أكد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة بحكومة الانقلاب، أن الوزارة تتابع قضية السحابة السوداء من خلال الأقمار الصناعية، مشيرا إلى أن الوزارة توقعت منذ شهر ظهور السحابة السوداء في سماء القاهرة.
وأضاف، أن السحابة السوداء ستزداد خلال أيام الجمعة والسبت والأحد بسبب سكون الرياح.
وتابع الوزير أن سبب تكون السحابة السوداء بسماء القاهرة يعود إلى أن هواء القاهرة مشبع بالملوثات على مدار العام و أنه لا توجد أي رياح نشطة لتشتيت الملوثات من الهواء بالإضافة إلى تحرك بعض السحب السوداء من المحافظات التي تقوم بحرق قش الأرزإلى القاهرة .
وأشار إلى أن هناك حلولا بديلة تحاول الوزارة إيجادها لقضية حرق الأرز بالمحافظات خلال الفترة القادمة ومنها قيام الشباب بجمع قش الأرز من الفلاحين والقيام بضغطه واستخدامه في صناعة الأسمنت.
قال د. رضا حجاج، أستاذ تخطيط البيئة والبنية الأساسية بكلية تخطيط العمراني جامعة القاهرة: إن الجهل الحكومي بخطورة ظاهرة السحابة السوداء والاستهانة بحياة المواطنين هم أهم الأسباب وراء الفشل في مواجهة الظاهرة.
واعتبر أن محاولة إلقاء المسئولية على الفلاحين هي محاولة صريحة لتنصل الحكومة من مسئوليتها.
وأكد أنه في ظل غياب البدائل المتاحة أمام الفلاح يصبح مغلوب على أمره؛ لأن البديل الوحيد المتاح أمامه هو نقلها إلى مصانع التدوير، وهو ما يكلفه ثلاث أضعاف قيمتها، فضلاً عن أن أغلب مصانع التدوير متهالكة ومعطلة.
وأشار حجاج إلى أن السبب الرئيسي في تفاقم المشكلة هو غياب الإرادة الحقيقية للتغيير الإيجابي، مؤكدًا أن قيمية المخلفات الزراعية تزيد سنويًّا عن 71 مليون طن سنويا، معتبرًا أنها تمثل في ذاتها ثروة اقتصادية هائلة؛ حيث يمكن الاستفادة منها في صناعات حيوية مثل الأسمدة والغاز والأوراق.
وأوضح أن انعدام قيمة المواطن عند الحكومة والاستهانة بحياته يمثل أهم أسباب الإهمال المتعمد في المواجهة المبكرة لهذه الظاهرة الخطيرة، على الرغم من توفر الإمكانيات وتخصيص ميزانيات طائلة لها، ولكن دون تحرك فعلي أو تنسيق فعال بين الوزارات، خاصة وزارة البيئة والزراعة والمحافظات؛ حيث اكتفت كل جهة منهم بإلقاء اللوم على الجهة الأخرى ليدفع المواطن في النهاية ثمن هذا الإهمال من حياته وصحته.
بدوره، أكد الدكتور علاء شكر الله، رئيس مجلس إدارة جمعية التنمية الصحية والبيئية، أن السحابة السوداء تتسبب في أن يكون الهواء الذي يصل إلى مكتوما، إضافة إلى أن ذلك يعمل على زيادة نسبة التلوث، مما يجعل البيئة خصبة لحدوث مختلف انواع الأمراض الصدرية والفيروسات المعدية، وصولا إلى امكانية حدوث مرض السرطان.
وأضاف أنه لا يمكن اجبار المواطنين على أن يلزموا المنازل أثناء حدوث تلك الظاهرة التي تتكرر كل عام ولكن يجب أن يكون هناك محاولة لحل أزمة الظاهرة وتناولها على مائدة البرلمان القادم، وخاصة أنه كثيرا ما خرجت التصريحات حول القضاء على تلك الظاهرة ولم يتم تقديم حل ينهي تلك المشكلة.
