قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان": "لن نسمح أبدًا بأي شيء غير قانوني وغير شرعي على هذه الأرض، كل شيء سيكون قانونيًا، ومن يلجأون إلى عدم الشرعية، سيدفعون الثمن، عاجلاً أم آجلاً."
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها، الرئيس التركي، مساء الجمعة، في الاجتماع التشاوري الذي عقده مع المنظمات الأهلية، الذي نظمته رئاسة بلدية ولاية "طرابزون" شمال تركيا، التي يزورها حاليًا من أجل افتتاح سلسلة مشروعات خدمية، لأول مرة باعتباره رئيسًا للبلاد.
وأوضح الرئيس التركي أنه سيشارك في سلسلة من البرامج والفاعليات المختلفة في عدد من الولايات التركية على مدار عدة أيام، مضيفًا "سنواصل من خلال تلك البرامج إثبات الذات في الداخل والخارج بموجب المسئولية التي تقع على عاتقنا".
وأكد "أردوغان" أنهم مضطرون للعمل ليل نهار من أجل تقديم الخدمة اللازمة التي تليق بالشعب الذي أعطاه صوته، واعتبره جديرًا بهذا المنصب، وتابع "سنواصل العمل من خلال الوئام والتنسيق مع حكومتنا، لخدمة تركيا".
وأوضح أن رئاسة الجمهورية الحالية، "مختلفة تمامًا، فهى رئاسة لا تعرقل العمل داخل أجهزة الدول، بل إن مهمتنا الرئيسة العمل من أجل تمهيد الطريق أمام الحكومة للنهوض بالبلاد، ولقد تمكنا مع أخي العزيز (عبد الله غل) من تحقيق نجاح كبير في هذا الشأن، ويعلم الجميع مدى ما تعرضنا له من قبل، حتى يتسنى لنا أن نحقق كثيرًا من النجاحات للبلاد".
واستطرد قائلاً: العمل بجد من أجل تحقيق تطلعات الشعب التركي، هو حجر الزاوية لتركيا الذي ستعتليه من أجل أن تعلو فوق مستوى الحضارات المعاصرة، لذلك سوف نستنفر الدولة للعمل بكافة أجهزتها ومؤسساتها ومسئوليها من أجل ذلك، ونحن لدينا تحدٍ كبير لتحقيق تقدم كبير في الاقتصاد والديمقراطية؛ حتى يتسى لنا أن نصل لأهداف العام 2023".
وشدد "أردوغان" على ضرورة استمرار النجاح في مجالي الاقتصاد والديمقراطية في تركيا، مشيرًا إلى ارتفاع معايير الديمقراطية في البلاد، وتطور الحقوق الأساسية، لافتًا إلى أنهم يناضلون من أجل قيم السلام والإنسانية، من خلال مدِّ يد العون لكل المظلومين في العالم ولا سيما في المنطقة القريبة من تركيا.
وأضاف: "تركيا تدافع عن القيم الإنسانية والوجدانية حيال الأحداث التي تشهدها المنطقة ودول الجوار، ونحن دائمًا مع السلام؛ فنحن مع مساعدة الجميع دون أي تفرقة أو تمييز على أي أساس، لسنا كمن يدافعون عن عرقهم أو مذهبهم، كما فعل البعض داخل تركيا، نحن نساعد الجميع دون النظر إلى العرق أو المذهب، نناضل من أجل أن ينال الجميع في سوريا على اختلاف مشاربهم، الأمن والسلام".
وذكر أن تركيا فتحت أحضانها للإيزيديين الهاربين من العراق، وقدمت لهم كافة أشكال المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن السريانيين عادوا إلى تركيا بعد سنوات، وأُعيدت لهم أماكنهم، ودور عبادتهم ومعابدهم، وأكد أنهم اتخذوا كافة التدابير اللازمة ضد من يريدون الذهاب بالبلاد إلى التفرقة المذهبية أو الطائفية.
وتابع: "هل فعل أحد من قبل قانونًا للأقليات، كما فعلنا نحن؟ فنحن من سلم للأقليات ممتلكاتهم التي تبلغ قيمتها نحو ملياري دولار، هذه أمور لا يفعلها الغرب نفسه، فعلينا أن نكون نموذجًا للعالم في هذا الأمر. لكن من المؤسف أنهم يتحينون الفرص الصغيرة، للافتراء على تركيا بافتراءات سوداء لا أساس لها".
ومضى قائلاً: "لقد طلبنا العدالة والسلام للجميع، في الوقت الذي وقفت فيه بعض الدول موقف المتفرج من أجل أن تحمي أطرافًا تابعة لها، طلبنا ذلك وهم يشاهدون مقتل أكثر من 250 ألف إنسان في سوريا، ونزوح أكثر من 6 ملايين آخرين من أماكنهم، نظرنا إلى المسألة من وجهة نظر إنسانية."