أكد عدد من الخبراء الزراعيون أن سبب مايعانية الفلاح من مشاكل وهموم في الري والأسمدة وغيرها، يعود للسياسة الفاشلة التى تنتهجها الدولة منذ أيام المخلوع حسني مبارك، مؤكدين أن الفلاح يعيش أسوأ أيام حياته في ظل الانقلاب العسكري.
وأوضحوا أن الفلاح المصري يواجه أزمات كثيرة منذ عهد المخلوع، ولكنها تفاقمت في الشهور الأخيرة، وتتمثل في أزمة مياة الرى التى تتفاقم عاما بعد عام ،وتوفير السماد وارتفاع أسعارها، وتعرضه للأمراض الوبائية.
وفي هذا السياق قال الدكتور نادر نور الدين، الخبير الزراعي، إن السياسات الزراعية الفاشلة التي تنتهجها الحكومات المتوالية سببا رئيسيا وراء تراجع الزراعة في مصر لكونها تقف عائقا أمام الفلاح، مؤكدا أن الفلاح المصري يعيش أسوأ أيام حياته من كثرة الأعباء التي توضع على كاهله .
وأوضح أن الفلاح في السنوات العشر الماضية كان يعانى من مشاكل جمة كثيرة وأن أحواله أصبحت تتدهور بشدة وذلك من خلال ما يلاقيه من فوضي أسواق المبيدات فى مصر ووصفها بأنها أكثر الاسواق عشوائية في العالم وأن التقارير الرسمية تقر بأن اكثر من 43% من الفلاحين يصابون بالتسمم والأضرار من جراء استخدام المبيدات، إلي جانب أزمات الاسمدة المتكررة.
وأوضاف محمد عبدالرحمن ـ «مزارع» خلال حديثه لـ"رصد"، إن مياه الرى أصبحت مشكلة بالنسبة لأهالى القري ،مضيفاً أن عمليات تهريب الأسمدة لا تتوقف بواسطة تجار السوق السوداء إلى كبار المزارعين الجدد فى الصحراء مؤكدًا أن تجارة الأسمدة هي الأكثر رواجا لانها لا تباع إلا فى السوق السوداء ومع زيادة الطلب عليها قفز سعر شيكارة «اليوريا» من 78 الى 150 جنيها بعد ان تلاعبت الجمعيات الزراعية فى توزيع حصص الأسمدة على المزارعين التى غالبا ما تتم فى أوقات متأخرة من الليل أو فى العطلات الرسمية.
وأشار المهندس محمد سليمان عضو مجلس الشوري السابق عن الفلاحين، إلي ان الفلاح يعاني مشاكل في مياه الري وسوء التوزيع وذلك بعد أن تخلت وزارة الزراعة عن دورها من اتباع سياسة الدورة الزراعية والتركيب المحصولي ولذلك أصبح من الصعب حساب مقننات المياه حسب نوع المحصول.
وأضاف ان مشروع الصرف المغطي مصمم بطريقة غير علمية تعمل علي تخريب الاراضي الزراعية وأن أدوات الري فاشلة، مطالبا بوضع خطة لتوفير المحاصيل الاستيراتيجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها وإعادة النظر في الدورة الزراعية وتفعيل دور المهندس الزراعي.
وحمل الخبير الزراعي الدكتور حسين ابراهيم، وزارة الزراعة مسئولية وضع الاستراتيجيات المستقبلية وغياب دور الارشاد الزراعي في كثير من المجالات والذي يعد دورا مهما في إرشاد الفلاح وتوعيته في ترشيد المياه واختيار المحاصيل المناسبة.
وقال أن الحكومات تتعاقب، وما زالت الدولة مصرة على ممارسة سياسات فاشلة تقف دائما عائقا أمام الفلاح وتدفعه بكل قوة إلى هجرة مهنته التي توارثها عن أبائه وأجداده على مدار عقود زمنية.