بعد أن كانت تعد أكبر حدائق الحيوان على مستوى الجمهورية، بعد حديقة الجيزة، ويقصدها الزوار من خارج المحافظة، حديقة الحيوان في الدقهلية لا تجد من يطل عليها، بعد أن تحولت لـ"خرابة"، لا يوجد بها سوى "بركة للإوز الصيني، والبجع، وقرود ونسانيس، وثعالب، وكباش".
ويعود تاريخ إنشاء الحديقة إلى الخمسينات، حيث وهب "آل توريل" مساحة ٣ أفدنة، لمحافظة الدقهلية، بغرض إنشاء حديقة عليها، حيث كانت مليئة بالعديد من أهم أنواع الحيوانات، وأندرها، كما تذكر ذلك "عفاف محمد"، ربة منزل، والتي تضيف أنها كانت تعتاد اصطحاب أطفالها الصغار، والذهاب للحديقة في الإجازات للعب، ومشاهدة النمور، والأسود، وغيرها من الحيوانات، موضحةً أن الحديقة الآن أصبحت "كهفًا مهجورًا".
وعند تجولك في الحديقة لا يقابلك إلا أقفاص خالية، يصفها "عمر المتولي"، أحد رواد الحديقة، والذي يقول أنه غادر مصر منذ ما يقرب من ٧ سنوات، وعند عودته في إجازة لمسقط رأسه بمدينة المنصورة، قرر زيارة الحديقة، التي كان محتفظًا بصورة جميلة عنها، لكنه صدم عند رؤيتها خالية من الحيوانات والزائرين، وأصبحت مأوى لطلاب الثانوي والمراهقين لفعل الرذيلة.
وأضاف: "لعبنا في هذه الحديقة صغارًا، وركبنا الفيل، ولعبنا مع الزرافة، وأطعمنا الجمل، وتصورنا مع القرود، لكن الآن أصبحت جرداء مهملة لا نجد فيها إلا القليل من الحيوانات".
وأما عن إهمال الحكومة، متمثلةً في محافظة الدقهلية، وإدارة حي غرب، يذكر أحد العاملين بالحديقة، أن حديقة الحيوان بالجيزة كانت أرسلت طلبًا إلى محافظ الدقهلية الأسبق، سمير سلام، تطلب منه تطوير حديقة الحيوان بالكامل، وتزويدها بكل الحيوانات، مقابل أن تصبح تابعة لها، وتكون تحت إشرافها بالكامل، إلا أن العرض قوبل بالرفض من قبل كلٍ من المحافظة والحي.
وأردف أن إحدى شركات المحمول أيضًا، أعلنت تخصيص ثلاثة ملايين جنيه لتطوير الحديقة، في مقابل وضع إعلانات خاصة بها داخل الحديقة، وقوبل الأمر بالرفض من قبل المحافظة.
كما أشار إلى أن الحديقة كانت تحتوي على ثلاثة نمور آسيوية، من السلالة النادرة، إلا أنه صدر قرار من المحافظ ببيعهم، مقابل مبلغٍ زهيدٍ لا يتعدى الـ85 ألف جنيه لأحد المستثمرين، رغم أن ثمن الواحد يتجاز الـ25 ألف دولار، وتم إرسال الشيك إلى المحافظة.