نوفمبر 2011.

 

اما في عهد العسكر الجديد، فكانت أحداث "مسجد الفتح"، في رمسيس، التى راح فيها العشرات من القتلى والمصابين من المتظاهرين، هي أبزر وأكبر دور للباعة الجائلين في الاعتداء على رافضي الانقلاب، حيث تولى الباعة الجائلون في هذا الميدان الدور الأكبر في معاونة قوات الأمن، وما هي إلا شهور حتى قدموا أكبر خدماتهم لقائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية المزعومة، حين تحولوا لدعاية مجانية في وسط القاهرة.

 

الانقلاب يتخلص من أعوانه

ولكن اليوم رأت سلطات الانقلاب العسكري، أنه لا بد من تطهير مصر من الباعة الجائلين، ونقلهم جبرًا إلى أماكن آخرى، ما تسبب في سخط وغضب بين هؤلاء الباعة، حتى هدد بعضهم، الحكومة، بالانضمام إلى مظاهرات الإخوان لإسقاط النظام.

 

وبرغم أن محافظ القاهرة، جلال السعيد، قد صرح بأن الحكومة لا يمكنها نقل هؤلاء الباعة دون توفير بديلٍ لهم، لأنهم كانوا، ولازلوا، سندًا للشرطة في مواجهة الإخوان المسلمين، يشاركون في فض تظاهراتهم، إلا أنه في تصريحٍ أخيرٍ له، أكد أن قوات الأمن ستطهر ميدان "رمسيس"، والمناطق المحيطة به، من الباعة الجائلين في غضون أيام قليلة.

 

النقابة تتاجر بـ"وطنينها"

من جانبها ناشدت نقابة الباعة الجائلين المستقلة، عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، بالتدخل لوقف الحملة الإعلامية، التي تقوم بها بعض القنوات الفضائية ضد الباعة الجائلين، ردًا على رفض الباعة نقلهم إلى منطقة الترجمان.

 

ووصفت النقابة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الحملة الإعلامية ضدهم بالكذب، مؤكدين مواقفهم الوطنية ضد جماعة الإخوان في أحداث عدة.

 

وعنها، أعلنت النقابة، على لسان الأمين العام، عبد الرحمن محمد، أنها سوف تقاضي وسائل الإعلام؛ التي تشكك في وطنية الباعة الجائلين.

 

5 مليون بائع يلوحون بـ"الحرب"

يقدر عدد الباعة الجائلين، وفقًا لبعض التقديرات، 5 مليون بائعٍ، على الأقل، وأغلبهم يتحملون عبء إعالة عائلاتهم، ويعمل جزء كبير من النساء كبائعاتٍ لمواد الغذائية، وبائعاتٍ للشاي.

 

واستقبل هذا الكم من الباعة قرار نقلهم بالرفض، معلنين الحرب من أجل لقمة عيشهم، مرددين هتافاتٍ مناهضة لـ"عبد الفتاح السيسي"، ورئيس وزراءه، "إبراهيم محلب"؛ بعد أن أحسوا بالغدر من قبل حكومة الانقلاب، بعد أن كانوا من أشد المقاومين لمسيرات مؤيدي "مرسي" خلال العام الماضي.

 

هي دي أخرتها يا سيسي

فيما علق "مصطفى عادل"، أحد البائعة بمنطقة رمسيس بوسط القاهرة، في تصريحاتٍ لشبكة "رصد" :"هاكل منين أنا وعيالي.. طول عمرنا بنأييد السيسي، وبنضرب في الإخوان"، موجهًا تساؤلاً للسيسي: "هل ده جزائنا يا سيسي بيه؟".

 

وتقول "أم هاجر"، بائعة شاي في موقف عبد المنعم رياض بوسط القاهرة: "يعني دلوقتي لما يلموني من الشارع، آكل منين.. أنا عندي بنات في المدرسة، واحنا أما كنا أيام مرسي مكنش فيه ولو حتى عسكري يتكلم معانا"، مضيفةً: "وجايين دلوقتي بعد ما طيرنا الإخوان من وسط البلد وسقفنا للسيسي في الشارع يطردونا ويبهدلونا".

 

محاولاتٌ بائسة

وفي محاولةٍ منه لاحتواء الباهة الجائلين، التقى رئيس وزراء الاحتلال، "إبراهيم محلب"،  الثلاثاء الماضي، بعض الباعة الجائلين، بحضور محافظ القاهرة؛ بغية مناقشة مطالبهم، لكن الاجتماع لم يسفر عن شيءٍ جديد، فبرغم قيان الحكومة بتخصيص أماكن جديدة للباعة في منطقة الترجمان برمسيس، إلا أنها لم ترضي الباعة، مبررين رفضهم بأنها بعيدة عن الموظفين والمارة، ما يعود بالخسارة الفادحة عليهم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023