أكد عدد من السياسيون وكتاب الرأي أن اعترافات وكيل المخابرات السابق اللواء ثروت جودة بتقديم معلومات خاطئة للرئيس مرسي دليل براءة له، ووجوب خروجه من السجن، مشيرين إلى ذلك يعتبر خيانة عظمى من الجيش ضد الرئيس مرسي.
جاء ذلك بعد أن اعترف اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، قائلا" جهاز المخابرات لم يمد الدكتور محمد مرسى بأى معلومة صحيحة طوال فترة حكمه، مضيفاً أن المخابرات العامة المصرية لم تعط شيئاً حقيقياً لمرسى قولاً واحداً فاصلاً".
وقال وكيل المخابرات السابق في حوار مع صحيفة "الوطن" :" قلت للواء رأفت شحاتة رئيس المخابرات، وقت أن تولى مسئولية الجهاز أن يصلى ركعتين ويستغفر الله وينسى القَسَم الذى حلفه أمام مرسى عند توليه الجهاز، لأن هذا الحلفان مش بتاعنا"، مشيرا إلى أن جهاز المخابرات العامة لا علاقة له بما يحدث داخل البلد أو ما يحدث مع الإسلاميين أو غيرهم، الجهاز مسئوليته تتركز فى علاقة مصر بالخارج.
وفي هذا السياق قال الكاتب الصحفي سليم عزوز إن مثل هذه التصريحات تثير العجب والاندهاش لما وصلت إليه من ضحالة المستوى وسوء التعبير ومحاولة تقديم الرئيس محمد مرسي على أنه خيال مآته، فحينما يقول مسئول سابق بالمخابرات مثل هذا الكلام وأن أمريكا "تحايلت" عليهم كي يأخذوا الطائرات الأباتشي فقد عرفنا حقيقة من يقف وراء الإعلام الذي يتحدث عن تهديد مصر الانقلاب للاسطول السادس الامريكي وطرده.
وأضاف عزوز خلال لقائه على شاشة "الجزيرة مباشر مصر" إن هذا الكلام لو تعاملنا معه بجدية يكون هذا المسئول السابق بالمخابرات قد قدم دليل براءة للرئيس مرسي عما نسب إليه من اتهامات التخابر وتسريب مستندات أمن قومي لقطر، لافتاً إلى أن المسئول السابق أكد وكرر أن الرئيس محمد مرسي لم يحصل على أية مستندات صحيحة وأن التقارير كلها كانت مضللة والمعلومات كانت غير صحيحة وبالتالي نحن أمام رجل قدم دليل براءة للرئيس من تهم التخابر وتسريب مستندات إلى قطر.
وفي المقابل علق الإعلامي محمود سعد، على تصريحات خلال برنامجه على قناة النهار" قائلاً: "يا نهار أبيض.. الإخوان إياهم طلع عندهم حق".
وأضاف: "معنى كده أن مؤسسات الدولة لم تكن مع مرسي، ولما مرسي نجح كان فيه ناس كتير معاه، ونذكر يوم نجاحه كان ميدان التحرير عامل إزاي، إزاي لم نشتغل معاه".
وطالبت الدكتورة عايدة سيف الدولة، مؤسسة مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا التعذيب، بالإفراج الفوري عن الرئيس المعزول محمد مرسى، ومحاكمة اللواء ثروت جودة وكيل المخابرات السابق، ردًا على تصريحاته بأن المخابرات تآمرت على أول رئيس منتخب بعد الثورة، ولم تعطه معلومة واحدة صحيحة في فترة حكمه.
وأضافت "سيف الدولة" في تدوينة لها بموقع – فيس بوك: "لو صح هذا الكلام لوجب الإفراج فورا عن الدكتور محمد مرسي والتحقيق مع اللواء ثروت جودة، وكل من ورد اسمه في هذا الحوار بتهمة التآمر على رئيس الجمهورية".
الدكتور أحمد غانم، أستاذ العلوم السياسية،أكد أن تصريحات اللواء ثروت جودة، وكيل المخابرات السابق، تعتبر بمثابة دليل “دامغ” لحجم “المؤامرة التي حيكت للرئيس محمد مرسي”.
وقال “غانم” خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع “فيس بوك”، إن “هذا التصريح وحده يكفي كاعتراف بحجم المؤامرة الكبرى التي تعرض لها مرسي كرئيس مدني منتخب -بغض النظر عن اختلافك معه- والتي حتمًا سيتعرض لها أي رئيس مدني غير عسكري في المستقبل يأتي بإرادة حقيقية للشعب، ويؤكد أن مصر لا يراد لها رئيس مدني منتخب.
وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عادل سليمان إن هذا الكلام غريب للغاية وهذا الحديث للمسئول السابق في المخابرات لا يجب أن يمر ببساطة فهو كلام شديد الخطورة لأنه يحمل اتهاما للقوات المسلحة حيث اتهم المشير طنطاوي بتزوير الانتخابات وأهان القوات المسلحة حينما قال إنها أجبرت السيسي على التحرك ضد الرئيس "مرسي" مما يعنى أن الجيش ليس منضبطاً وأنه يخالف القواعد العسكرية وبالتالي فحديث هذا المسئول حمل اتهام وإهانة بحق القوات المسلحة المصرية.
وأضاف سليمان أن تصريحات المسئول السابق بالمخابرات حول تواطؤ المخابرات مع الرئيس "مرسي" وخداعه يعتبر أمر شديد الخطورة، مطالبا الفريق صدقي صبحي بعدم السكوت على الأمر لأن هذا كلام خطير عندما يصدر من مسئول مخابرات، فهذه نماذج مفاجأة، لأن جهاز المخابرات العامة محترفاً ومنظماً ويجيد العمل أما أن تخرج مثل هذه الأصوات في أحاديث منشورة بهذا الشكل، فلو صح كلامه فهذه جريمة لأن المخابرات تتبع رئيس الجمهورية بموجب القانون فحينما يتم خداع الرئيس فهي جريمة بلا شك وتستحق العقوبة-على حدقوله .
و قال الدكتور ثروت نافع، وكيل لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى السابق، إن الموضوع خطير وهذه بالفعل هي جريمة الخيانة العظمى بمعناها الحقيقي من قبل الدولة العميقة، فالتصريحات مضحكة ولا يمكن تصديقها وبها الكثير من العبث ويجب علينا التوحد لإنهاء حكم الفشل، مؤكداً أن تلك التصريحات تحمل تهديداً الشعب المصري.