أحسنت السيدة الحرة شروق العقاد عندما انطلقت لوحدها رغم كل الخطوب في أماكن جديدة تعرض قضية وطن وزوج معتقل تعسفيا هو الحر جعفر الزعفراني وترفع لافتة الحرية لهما بطريقة مبتكرة ، وتسطر من جديد سطور مجد للمرأة المصرية المناضلة تنضم لنضال غير مسبوق لنساء مصر ضد الانقلاب العسكري المجرم ، لتكون الرسالة واضحة للجميع : بادر واكسر العادة تحقق للثورة الاستفادة لتهزم عصابة الارهاب والإبادة.
قد يعاتبها البعض وقد يخاف عليها البعض ولكنها سددت لكل ضمير ميت ضربة استفاقة ، وسجلت هدفا في مرمي الانقلاب اللانساني، وكانت صورتها لوحدها تخرس ملايين من فلاسفة الغبرة وتحيي القلوب اليائسة ، وتحرج القاعدين المنسحبين من معارك الهوية والكرامة والعزة والحرية تحت مبررات الخوف والقمع والإرهاب ، فالتحية واجبة من الثورة لهذه الأسرة المناضلة.
ولا غرو في ذلك ، فهم من نبع المناضل الدكتور ابراهيم الزعفراني ، الذي حضر مشاركا في اعتصام رابعة العدوية– رغم كل تحفظاته السابقة – ليناصر كلمة الحق في وجه الباطل ويدعم كلمة الشعب والديمقراطية في وجه الظلم والانقلاب ، ويضع الجميع أمام مسئولياته.
وقد كان التجاوب النسائي مع هذا المشهد الثوري المبدع كبيرا ومبشرا ، فبنات حواء انطلقن الي دعمه في اشارة لمستقبل مصر القادم المبني على وعي وثورة "نون النسوة" في مصر ، لتكن رسالة شروق العقاد وأخواتها المناضلات إلى الجميع – خاصة الرجال والشباب – :"تقدموا لاتيأسوا ، وكونوا ثورة تمشي علي الأرض" ورسالتنا الي الجميع – خاصة الشباب – :"كونوا كالبطلة شروق العقاد زوجة المعتقل البطل جعفر الزعفراني"، فلا نصر قادم – في رأينا – قبل أن تتحول القاعدة الصلبة للحراك الي ثورة تمشي على الارض ، وقبل أن تتحول الأسر المناضلة الي قواعد ارتكاز لمرحلة فاصلة من تاريخ الأمة ستبدأ باذن الله عندما يسقط الإنقلاب العسكري.
إن السجون تغلي غضبا من كم الظلم المتراكم فيها مع وجود 44 ألف معتقل من قيادات وشباب الثورة والمواطنيين المتسضعفين ، ولعل عمى البصيرة المسيطر على الانقلاب العسكري في ذلك ساهم في توحد الصف الثوري في معارك الأمعاء الخاوية والإضراب عن الطعام ، ولكنه أيضا أشعل غضب ملايين البيوت في مصر ، فهؤلاء المعتقلين أسر وأحباب وذوي قربى لن يصمتوا تجاه القتل البطيء الممنهج لرهائن الحرية في سجون الإنقلاب ، وقد كانت رسالة السيدة شروق واضحة لمن تبقى في جسده ذرة إنسانية.
إن متواليات الظلم والطغيان والارهاب بشير اسقاط القتلة والانقلاب وانصاف الشهداء والثوار ، وإن التحولات الايجابية المتتالية في المشهد الثوري تؤكد أن الثورة ماضية الى تسجيل نصرها ودحر الظلمة دحرا مبينا ، ولكن ما يشغلنا حقا هو أن نجد في مصر ملايين من المبدعين المقاومين كشروق العقاد وغيرها من النساء المناضلات والفتيات الصامدات ، فالأم مدرسة إن اعددتها بطريقة ثورية صحيحة فستهب مصر خلال سنوات أجيال مقاومة تقر الاستقلال والحرية والكرامة ولو كره الكارهون.
الحرية لجعفر الزغفراني ومحمد سلطان .. ولكل الرهائن
الحرية لأحمد سبيع وهاني صلاح الدين .. ولكل الزملاء الصحفيين المعتقلين
الحرية للجدعان .. الحرية لمصر