شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“داعش”.. شعلةٌ لحربٍ جديدة

“داعش”.. شعلةٌ لحربٍ جديدة
أثار خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، صخبًا كبيرًا وسط العالم، حين لفت في خطابه أنّ فريقه يدرس "جميع...

أثار خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، صخبًا كبيرًا وسط العالم، حين لفت في خطابه أنّ فريقه يدرس "جميع الخيارات"، ومنها التدخل العسكري، كما أفاد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، أمس الخميس، بأن الولايات المتحدة ستبدأ بنشر قسم من طائراتها العسكرية في "أربيل"، في كردستان العراق، تمهيدًا لشن ضرباتٍ جويةٍ تكون أكثر هجومية، على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، الأميرال جون كيري، إن البنتاغون يريد تقديم دعم جوي أكثر هجومية إلى قوات الأمن العراقية. وجاء هذا الإعلان من وزارة الدفاع الأميركية، بعد ساعاتٍ على خطاب للرئيس الأميركي، باراك أوباما، اعتزم فيه القضاء على "داعش" في العراق وسوريا.

 

تضامن عربي

وفى هذا السياق أعلنت 10 دول عربية موافقتها على حملةٍ عسكريةٍ منسقة، بالتعاون مع الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة "داعش"، وذلك في البيان الختامي بجدة.

 

وأوضح البيان أن وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي الـ6، ومصر والأردن، ولبنان، والعراق، إضافةً إلى الولايات المتحدة، قد اتفقوا على المشاركة في القيام بدورٍ في الحرب الشاملة ضد "داعش"، بما في ذلك وقف تدفق المقاتلين الأجانب عبر دول الجوار، ومكافحة تمويل التنظيم.

 

وأضاف البيان الذي نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية، إن وزراء خارجية هذه الدول، اعتزموا الانضمام، إذا اقتضت الحاجة، إلى جوانب عديدة من الحملة العسكرية ضد "داعش"، دون أن يوضح طبيعة هذه الجوانب.

 

ردود أفعال إعلامية

وفى رد فعلٍ إعلامي، ترى صحيفة "ذا غارديان" أن "أوباما"، الذي يعقد الكثير من الأمل في استراتيجيته على الجيش العراقي، والمعارضة السورية المعتدلة، بعد مدّهم بالعتاد والتدريب، إنما يراهن على أطراف ضعيفة أو غير موجودة، مشيرةً إلى أن الجيش العراقي ضعيف، إذ أنه لم يقدر على مواجهة "داعش" في الكثير من مواقع القتال، إلا بمساعدة الغارات الجوية الأميركية.

 

أما من يسميهم "أوباما" بالمعارضة المعتدلة في سوريا، فلا نفوذ ولا سيطرة لهم على الأرض، على حد تعبير "باتريك كوكبيرن"، الذي قال في صحيفة "ذا اندبندنت" إن السيطرة على الأراضي السوريا هي من غير "داعش" لفصائل مثل "أحرار الشام"، "جبهة النصرة"، و"الجبهة الإسلامية"، وكلها لا تقل تطرفًا عن "داعش".

 

أما الفصائل العلمانية أو المعتدلة، ولا سيما "الجيش الحر"، فقد باتت أسماءً بلا نفوذٍ أو تأثير، وبالتالي لا يمكن التعويل عليها كثيرًا.

 

من جهته، يشير مراسل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "ديلي تلغراف"، ريتشارد سبنسر، إلى أن استراتيجية "أوباما" تعاني من تناقض أساسي في الجوهر، إذ أن مهمة القضاء على "داعش" لا تكتمل دون تدمير قواعد التنظيم في سوريا.

 

ويوضح "سبنسر" أن إنجاز هذا الجزء، الهام جدًا، من المهمة يطرح على "أوباما"، وتحالفه الدولي، تحدٍ يتمثل إما بالتوصل إلى تفاهم ما مع النظام السوري، وهذا سيكون له تبعات سياسية وأخلاقية لا يمكن للإدارة الأميركية تحملها أو تبريرها، وإما القيام بعمليات عسكرية داخل الأراضي والأجواء السورية من دون التنسيق مع السلطات السورية، وهذا يضع التحالف الدولي أمام انتهاك لقواعد السيادة، التي يقرها القانون الدولي، وفي ذلك مخاطرة لاندلاع مواجهة دبلوماسية مع دول مثل الصين وروسيا وحتى إيران.

 

وفي نفس السياق، ترى صحيفة "الديلي تليغراف"، أن الرئيس الأميركي تحدث عن عدم وجود استراتيجية لمواجهة المتشددين في سوريا، بينما كانت طائراته الحربية تقصف مواقع التنظيم في العراق، وسيدفع نحو تسليح المعارضة السورية المسلحة، التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" ونظام بشار الأسد.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن "أوباما" غيّر مواقفه من النقيض إلى النقيض، فقد رفض قصف سوريا؛ لأنها دولة ذات سيادة، ويسعى اليوم لتسليح المعارضة، وفي شهر يونيو، طلب من الكونغرس 500 مليون دولار؛ لتدريب وتسليح المعارضة، ثم استبعد أن تحقق هذه المعارضة أي نجاح عسكري.

 

أما صحيفة "فايننشال تايمز"، فتعتبر أن الجهود الأميركية تواجه حاجزًا من عدم الثقة في منطقة الشرق الأوسط؛ فمن جهةٍ ترى العديد من الحكومات العربية أن عدم تحرك الولايات المتحدة مبكرًا، هو الذي سمح بتقوية شوكة المتطرفين، ومن جهةٍ ثانية ترى دول في المنطقة أن أي استراتيجية ترتكز على الحكومة العراقية ستصب في مصلحة إيران، وستزيد من تهميش السنة، وإقصائهم من الحكم.

 

ومن جانبه، قال المحلل الصهيوني، تسفي برئيل، في مقالٍ له، الجمعة، في صحيفة "هآرتس"، إن تنظيم الدولة من شأنه أن يصنع الآن خريطة سياسية جديدة، قد تكون أهميتها تفوق حتى مجرد الصراع ضده.

 

وأوضح أن "تنظيم الدولة" الذي يتطلع إلى شطب خطوط الخريطة السياسية، التي أوجدتها حدود الدول القومية في الشرق الأوسط، من شأنه أن يحدث تغييرًا جديدًا في الخريطة السياسية للمنطقة.

 

وبيّن الكاتب الصهيوني أن "داعش" لها أثرها في تغيير السياسات، ما يظهر جليًا في تشكيل الحكومة العراقية التي أقرت في البرلمان، فهناك حالة من الترقب لأن تعمل الحكومة على دمج السنة في الهامش السياسي، وبالتالي تجندهم في الصراع ضد داعش، إلا أن ذلك لم يتحقق بعد.

 

وعلل ذلك بأنه يراد من قادة القبائل السنية تشكيل ميليشيات مسلحة في محافظة الأنبار، لخوض مواجهات مع "تنظيم الدولة"، إلا أنه على حد قول قائد محافظة الأنبار، ليس لدى هؤلاء المتطوعين سلاح مناسب لمواجهة الغزاة.

 

ووفق "برئيل"، يعتبر توريد السلاح مشكلة صغيرة، والأخطر والأهم منها هي مسألة الثقة التي ينبغي للقبائل السنية أن يعطوها للحكومة الجديدة، من أجل مجابهة التنظيم.

 

واختتم "برئيل" مقاله بأن الحرب على "داعش" لها أثرها في سياسة السعودية، حيث تثير مخاوفها من إشراك إيران في التحالف، وبذلك تفلت قيادة الخطوة ضد داعش من يدها، إلى جانب منح إيران بطاقة دخول شرف إلى الشرق الأوسط العربي، ما يثقل الموقف السعودي على الولايات المتحدة، التي ترى في إيران ليس فقط قوة حيوية في الحرب، بل أيضًا دولة تدعو إلى إقامة حكومة عراقية تقلل من شكاوى السنة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023